أدب إماراتي بلغة غوته
٣٠ ديسمبر ٢٠٠٩لماذا تهتم دار صغيرة مثل دار "لسان" السويسرية بأدب دولة الإمارات العربية الذي لا يحظى بحضور كبير على خريطة الأدب العربي؟ ما سر صدور ست مجموعات قصصية لكاتبات إماراتيات عن تلك الدار؟ هل هو الدعم الذي قدمته هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث؟ أم أن الأصوات الأدبية التي اختارتها الدار هي بالفعل أصوات واعدة؟ الناقد حسن حماد، مدير دار "لسان"، يفسر في حديثه لدويتشه فيله سر اهتمامه بالأدب النسائي الشاب في الإمارات بقوله "إن تاريخ ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألمانية اهتم ببلاد مثل مصر ولبنان والمغرب، ولم يهتم كثيراً بدول الخليج. ولذلك آثرنا في دار "لسان" أن نترجم لست كاتبات شابات من الإمارات حتى ننقل طعم الكتابة الأدبية من الخليج العربي".
"طعم الكتابة الأدبية في الخليج"
وللتعرف على مذاق الأدب الإماراتي أقيمت مؤخراً ندوة في معرض بازل للكتاب الذي استضاف الكاتبة الشابة مريم السعدي، إحدى الكاتبات اللاتي ترجمت أعمالهن إلى الألمانية، وقدم الندوة المترجم والشاعر سليمان توفيق الذي تحدث في حواره إلى "دويتشه فيله" عن إقبال كبير من جمهور المعرض للتعرف على أدب الإمارات "لأن الناس يعتقدون أن الإمارات دولة بترول ونقود وبيزنس فقط"، لذلك كان أمراً جديداً بالنسبة لزوار معرض الكتاب في بازل أن يتعرفوا على الأدب الإماراتي النسائي الشاب، مثلما يؤكد سليمان توفيق.
ما زال أدب منطقة الخليج فتياً، كما أنه لم ينتشر بعد على نطاق واسع. ولكن ما سمات هذا الأدب؟ في ندوة معرض بازل للكتاب تحدث سليمان توفيق عن قصص الكاتبة الشابة مريم السعدي التي تتسم في رأيه بجودة عالية، خاصة أن الموضوعات التي تطرحها جديدة على الأدب الإماراتي. ويضرب توفيق مثالاً بقصة "العجوز" التي تتحدث عن امرأة من البادية عايشت التطور العمراني والحضاري الذي شهدته دولة الإمارات في العقود السابقة، ولم تستطع إلا بصعوبة كبيرة التأقلم مع تلك التطورات. ويضيف توفيق "هذا موضوع مهم جداً بالنسبة للإمارات، كما أن الكتاب الإماراتيون لم يتطرقوا إليه بشكل جيد حتى الآن".
"الحكومة أكثر تطوراً من المجتمع"
إن زائر دولة الإمارات العربية يتعجب للتقدم التكنولوجي الفائق السرعة، لاسيما أنه يتناقض تناقضاً صارخاً مع تقاليد المجتمع القبلي. وينعكس التوتر الناشئ عن الشعور بالاغتراب عن التقاليد المحلية على النصوص الأدبية، وهو ما يلمسه القارئ في قصص الكاتبة مريم السعدي مثلما يقول توفيق. وبالرغم من انفتاح الإمارات نحو الخارج فإن تقاليد المجتمع القبلي وعاداته ما زالت حتى اليوم تطبع الحياة بطابعها. فهل يعاني الأدب الإماراتي أيضاً من قيود الثالوث الشهير، الجنس والدين والسياسة؟ سليمان توفيق يقول إن هامش الحرية كبير في الإمارات، ويضيف "أعتقد أن الحكومة في دولة الإمارات أكثر تطوراً من المجتمع. هناك هامش من الحرية تعطيه الحكومة للمرأة مثلاً، لكن المجتمع لا يقبل به".
الكاتب: سمير جريس
المراجع: طارق أنكاي