ناصر الجوهر في مقابلة صحفية مع الموقع العربي لـ DW
٢ مارس ٢٠٠٦دويتشه فيله: إن الاستعداد المبكر والمكثف لمونديال ألمانيا 2006 يوحي بأن المنتخب السعودي عازمٌ على أن يكون هذه المرة على أتم الاستعداد لبطولة العالم. لذا أعتقد أن الفريق السعودي مصمم هذه المرة على أن يُقدّم عروضاً أفضل بكثير من تلك التي قدّمها في بطولة العالم السابقة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. كيف ترى ذلك؟
الجوهر: حقيقة بدأنا بالاستعداد لبطولة العالم 2006 بشكل مبكر، إذ لا بدّ من أن يكون الفريق الذي نجح في التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 4 مرات متتالية، لا بد أن يكون على أتم الاستعداد. ويحظى الفريق السعودي باهتمام كبير في السعودية حيث يجري الاستعداد للبطولة من جميع النواحي الفنية والإدارية والطبية. يتمتع المنتخب السعودي الآن بإمكانيات كبيرة، إضافة إلى أنه يملك كوادر قادرة على إعداده بشكل جيد للبطولة كتلك الكوادر الموجودة لدى المنتخبات العالمية الأخرى. حقيقة بدأنا الاستعداد المبكر للمونديال بعد المباراتين التي خاضها الفريق ضد كوريا الجنوبية والكويت. ووجودنا الآن في ألمانيا للمرة الثانية يدل على مدى اهتمامنا وتركيزنا على إعداد اللاعبين للمونديال بالشكل المطلوب وفي ظروف مختلفة، إذ قدمنا إلى ألمانيا في فصل الصيف الماضي وها نحن نعود لألمانيا في الشتاء كي يعتاد اللاعب على جميع الأجواء. وأعتقد أن هذا شيء رائع ومميز للمنتخب السعودي الذي عليه أيضاً خوض مباريات تجريبية ضد فرق قوية مثل الفريق البرتغالي الذي سنواجهه في ألمانيا ضمن استعداداتنا للمونديال. وفي هذا الإطار نظمنا مؤخراً دورة رباعية دولية في السعودية لمواجهة بعض الفرق العالمية كي نكون بإذن الله قادرين على تقديم أداء مشرّف للأمة العربية في المونديال المقبلة.
دويتشه فيله: يتمنى عشاق كرة القدم السعودية والعربية أن يُقدّم الفريق الأخضر أداءً قوياً ومشرفاً يليق بسُمعة المنتخب السعودي الذي فاز ثلاث مرات بكأس آسيا وبلغ خمس مرات المباراة النهائية. لكن إسمح لي أن أطرح عليك سؤالاً طالما كان يدور دائماً في خاطري: بالنسبة للهزيمة الموجعة التي مُني بها المنتخب السعودي أمام ألمانيا في بطولة العالم 2002 بثمانية أهداف لصفر، هل يُمكن الانطلاق من أنكم أدرتم ظهوركم لهذه الهزيمة الصعبة وأنكم تتطلعون إلى الأمام بغية الاستمرار في تقديم العروض الجيدة المعهودة عن المنتخب السعودي، أم ما زالت الهزيمة تؤثر على الفريق؟
الجوهر: حقيقة لا تتأثّر رياضة كرة القدم بالنتائج. فأحياناً يُقدّم فريق ما أداءً قوياً ورائعاً يثير فرحة الجمهور، لكنه لا يُوفّق بهزّ شباك الخصم وبالتالي لا يستطيع الفوز. لذا على المرء أن يتطلع دائماً إلى الأمام ولا يشغل باله بنتيجة مباراة معينة. على سبيل المثال انتزعت الكاميرون تعادلاً مستحقاً من ألمانيا خلال مونديال 2002، وفي الوقت ذاته كاد الفريق السعودي الذي هُزم من ألمانيا بثمانية أهداف لصفر، كاد أن يتغلب على الكاميرون، لكن الحظ لم يبتسم لنا في ذلك المباراة حيث أضعنا العديد من فُرص الفوز وتكفلت العارضة الكاميرونية بالتصدي لكرة كانت في طريقها إلى المرمى. لذا أعتقد أننا نسينا ما حدث في كوريا الجنوبية واليابان وأننا الآن ننظر إلى المستقبل، لا سيما أن رياضة كرة القدم في تغيّر دائم، كل يوم وكل ساعة. وأنا متأكد أن لاعبينا نسوا هذه الهزيمة الموجعة لأنهم لاعبون محترفون يتطلعون إلى الأمام وإلى تقديم أفضل ما لديهم في المباريات القادمة. وهناك شيء آخر وهو لو كان لمثل هذه الهزيمة أثرٌ كبيرٌ على عالم كرة القدم وبالتحديد مستقبل كرة القدم السعودية، لما رأيتني الآن أمامك هنا. فأنا الآن أعمل كمساعد للمدرب البرازيلي باكيتا. وأريد أن أضيف أنه علينا تدارك الأخطاء والتعلّم من الماضي.
