مستقبل عملية السلام بعد استقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت
٣١ يوليو ٢٠٠٨هز تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت المفاجئ يوم أمس الأربعاء الساحة السياسية في إسرائيل، فقد أعلن أولمرت عن نيته التنحي عن منصبه كرئيس للحزب ورئيساً للوزراء إثر الفضائح التي لحقت به، وذلك بعد أن يتم اختيار زعيم جديد للحزب في الانتخابات المزمع إجراؤها في 17 أيلول/ سبتمبر القادم. وإلى ذلك الحين سيبقى أولمرت على رأس حكومة انتقالية لأشهر عدة وقد تسمح له البقاء في السلطة حتى مطلع العام 2009.
استمرار عملية السلام في الشرق الأوسط
وأكد أولمرت أنه لطالما سيبقى رئيساً للحكومة، فإنه سيواصل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين والسوريين وسيعمل على ضمان إطلاع زعيم كديما الجديد عليها وضمان موافقته. غير أن مارغريت يوهانسن، من معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية في جامعة هامبورغ، قالت في حديث مع موقعنا إن التحرك لمواصلة عملية السلام، الذي يقوم به أولمرت لن يحرز أي انفراج، فهو تحرك من حيث الشكل وليس من حيث المضمون، حسب وصفها. إضافة إلى ذلك فإن الخبيرة الألمانية ترى في أولمرت رئيس وزراء ضعيف وغير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة فيما يخص عملية السلام. ورجحت يوهانسن أن تبقى الأمور على حالها حتى الخريف القادم موعد الانتخابات، مرجحة أن تكون وزيرة الخارجية الحالية تسيبني ليفني هي المرشح الأوفر حظاً لتخلف أولمرت في منصب رئيس الوزراء.
الوسيط الأمريكي مهم لمسك دفة عملية السلام
واستبعدت يوهانسن أن يستطيع المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون من الوصول إلى تسوية محتملة لحل صراعهما في ظل غياب دور الوسيط الراعي للعملية السلمية. ومن هذا المنطلق أشارت الخبيرة الألمانية إلى دور الوسيط الأمريكي القادر على ممارسة ضغوط محتملة حتى في حال انتقال السلطة في إسرائيل إلى يد نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني، خاصة وأن الحكومة الأمريكية هي من يقدم الدعم لإسرائيل. فقد تمانع حكومة يتزعمها نتنياهو مواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين أو إجراء مفاوضات غير مباشرة مع سوريا.
قرار استقالة أولمرت "تم اتخاذه في الوقت المناسب"
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس الأربعاء إن ترك أولمرت لمنصبه لن يعرض مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية للخطر. وأوضح باراك في أثناء زيارة له للولايات المتحدة، أن أولمرت اتخذ القرار الصحيح من خلال عدم السعي لإعادة انتخابه مرة أخرى كزعيم لحزب كاديما. وأضاف باراك، زعيم حزب العمل أكبر الأحزاب المشاركة في الحكومة التي يقودها حزب كاديما بالقول: "أعتقد أن هذا هو القرار المسؤول والمناسب وتم اتخاذه في الوقت المناسب".
الولايات المتحدة ستواصل عملها مع الحكومة الحالية أو القادمة
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستستمر بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بحلول نهاية العام الحالي برعاية الرئيس الأميركي جورج بوش، ولطالما اعتبر الإدارة الامريكية أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيتين يمكنهما التوصل إلى اتفاق سلام. وفي هذا السياق استقبلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس الأربعاء مفاوضين من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك أن الإدارة الأميركية ستعمل "مع كل المسؤولين الإسرائيليين في الحكومة" بغض النظر عما إذا كانوا ينتمون للحكومة الحالية أو للحكومات المقبلة.
تبعات قرار أولمرت
وقد فتحت تصريحات أولمرت الباب أمام ثلاثة احتمالات، أولها أن تسلم انحسار المنافسة على رئاسة حزب كاديما بين وزيرة الخارجية ليفني ووزير النقل شاؤول موفاز، بحسب استطلاعات الرأي. وثانيهما تخلي بعض شركاء الائتلاف الحاكم عن حزب كاديما في حال انتخاب ليفني المعتدلة سياسياً زعيمة للحزب. وأما الاحتمال الثالث فيكمن في إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها المقرر في عام 2010.