مسبار الفضاء الأوروبي "فينوس اكسبرس" يصل كوكب الزهرة
١١ أبريل ٢٠٠٦عبر مسيرة البشرية، يعد كوكب الزهرة أشهر كواكب المجموعة الشمسية. ويعزوا خبراء علوم الفضاء ذلك إلى سطوعه وتوهجه الشديدين، فهذا الكوكب يبدو وكأنه أسطع جرم في السماء وعلى الأخص بعد غروب الشمس أو شروقها. ولذلك لا غرابة أن هذا الكوكب يسمّى منذ القِدم بـ "نجمة المساء أو نجمة الصباح." أما الرومان فقد أعتبروه رمزا للجمال نسبة إلى تألقه وضيائه. ولكن يبدو أنّ العلم الحديث وبفضل المركبات الفضائية والتقنيات الحديثة أعطت صورة مختلفة تماما بوصفه بـ "جهنم المجموعة الشمسية".
وعلى صعيد البحوث الفضائية بخصوص هذا الكوكب، أفاد مراقبو مهمة المركز الأوروبي للعمليات الفضائية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في دارمشتاد الألمانية بأنّ المركبة "فينوس اكسبرس" دخلت اليوم الثلاثاء في المدار حول كوكب الزهرة المعروف قديما باسم "نجمة الراعي". وحسب الخطة، يأمل القائمون على هذا المشروع في أن تبدأ هذه السفينة بالدوران المنتظم حول كوكب الزهرة مع بداية شهر أيار/ مايو المقبل. وفي هذا الشأن، صرّح الباحث في شؤون علم الفضاء من وكالة الفضاء الأوروبية أنّ " فينوس اكسبرس" تسير في مسارها حسب الخطة المرسومة لها دون أيّة معوقات." وأشار المسؤول إلى أنّ العملية "تتم بدقة متناهية وأنّه لا حاجة لإجراء تعديلات وتصحيحات على طبيعة المهمة،" على حد تعبيره.
من الجدير بالذكر إن عملية القيام بمناورات لخفض سرعة المركبة التي تسير بسرعة 29000 كلم في الساعة شكلت تحديا كبيرا للعلماء، وذلك لإبقاء المركبة في مسارها. وحسب البرنامج المقرر، فإنّ المركبة ستدور لمدة 500 يوم على الأقل وذلك لجمع صور مختلفة عن الكوكب عن طريق أجهزة رصد وقياس متطورة زودت بها المركبة. وبهذا، تكون "فينوس اكبرس" أول سفينة فضاء أوروبية تزور كوكب الزهرة، الأمر الذي يعتبر سبقا علميا رائدا بتكلفة تصل إلى 220 مليون يورو. ويأمل العلماء من خلال هذه المهمة سبر أسرار كوكب الزهرة لاستخلاص معلومات عن تركيبته الجيولوجية واحتمال وجود نشاط بركاني على سطحه.
طبيعة كوكب الزهرة
ويعد كوكب الزهرة من أشد كواكب النظام الشمسي حرارة، إذ أن درجة حرارته قد تصل إلى 470 درجة مئوية. وتغطي الكوكب طبقة كثيفة من الغيوم على علو يتراوح بين 50 و70 كلم. وهذا الغلاف الجوي يحتوي على ثاني أكسيد الكربون (596%) والازوت (53%). وتتألف الطبقة العليا بمعظمها من حبيبات الحمض الكبريتي. ويدور كوكب الزهرة حول نفسه في الاتجاه المعاكس لمعظم الكواكب الأخرى وببطء شديد، إذ يساوي يوم الزهرة 243 يوما أرضيا. وأبعد مسافة تفصله عن الأرض تبلغ 258 ألف كلم وأقرب مسافة 41 ألف كلم. وعلى سطح الزهرة، حيث الضغط الجوي أكبر بـ 92 مرة عمّا هو على سطح الأرض. ويرى العلماء أنّ قشرة الزهرة حديثة التكوين نسبيا، حيث تقدر عمرها بنحو 500 مليون سنة، في حين أنّ الكوكب تكون قبل أربعة مليارات سنة.
كوكب الزهرة والمركبات الفضائية
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ "فينوس اكسبرس" ليست أول مركبة تدور حول الزهرة، إذ أن المصادر تقول إن أول مركبة فضائية أرسلت إلى الزهرة كانت المركبة السوفياتية "فينيرا 1" في العام 1961 لكن الاتصال معها فُقد قبل وصولها على مقربة من الكوكب. وفي 1962 حلقت "مارينر 2" الأميركية فوق الكوكب على مسافة 34830 كلم. وتبعتها "فينيرا 3" (1966) وكانت الأولى التي تدخل الغلاف الجوي ثم لحقت بهما "مارينر 5" (1967) و"فينيرا 7" (1970) الأولى التي هبطت على سطح الكوكب ثم "مارينر 10" (1974) و"فينيرا 9" (1975) التي أعطت أولى الصور عن سطحه وبايونير فينوس 1 و2 (الولايات المتحدة 1978) وماجلان (الولايات المتحدة. 1990).