مظاهرات احتجاجية جديدة في عدة مدن سورية وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى
١ أبريل ٢٠١١نقلت وكالة فرانس برس عن شاهد من مدينة دوما، شمال دمشق، عبر الهاتف أن متظاهرين قاموا بعد خروجهم من مسجد المدينة بعد الصلاة بإلقاء الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق النار عليهم. وأفاد الشاهد أن عدد القتلى قد يتجاوز العشرة إلا انه أورد أسماء ستة عرفت هويتهم. وأضاف "سقط أيضا عشرات الجرحى وقامت قوى الأمن باعتقال العشرات كذلك". وأكد الشاهد أن نحو ثلاثة آلاف شخص خرجوا من عدة جوامع في دوما القريبة من دمشق للتظاهر بعد صلاة الجمعة وان قوات الأمن قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم قبل إطلاق النار. وأضاف أن معظم السكان قاموا بالاحتماء في البيوت وان قوات الأمن نشرت قناصة فوق البنايات كانوا يطلقون النار على كل من يخرج إلى الشارع. وتابع "إنهم يقومون باعتقال الجرحى ويمنعونهم من الدخول إلى المستشفيات".
مصدر رسمي: مجموعات مسلحة من أسطح المنازل
وفي دمشق، لم يتمكن مسؤول سوري من تأكيد سقوط قتلى، ردا على سؤال لفرانس برس. وفي وقت لاحق من مساء الجمعة، أعلن مصدر سوري مسؤول أن مسلحين أطلقوا النار الجمعة على متظاهرين في مدينة دوما شمال دمشق ما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة العشرات من المدنيين وعناصر قوات الأمن. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المصدر قوله إن "مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما بعد ظهر اليوم وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الأمن ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن". وأضاف المصدر أن "الجهات الأمنية تقوم بملاحقة أفراد المجموعة المسلحة التي روعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي". ونقلت الوكالة السورية أن "عددا من أبناء مدينة دوما أكدوا أن مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بالتحريض وإثارة الفتنة جالت في المدينة وقامت بترويع الناس وإطلاق النار عشوائيا في أماكن التجمعات".
لأول مرة مظاهرات في مدن ذات أغلبية كردية
وشهدت عدة مدن سورية بعد الانتهاء من صلاة الجمعة مظاهرات احتجاجية تطالب بالإصلاح السياسي، حيث شهدت العاصمة دمشق ومدينتا اللاذقية وبانياس الساحليتين ودرعا والقامشلي وعامودا ورأس العين تجمع العشرات والمئات في المدن المختلفة. كما تظاهر مئات الأشخاص في شمال شرق سوريا التي يشكل الأكراد أغلبية السكان فيها الأغلبية للمرة الأولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سوريا، للمطالبة بإطلاق الحريات. وقال الناشط رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان (رافض) لوكالة فرانس برس إن "مئات الأشخاص تظاهروا في القامشلي ومثلهم في عامودا (700 كلم شمال شرق دمشق) مطالبين بإطلاق الحريات". وأشار إلى أنها "المرة الأولى التي تجري فيها تظاهرات" في هذه المنطقة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في 15 آذار/مارس.
جرحى واعتقالات
وقال شاهد عيان من درعا، لتي انطلقت منها الاحتجاجات المطالبة بالحرية، إن قوات الأمن منعت المتظاهرين الذين خرجوا من الجامع العمري نحو وسط البلد من التقدم وألقت عليهم القنابل المسيلة للدموع مما أصاب عدد منهم بالاختناق ولكن دون وقوع أعمال عنف حتى الآن. وتابع أن هناك عددا من المتظاهرين مازالوا معتصمين أمام مبني المحاكم الحكومية في ساحة المحطة بدرعا الواقعة جنوب سورية.
كما أفاد شاهد عيان أخر أن قوات الأمن السورية وموالين للرئيس بشار الأسد ضربوا محتجين بالعصي أثناء مغادرتهم مسجد الرفاعي في حي كفر سوسة في دمشق بعد صلاة الجمعة. وكان نحو 200 شخص قد أخذوا يرددون هتافات تعبر عن التأييد لمدينة درعا الجنوبية. وقال الشاهد لرويترز في اتصال تليفوني من مجمع المسجد إن ستة محتجين على الأقل اعتقلوا وإن عشرات أوسعوا ضربا لدى خروجهم من المسجد.
الإعلام الرسمي: لم تحدث احتكاكات
من جانبها أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) في سابقة أن بعض "المصلين" خرجوا في اللاذقية ودرعا داعين إلى "تسريع إجراءات الإصلاح"، وأشارت إلى عدم حدوث "احتكاكات" بين هؤلاء المصلين وقوى الأمن. وقالت الوكالة إن "عددا من المصلين خرجوا في بعض جوامع مدينتي درعا واللاذقية مرددين هتافات تحية للشهيد وتدعو لتسريع إجراءات الإصلاح". ونقلت الوكالة عن مراسليها انه "لم تحدث احتكاكات بين المصلين وقوى الأمن في هذه التجمعات". كما ذكرت الوكالة أن "ساحات عدد من الجوامع شهدت في بعض المحافظات عقب صلاة الجمعة اليوم تجمعات للمصلين الذين رددوا هتافات تدعو إلى "التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا ووأد الفتنة".
(هـ.إ./رويترز/أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي