موسكو تستبعد وقف الأسد لإطلاق النار وإصرار تركي على إقامة مناطق عازلة
١ سبتمبر ٢٠١٢قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (السبت الأول من سبتمبر/ أيلول 2012) انه سيكون "من السذاجة" أن تعتقد الدول العربية والغربية بان الرئيس السوري بشار الأسد سيوقف إطلاق النار أولا ويسحب قواته من المدن الكبرى. وأضاف لافروف "عندما يقول شركاؤنا إن على الحكومة أولا أن تتوقف (عن القتال) وتسحب كل قواتها وأسلحتها من المدن، وتكتفي بدعوة المعارضة إلى فعل ذلك، فهذه خطة لا يمكن تحقيقها إطلاقا. فإما أن الناس ساذجون أو انه نوع من الاستفزاز". وأوضح لافروف أن دعوة كهذه تعادل طلبا "باستسلام" النظام البعثي، موضحا انه يرى انه لا الغربيين ولا العرب يحق لهم طرح طلب كهذا.
سعي تركي لإقامة مناطق عازلة
في سياق متصل ذكرت مصادر حكومية في أنقرة، أن تركيا ستواصل السعي للحصول على دعم دولي لإقامة منطقة آمنة محمية من الخارج داخل سوريا بعد إخفاق اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع في تقديم أي شيء أكثر من خطة فرنسية بنقل مزيد من المساعدات للمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن فرنسا وتركيا حددتا "مناطق محررة" في الشمال والجنوب خرجت عن سيطرة الرئيس بشار الأسد ويمكن أن تصبح ملاذا للمدنيين المحاصرين في حالة الفوضى إذا تم توفير تمويل لها وأديرت بشكل ملائم.
ولكن الخطة الفرنسية لتخصيص قدر كبير من مساعداتها لسوريا في المستقبل لم تصل إلى حد "المناطق الآمنة" المحمية من الخارج كما تدعو لها تركيا التي تكافح من اجل مواجهة تدفق متزايد من اللاجئين وتشعر بإحباط على نحو متزايد بسبب عدم وجود عمل دولي. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة بثها التلفزيون التركي إن"بشار الأسد وصل إلى نهاية حياته السياسية. الأسد في الوقت الحالي لا يعمل في سوريا كسياسي وإنما كعنصر وكعامل للحرب." ويواجه المدنيون في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة غارات جوية متكررة من قوات الأسد وهناك شكوك في بعض المناطق في سيطرة المعارضة هناك بشكل فعلي نظرا لعبور المقاتلين الحدود إلى تركيا للنوم هناك خلال الليل.
احتدام المواجهات الميدانية
ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضين المسلحين هاجموا عدة حواجز للجيش في ادلب وحماة بعد ساعات من استيلائهم على مبنى للدفاع الجوي واستهدافهم مطارا في الشرق. وقال المرصد إن "مقاتلين من كتائب الثوار اقتحموا مساء الجمعة مبنى كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال بريف دير الزور". وأوضح المرصد أن "ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية بينهم ضباط وصف ضباط ومجندين أُسروا إثر اقتحام الكتائب المقاتلة".
وبدا المقاتلون المناهضون للنظام منذ أيام في استهداف المطارات العسكرية وبينها مطاري ابو الظهور وتفتناز في ادلب، واعلنوا عن اسقاط طائرة ميغ وتدمير واعطاب طائرات اخرى في هذين المطارين. من جهة أخرى تعرض حي التضامن في جنوب دمشق إلى قصف متقطع من قبل القوات النظامية السورية " التي اشتبكت فجر اليوم مع مقاتلين (...) كما سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف وانفجارات في أحياء القدم والحجر الأسود" وفقا للمرصد. كما ذكرت وكالة الإنباء الرسمية سانا أن القوات النظامية قضت على "تجمعات للإرهابيين" في ريف حلب وحمص وريف دمشق وريف ادلب وريف حماة. ويذكر أنه من الصعب التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
ح.ز/ م.س/ (أ.ف.ب/ رويترز