موضة ثقب الجسد - رغبة في التميز أم رفض للمقاييس الجمالية المتداولة؟
١٦ فبراير ٢٠١٠دخلت قبل بضعة أعوام موضة ثقب الجسد بالأقراط إلى المجتمعات الأوروبية. وأصبح عدد متزايد، خاصة من فئة الشباب والمراهقين، يقبل على ثقب أماكن عديدة في الجسد مثل الأنف واللسان والحواجب والشفاه ويرتدي أقراط مختلفة الأنواع والأحجام. وتعتبر آنا، شابة في العشرين من عمرها، من هواة موضة ثقب الجسد، ذلك أنها تضع أقراط متعددة على حاجبيها وفي أنفها وثلاثة في شفتها السفلى وحلقين كبيرين تسد بهما ثقبين واسعين في شحمتي أذنيها. وتقول آنا إن ولعها بهذا النوع من الزينة قد دفعها إلى اختيار مهنة ثقب الجسد.
إقبال متزايد على موضة "مد نفق" في حلمة الأذن
واختصت الشابة الألمانية في توسيع ثقب شحمة الأذن ووضع أقراط خاصة بداخلها. ويُطلق على هذه الموضة الجديدة في عالم التزين بالثقب والأقراط "النفق"، بحيث يتم ثقب ثغرة كبيرة، يتجاوز سمكها أحيانا ثلاثين مليمترا داخل شحمة الأذن وسدها بقرط خاص في سمك الثغرة. وتصف آنا هذه العملية، بحيث تقول "في البداية أضع مرهما على ثقب شحمة الأذن لتسهيل تمرير القضيب الخاص بتوسيع الفتحة"، موضحة أن "سمك القضيب يناهز فتحة الحلمة بمليمترين اثنين".
وتؤكد أنها قد جربت هذه العملية على نفسها، بحيث تقول "لدي ثقبين في شحمة كل أذن، يبلغ سمكهما 32 مليمترا، أود توسيعهما إلى أربعين مليمترا، ولكن أخشى حينها ألا أجد أقراطا مناسبة هنا. لذلك قررت الاكتفاء بهذا السمك". وتستغرق عملية توسيع الثقب في شحمة الأذن وقتا طويلا، تسعة أشهر على الأقل. كما يتعين على من يهوى هذا النوع من الزينة تحمل الآلام المصاحبة لعملية توسيع الثقب بهدف الحصول على النتيجة المرغوبة.
ويعد رفائييل، من بين زبائن آنا الذين يرغبون في "مد نفق" في شحمة الأذن، والذي أخذ على نفسه عناء الألم للحصول على هذه الزينة. ويشد رفائييل ملامح وجهه حينما تدخل آنا القضيب عبر فتحة شحمة أذنه لثواني. وعلى الرغم من أن الثقب في شحمة أذنه واسع، إلا أنه يريد توسيعه أكثر، على الرغم من الآلام الشديدة التي تصاحب عملية التوسيع.
طرق غريبة في التزين للتفرد عن البقية
ويزين رفائييل وجهه بأقراط وجسده بأوشام متنوعة ومختلفة، مشيرا إلى أنه من عشاق تزيين الجسد بالثقب والأقراط والوشم. ويهوى هؤلاء التزين بطريقة، وإن كانت دخلت الثقافات الغربية قبل سنوات، إلا أنها لا تزال غريبة عن غالبية المجتمع الألماني، مثل شق اللسان وثقب الأذن والأنف والحواجب والسُرّة وغيرها من الأماكن.
ويقول رفائييل إنه يرى في ثقب الجسد "زينة تضفي عليه جمالية"، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه يريد في الوقت نفسه "التميز والتفرد عن السواد الأعظم". يذكر أن موضة "مد نفق" في حلمة الأذن بدأت تنتشر في ألمانيا منذ نحو عام تقريبا. وأصبحت تحظى بإقبال من فئة المراهقين والشباب على وجه الخصوص.
وتعد هذه الموضة دخيلة على الثقافة الأوروبية، حيث تنتشر ظاهرة توسيع شحمة الأذن في بعض الثقافات في إفريقيا ولدى السكان الأصليين في أمريكا الجنوبية وأستراليا. ويعزو الطبيب النفسي إيريش كارستن إقبال عدد متزايد في المجتمعات الغربية على هذه الموضة، إلى "البحث عن التفرد والفردية هو ما يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق جديدة وأكثر غرابة عن غيرها في التزين". وعليه يسعى هواة مثل هذا النوع من الموضة إلى الظهور بمظهر مختلف، مهما كان الثمن ومهما تسبب ذلك في آلام كبيرة.
الكاتبة: آنيا زايلر / شمس العياري
مراجعة: طارق أنكاي