من الصعب رحيل ليفاندوفسكي رغم مغازلة بايرن لهيغواين
١٦ يناير ٢٠١٦لم يخف كارل هاينز رومينيغه رئيس النادي البافاري إعجابه بالأرجنتيني غونزالو هيغواين مهاجم نابولي الإيطالي، وهو ما ظهر جليا في تصريح له نقله موقع "بيلد" الألماني، وذلك أثناء زيارة رومينيغه لجامعة بوكوني في مدينة ميلانو الايطالية حيث قال "إنه لاعب من الطراز الرفيع وأداؤه يعجب بايرن".
بعض المراقبين الرياضيين ومن بينهم كاي بوستا في تعليقه المنشور على موقع "بيلد" الألماني، فسرّ تصريحات الإعجاب بهيغواين علنا، بأنها تفصح عن نوايا إدارة نادي بايرن بشراء مهاجم جديد. فهل يكون هيغواين منافسا محتملا لنجم بايرن الحالي روبرت ليفاندوفسكي؟
كل الاحتمالات ممكنة، فالأندية الكبيرة لاتحب الثغرات وتسعى لسدّها دوما، وإدارة بايرن ميونيخ معروفة بأنها تسعى لمواجهة جميع الاحتمالات. وخير دليل على ذلك شراء إدارة بايرن ميونيخ للبرازيلي دوغلاس كوستا، الذي تمكن من سدّ الفراغ الذي خلفه غياب ريبيري بسبب الإصابة.
لغة الأرقام في صالح ليفاندوفسكي
لكن الخبير الرياضي بوستا يرى أن الأمر يختلف تماما عند الحديث عن ليفاندوفسكي، إذ تميز المهاجم البولندي بأدائه الملفت في بايرن في موسم الذهاب (2015/2016). وهو ما تؤكده لغة الأرقام، إذ تمكن من تسجيل 15 هدفا خلال 16 مباراة شارك فيها في منافسات الدوري الألماني (بونسديليغا). وبلغ رصيد أهدافه في بطولة دوري أبطال أوروبا (تشامبيونزليغ) 7 أهداف سجلها في ست مشاركات فقط. وحتى في مسابقة كأس ألمانيا سجل ليفاندوفسكي هدفا واحدا لبايرن.
يحظى ليفاندوفسكي بشعبية واسعة لدى عشاق بايرن، والنجم البولندي يعرف ذلك تماما، ما دفعه لتجاهل استفسار موقع "بيلد"عن تعليقه حول تصريحات رومينيغه، واحتمال أن يصبح هيغواين منافسا له في بايرن. لكن الملفت هو تصريح مستشاره مايك بارتل، إذ قال "من لديه عروس جميلة، فمن المفترض ألا ينظر للعرائس الأخرى".
لاشك أن تصريحات مستشار ليفاندوفسكي ليست واضحة تماما، ويمكن تفسيرها بطريقتين الأولى: أن بايرن ليس بحاجة لمهاجم جديد بوجود ليفاندوفسكي. أو أن ليفاندوفسكي يلعب في ناد عريق ولا يفكر بتركه، فهو مرتبط بعقد ينتهي عام 2019، وتخلي إدارة بايرن عنه لن يكون رخيصا. إذ تحدثت بعض وسائل الإعلام عن مبلغ لا يقل عن 93 مليون يورو.
انجازات ليفاندوفسكي تجعل منافسة هيغواين له صعبة جدا. فخلال 46 مباراة شارك فيها في مسابقة دوري أبطال أوروبا سجل 30 هدفا وصنع 13. وهذه الانجازات تختلف عما حققه هيغواين، فرغم أن مشاركة الأخير في التشامبيونزليغ كانت أكثر، وعددها 53 مباراة، إلا أن رصيد أهدافه أقل، إذ سجل 13 هدفا وصنع ثمانية فقط.
فرص انتقال ليفاندوفسكي إلى مدريد؟
هذه الانجازات الكروية تجعل تصريحات مايك بارتيل تتعلق باللاعب والنادي معا، وخصوصا أن العرائس الأخرى (ريال مدريد وأتليتيكو مدريد)، محرومان بأمر الفيفا من الإقبال على "سوق الزواج".
ومن جانب آخر، يرى بعض المراقبين أن تصريحات رومينيغه، ليست إلا ردا على شائعات انتقال ليفاندوفسكي إلى النادي الملكي، وأكبر دليل على ذلك، علامات الارتياح التي بدت على وجه رومينيغه عند قراءته لقرار الفيفا بمنع ريال مدريد وأتليتيكو مدريد من شراء اللاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية 2016 والشتوية 2017، وذلك بسبب فضيحة شراء لاعبين قاصرين. فهل أنهى قرار الفيفا حلم ليفاندوفسكي بالذهاب إلى ريال مدريد؟
في شهر( ديسمبر/ كانون الأول) الماضي، ظهرت صورة ليفاندوفسكي ضمن قائمة الشخصيات المهمة بالنسبة للنادي الملكي. وتحدثت بعض الصحف الأسبانية، ومن بينها صحيفة "أس" المقربة من النادي الملكي، عن اهتمام الإدارة بضم ليفاندوفسكي، ووهو ما يتلاءم مع طموحات اللاعب أيضا. ونفى رومينيغه هذه الشائعات. لكن مغازلته لهيغواين أيضا، قد تؤكد صحتها. ففي عالم كرة القدم، تسري الكثير من الشائعات يصدق بعضها، رغم أنه يبدو من الصعب التخلي عن مهاجم بحجم ليفاندوفسكي في منتصف الموسم، في حين أن بايرن يسعى للفوز بالثلاثية.
في العام الماضي أصدر الفيفا قرار مماثلا بحق نادي برشلونة، لكن وجود ثغرة قانونية، أتاح لبرشلونة شراء لاعبين جدد، لكن بدون السماح لهم بالمشاركة في المباريات. وهو ما سينطبق على النادي الملكي، ليكون السؤال الأهم هل يوافق ليفاندوفسكي على انتقاله إلى النادي الملكي، حتى لو كان ذلك على حساب بعده عن الملاعب الخضراء لمدة قد تصل إلى عام كامل؟
لكن هناك منظور آخر وهو أن يقدم ريال مدريد اعتراضا على قرار الفيفا. لكن حتى لو رفض هذا الاعتراض تبقى أمام النادي الملكي فرصة أخيرة إن كان يريد حقا الحصول على خدمات ليفاندوفسكي، وهي شراء اللاعب قبل انقضاء سوق الانتقالات الحالية، التي ستغلق أبوابها في خلال أسبوعين. لكن ذلك أيضا محتاج إلى مبلغ مالي ضخم.