ميركل متشائمة بخصوص تحقيق تقدم على صعيد محاربة التغيرات المناخية
٢٥ مايو ٢٠٠٧
حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الدول الصناعية أمس الخميس على خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. في الوقت ذاته، قللت المستشارة الألمانية من احتمالات نجاح مجموعة الثماني في تحقيق تقدم ملموس باتجاه مكافحة ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض في قمة مجموعة الثماني التي ستعقد في ألمانيا الشهر المقبل.
وتأتي هذه التصريحات بمناسبة استضافة ألمانيا قمة يشارك فيها زعماء دول مجموعة الثماني في منتجع هايلجندام المطل على بحر البلطيق، وذلك في الفترة بين السادس والثامن من يونيو/ حزيران المقبل. ووفقا لبرنامج القمة، فإن زعماء الدول الصناعية المتقدمة ستركز في مباحثاتها على مشكلة التغير المناخي، إضافة إلى تعزيز النمو في أفريقيا، ناهيك عن تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي العالمي.
وتريد ميركل في القمة التي سيرافقها مظاهرات مناهضة للعولمة مطالبة المجموعة التي تضم بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة الاتفاق على خطوات ملموسة ترمي إلى وقف ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. وتواجه ميركل مقاومة شديدة من الولايات المتحدة التي رفضت التوقيع على بروتوكول كيوتو وتعارض تحديد أي نسب ملزمة للحد من الانبعاثات رغم تقارير الأمم المتحدة الحديثة التي تحذر من ارتفاع مستويات سطح البحار والجفاف والفيضان المرتبطة بالتغير المناخي.
ضرورة التوصل إلى حل وسطي
وفي هذا الخصوص، ناشدت المسؤولة الألمانية في كلمة ألقتها أمام البرلمان الألماني الزعماء بتقلص انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين. ووصفت ميركل ارتفاع درجة حرارة الأرض بأنه أحد أهم التحديات التي تواجهها البشرية. وتابعت ميركل، قائلة إنه من المهم أن تتوصل مجموعة الثماني إلى صيغة مشتركة حول كيفية معالجة التغير المناخي وسبل تقنين ذلك في اتفاقيات يمكن التوصل إليها في الفترة بعد 2012، في إشارة منها إلى انتهاء العمل في اتفاقية كيوتو.
وأضافت المستشارة المحافظة أنها يمكنها القول بصراحة تامة إنها "لا تعرف اليوم ما إذا كانت القمة ستنجح في هايلجندام،" مشيرة إلى ضرورة مطالبة الدول المتقدمة الكبرى بصياغة مسودة مبادرة ترمي إلى محاربة التغير المناخي."
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم توقع على اتفاقية كيوتو. وبررت واشنطن عدم توقيعها على الاتفاقية بالقول أن قوى صاعدة مثل الصين والهند ليست أطرافا في الاتفاق. ووجهت ميركل دعوة لهاتين الدولتين ودول صاعدة أخرى مثل البرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا لحضور القمة أملا في تحقيق تقدم على صعيد المصادقة على الاتفاقية.
من جانبها، لم تبد الولايات المتحدة لغاية الآن استعدادا للتوصل إلى حل وسطي، منادية بحذف الفقرات التي تشير إلى جداول زمنية لمحاربة ارتفاع درجة حرارة الأرض بما في ذلك تعهد بخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2050.
وكانت لجنة الأمم المتحدة الحكومية قالت حول التغير المناخي إنه يتعين خفض الانبعاثات بنسبة 50 في المائة على الأقل بحلول منتصف القرن للحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض إلى أكثر من درجتين مئويتين.