مصادر: اتفاق بين السعودية ونظام الأسد حول إعادة العلاقات
٢٣ مارس ٢٠٢٣قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن سوريا والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد، في خطوة من شأنها أن تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في عودة دمشق إلى الصف العربي.
وقال مصدر إقليمي موال لدمشق إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخماً بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وقال مصدر إقليمي ثان متحالف مع دمشق لرويترز إن الحكومتين "تستعدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر".
وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الموضوع.
وستكون عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد الذي قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.
وجاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات سوري رفيع، بحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج. ولم يرد مكتب الإعلام التابع للحكومة السعودية ووزارة الخارجية السعودية والحكومة السورية على طلبات للتعليق.
وقد يشير هذا التطور المفاجئ على ما يبدو إلى الدور الذي قد يلعبه الاتفاق بين طهران والرياض في أزمات أخرى في المنطقة، إذ أدى التنافس بينهما إلى تأجيج الصراعات بما في ذلك الحرب في سوريا.
ودعمت الولايات المتحدة والعديد من حلفائها في المنطقة، بما في ذلك السعودية وقطر، بعض فصائل المعارضة السورية. وتمكن الأسد من إلحاق الهزيمة بفصائل المعارضة في معظم أنحاء سوريا بمساعدة إيران وروسيا.
وعارضت الولايات المتحدة تحركات دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد، مشيرة إلى تعامل حكومته بوحشية خلال الصراع والحاجة إلى رؤية تقدم نحو حل سياسي.
عضوية معلقة بالجامعة العربية
وحملت الإمارات، وهي شريك استراتيجي آخر للولايات المتحدة، راية التطبيع مع الأسد، واستقبلته مؤخراً في أبو ظبي مع زوجته. لكن السعودية كانت تتحرك بحذر أكبر.
وقال الدبلوماسي الخليجي إن المسؤول السوري الرفيع "مكث أياماً" في الرياض وجرى التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح السفارات "قريباً جداً".
وعرف أحد المصادر الإقليمية المسؤول السوري على أنه حسام لوقا، رئيس هيئة المخابرات العامة. وقال إن المحادثات شملت الأمن على الحدود السورية مع الأردن وتهريب حبوب الكبتاغون المخدرة إلى الخليج من سوريا.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا في عام 2011 رداً على قمع الأسد للاحتجاجات على حكمه.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في وقت سابق من هذا الشهر إن التواصل مع الأسد قد يؤدي إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة.
وقال رئيس الدبلوماسية السعودية إن المحادثات مع دمشق قد تمهد الطريق للتصويت على رفع تعليق عضوية سوريا خلال القمة العربية المقبلة المتوقع عقدها في السعودية في أبريل/نيسان.
وعاودت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018 قائلة إن الدول العربية بحاجة إلى المشاركة بشكل أكبر في إيجاد حل للصراع السوري.
وعلى الرغم من أن الأسد ينعم بتجدد الاتصالات مع الدول العربية التي قاطعته ذات يوم، لكن تظل العقوبات الأمريكية عقبة رئيسة أمام الدول التي تسعى إلى توسيع العلاقات التجارية مع دمشق.
ع.ح./ا.ح. (رويترز)