ميركل: جائحة كورونا "اختبار" لتماسك المجتمع الألماني
٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠أوضح استطلاع للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (أ.إير.دي) اليوم الاثنين (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) أن 51% من الألمان يعتبرون إجراءات احتواء كورونا كافية، بتراجع مقداره ثماني نقاط مئوية مقارنة بنسبتهم أول الشهر الجاري. وأظهرت النتائج أن 32% من الألمان يرون أن القيود السارية حالياً غير كافية إلى حد بعيد، بارتفاع بمقدار خمس نقاط مئوية مقارنة بنسبتهم أول الشهر الجاري، وفي المقابل، اعتبر 15% من الألمان أن هذه التدابير زائدة عن الحد بارتفاع بمقدار أربع نقاط مئوية مقارنة بمطلع الشهر.
وأعرب 50% ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن إجراءات الرقابة الناجمة عن هذه القيود غير كافية، فيما رأى 34% أنها كافية و10% رأوا أنها زائدة عن الحد. ورأى 74% ممن شملهم الاستطلاع أن بإمكانهم تقديم إسهام قوي للغاية (29%) أو قوي (45%) للحد من الجائحة. في المقابل اعتبر 19% أن إسهامهم في الحد من الجائحة أقل قوة. وأعرب 6% عن اعتقادهم بأن سلوكهم في الحياة اليومية لا يمكن أن يسهم بشيء أبداً في الحد من الجائحة. تجدر الإشارة إلى أن الساسة في ألمانيا دائما ما يشددون على المسؤولية الذاتية للأفراد حيال وقف انتشار الفيروس من خلال تقليص مخالطاتهم.
اختبار للتماسك الاجتماعي
في سياق متصل، أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن اعتقادها بأن أزمة كورونا تمثل اختباراً للتماسك داخل المجتمع في بلادها. وقالت ميركل مساء اليوم إن "الجائحة بتداعياتها المتنوعة أصابتنا جميعاً، وبعضنا أصابته بشكل صعب على نحو خاص ولاسيما هؤلاء الذين لم يكونوا على أية حال في الجانب المشرق من الحياة وكانوا يحتاجون في حياتهم اليومية إلى الاهتمام والدعم، والذين ازداد الأمر صعوبة بالنسبة لهم بسبب كورونا. وهكذا تكتسب القضية الاجتماعية مزيدا من الحدة".
وجاءت تصريحات ميركل خلال مشاركة عبر الفيديو في حفل توزيع الجائزة الاجتماعية 2020 الممنوحة من المؤسسة الاتحادية للرعاية الخيرية.
وأضافت ميركل أن الجائحة أثبتت نفسها كاختبار للمجتمع وتماسكه، وأشادت بعمل روابط الرعاية الخيرية التي تدير العديد من دور المسنين والمستشفيات، بالإضافة إلى دور حضانة ومكاتب رعاية ومؤسسات لمساعدة متحدي الإعاقة. ولفتت ميركل إلى أن كل هذه الهيئات تواجه تحديات من نوع خاص بسبب جائحة كورونا، ورأت أن على هذه الهيئات أن تكافح وضعاً دائم التغيير وسيأخذ هذا الوضع منحى أكثر خطورة مع دخول فصل الشتاء.
وقالت ميركل إن من المهم بالنسبة للمؤسسات غير الهادفة إلى الربح أن يتم تأمين التمويل حتى تتمكن من الإبقاء على تشغيل المؤسسات حتى تحت ظروف الجائحة، ونوهت إلى أن الحكومة الألمانية خففت لهذا السبب من التداعيات الاقتصادية، وأكدت ميركل أن مقدمي الخدمات الاجتماعية "لا يمكن الاستغناء عنها" ولاسيما في هذه الفترة الصعبة. ووصفت ميركل روابط الرعاية الخيرية بأنها حجر زاوية بالنسبة للتماسك المجتمعي، مشيرة إلى أنها تقدم دعماً للناس وتشكل هوية المجتمعات المحلية وقالت إن هذه المجتمعات قوية وتتصدى للتطرف والكراهية والتهميش "أشكر من كل قلبي جميع من يعملون من أجل أناس آخرين، ويعيشون ويعززون الإنسانية والمجتمع".
