معرض توت عنخ أمون في نورنبرغ
١٦ نوفمبر ٢٠١٣حتى أولئك الذين لا تستهويهم طبيعة هذه المتاحف انجذبوا إلى المعرض الألماني " توت عنخ أمون: قبره وكنوزه". جودته المنقطعة النظير والصرح التعليمي لشبيه كنوز قبر الفرعون الشاب (1341-1323 قبل الميلاد) لاقت قبولاً حتى في صفوف علماء آثار مصريين. وافتتح المعرض في عام 2008 في زيورخ السويسرية ليتنقل بعدها في أنحاء أوروبا.
يضم المتحف ألف نسخة من الخمسة آلاف قطعة أصلية استنسخها بدقة الدكتور مصطفى العزابي أحد أشهر النحاتين في القاهرة. يذكر أن معرض توت عنخ أمون الذائع الصيت والذي افتتح في بداية الثمانينات تحت رعاية أنور السادات وكارل كارستنس ضم خمسا وخمسين قطعة أصلية. وفي عام 1961 أعار المتحف المصري في القاهرة لأول مرة آثاراً جوهرية لخارج البلاد.
إقبال واسع من الجمهور
منذ ذلك الحين يحظى معرض توت عنخ أمون بجمهور ينافس فيه كبار المعارض العالمية. ويعود الفضل في نقل فن ذاك العصر إلى يومنا هذا إلى خوف البشر من موته الغامض.
ويعود الفضل في مسودة الصورعالية الجودة والتي يتجاوز عددها 2800 صورة إبان الكشف عن قبر توت عنخ أمون إلى مصور متحف متروبوليتان للفنون، هاري بورتون. تم الكشف في الجزء الأخير من المعرض عن جزء مذهل من كنوز قبر الفرعون الشاب، كالتوابيت الذهبية و الأضرحة الضخمة المتراصة في المقبرة. إضافة إلى عرشه والمجوهرات و العجلات الحربية والتمائم و الأقنعة وغيرها من لوازم الحياة الآخرة. يذكر أن قناع توت عنخ أمون في قبره صنع من11كيلوغرم من الذهب الخالص.
وتم استخدام راتنجات الايبوكسي و الجبس الى جانب مواد طبيعية كالخشب و الحجر و ورق الذهب. ورغم أن الأخير ليس من الذهب الخالص كذلك المصنع في أيام توت عنخ أمون، إلا أن له من السحر والجمال ما يخطف لب الرائي.
تجنباً للالتباس بين النسخة الأصلية والمقلدة، نصح النحات بترك علامة فارقة على أعماله. وتبرز هنا الحرفية المصرية الحديثة والتي تسخر تقنيات قديمة لإنتاج نماذج مقلدة دقيقة للغاية.
يتوجه الفنانون والعلماء وأصدقاء مصر القديمة إلى القطع الأثرية الأصلية وهو ما ينوه إليه العاملون في مستهل الجولة التعريفية الصوتية في المعرض بوضوح مذكرين بأن محتويات هذا المعرض مجرد نسخ وناصحين بزيارة المواقع الأثرية الأصلية.
وينشط منظمو هذا المعرض في المجالات الترفيهية والتعليمية، في حين أن منتجه و القائم عليه شركة ألمانية عادة ما تنظم حفلات البوب والمسرحيات الغنائية. ولا تنحصر برامج المعرض المثير للإعجاب بحلقات حول التاريخ الفرعوني فحسب، بل تتعداها إلى بناء جسور تقود إلى الفن الحديث والتطور في البلاد.