التحقيق في الهجوم على مبنى معهد "روبرت كوخ"
من جهتها، أعلنت الشرطة في برلين أنه لا يوجد مشتبه بهم حتى الآن في واقعة إلقاء مواد حارقة على مبنى معهد "روبرت كوخ" لأبحاث الفيروسات في العاصمة الألمانية. وذكرت متحدثة باسم الشرطة اليوم الاثنين أن جهاز أمن الدولة التابع للشرطة (المختص بالجرائم ذات الدوافع السياسية) يحقق في كل الاتجاهات حيث تم توصيف الواقعة على أنها محاولة إضرام حريق بشكل متعمد. وبحسب الشرطة، كان قد تم إلقاء عبوات حارقة على واجهة مبنى المعهد ليلة السبت / الأحد قبل الماضية، ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات.
وكان موظف أمن قد شاهد عدة أشخاص ألقوا بالزجاجات التي تحتوي على سائل قابل للاشتعال، وقد تمكن الموظف من إطفاء الحرائق، فيما لاذ الجناة بالفرار. وأوضحت الشرطة أنه يجري التحقق من أن الجريمة وقعت لأسباب سياسية وذلك نظرا لأن الواقعة تتعلق بعقار مملوك لمعهد "روبرت كوخ"، وقد وقع الهجوم على مبنى المعهد في حي تمبلهوف-شونيبرغ جنوب برلين، وليس المبنى الرئيسي للمعهد الواقع شمال غرب العاصمة. ويلعب معهد روبرت كوخ دوراً محورياً في مكافحة وباء كورونا.
توقع استئناف المشاورات بين المستشارة والولايات
هذا وكشفت تقارير صحفية في ألمانيا أن المستشارة ميركل ستدعو في جولة مشاوراتها التالية مع رؤساء حكومات الولايات بعد غد الأربعاء إلى فرض مزيد من القيود على الحياة العامة في ظل الارتفاع السريع للإصابات الجديدة بعدوى فيروس كورونا. وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية مساء الأربعاء الماضي أن ميركل طالبت بالإبقاء على المدارس والحضانات مفتوحة، على العكس من الإغلاق في الربيع، باستثناء المناطق ذات الأعداد الكارثية في الإصابات. وأضافت الصحيفة أن ميركل ترى أنه يجب الحفاظ على فتح المحلات من خلال فرض قيود جديدة، ونوهت إلى أن ديوان المستشارية يسعى بالدرجة الأولى إلى التعامل بحزم مع قطاع الضيافة والفعاليات.
وستجري ميركل مجدداً مشاورات مع رؤساء حكومات الولايات بعد غد عبر الفيديو نظراً لتفاقم تطورات الجائحة في البلاد. وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن اللقاء سيدور حول ما يمكن للحكومة الاتحادية والولايات فعله من أجل كسر هذا الاتجاه بأسرع ما يمكن، وأضاف أن الكل يدرك أن " كل يوم مهم في هذا الصدد".
وبحسب بيانات معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية، وصل إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 437 ألفا و866 حالة، فيما بلغت حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس 10 آلاف و56 حالة.
نورنبيرغ تلغي سوق عيد الميلاد
وألغت مدينة نورنبرغ الألمانيةنسخة العام الحالي لسوق عيد الميلاد في المدينة، أشهر سوق كريسماس في العالم، بسبب الجائحة. جاء ذلك وفقاً لما أعلنته سلطات المدينة الواقعة جنوبي ألمانيا اليوم الاثنين، وقال ماركوس كونيغ، عمدة المدينة عن إلغاء السوق المعروفة باسم (كريستكيندلس ماركت): "يعز علينا جداً اتخاذ هذا القرار، فسوق كريستكيندلس بتقاليدها العظيمة هي جزء من نورنبرغ". يذكر أن عدد إصابات كورونا الجديدة في نورنبرغ يتجه نحو عتبة معدل 100 إصابة لكل مئة ألف نسمة في سبعة أيام.
وكانت المدينة تخطط بالأساس لتنظيم السوق التقليدية بشكل غير مركزي مع تطبيق خطة صارمة للنظافة الصحية، وقال كونيغ إنه نظراً للأعداد المرتفعة فإن إقامة السوق ستكون بمثابة إشارة خاطئة. وتعد هذه السوق إلى جانب سوق عيد الميلاد في مدينة دريسدن أقدم أسواق لعيد الميلاد في ألمانيا.
ح.ز/ خ.س (د.ب.أ)