دويتشه فيله: ماذا عن المدرب الجديد البرازيلي الأصل باكيتا الذي عُيّن قبل نحو شهرين خليفة للمدرب الأرجنتيني غابرييل دالديرون. هل لك أن تُعطينا لمحة قصيرة عن أسلوبه في التدريب وعلى ماذا يُركّز أثناء التدريب وما الفرق بينه وبين سلفه دالديرون؟
الجوهر: حقيقة هناك فرق بين كرة القدم الأوروبية والبرازيلية من ناحية أساليب التدريب. إن أساليب التدريب بالطبع من اختصاص المدرب، ونحن في الجهاز الفني علينا تنفيذ أساليب التدريب التي يتّبعها المدرب وتطبيقها التعليمات خلال المباريات. أعتقد أن المدرب البرازيلي باكيتا يتمتع بقدرات وكفاءات عالية وأساليب جيدة في التعامل مع اللاعبين، ولديه حقيقة جهاز فني متكامل يُلبّي جميع احتياجات كرة القدم. ولكل من مساعديه الثمانية وظيفته الخاصة التي عليه تنفيذها. لذا آمل في أن يُحقق المدرب الجديد نجاحاً كبيراً مع الفريق خلال بطولة العالم المقبلة إنشاء الله. وكل ما صدر عنه حتى الآن يوحي بذلك حقيقة. وأنا على يقين من أنه يتعاون مع اللاعبين بشكل كامل، مما يُبشّر بالخير إنشاء الله وبأن اللاعبين سيُقدّمون أداءً طيباً في المونديال بإذن الله.
دويتشه فيله: من هو المرشّح الأكبر للفوز ببطولة العالم 2006 في ألمانيا؟
الجوهر: حقيقة نحن دائماً نُرشّح البرازيل، لأن مستوى المنتخب البرازيلي في الأداء خلال السنوات الأربع الأخيرة يدفعنا إلى اعتباره المرشّح الأكبر للفوز بكأس العالم. إن البرازيل دائماً قريبة من كأس العالم، لكن ذلك لا يمنع أن يكون هناك مُرشّحون آخرون للفوز بالكأس مثل فرنسا وألمانيا والأرجنتين. إن هذه الفرق الأربعة مرشّحة للظفر باللقب. لكن قد يكون هناك فريق آخر لم يُحسب حسابه.
دويتشه فيله: ألا تتوقع حدوث مفاجأة كالتي شهدتها بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة عام 2004 حين فاجأت اليونان الجميع وفازت بالكأس؟
الجوهر: إن هذا أمرٌ مُمكن ولا يُمكن استبعاده في عالم كرة القدم، لا سيما أن المستويات بين المنتخبات العالمية أصبحت متقاربة إلى حد ما. وهناك تفوق بدني ومعنوي وفكل فريق يتأهل إلى بطولة العالم يتمتع بقدرات وكفاءات معينة تجعله قادراً على تحقيق النجاح. ولكن إذا فاز فريق ما بالكأس، فلا يُمكن القول إن المفاجأة هي التي صنعت ذلك، بل من المؤكد أن الفريق نفسه هو الذي حقق الفوز من خلال الجهود الكبيرة التي قدّمها.
دويتشه فيله: ما هي توقعاتك لأداء المنتخب السعودي في المونديال، وما هو الهدف الذي وضعتموه نُصب أعينكم في مونديال ألمانيا 2006؟
الجوهر: في الحقيقة تطمح جميع الفرق العالمية إلى تقديم مستوى عال وكبير. أما المنتخب السعودي فيطمح بالطبع إلى تقديم أداء قوي ومُشرّف ويتطلّع بإذن الله إلى تخطي الدور الأول. كما ذكرت من قبل إن كل شيء مُمكن في عالم كرة القدم. على سبيل المثال احتلت كوريا الجنوبية المركز الرابع في بطولة العالم السابقة، وهذا الفريق الذي حل رابعاً في مونديال 2002 هُزم مرتين أمام منتخب المملكة العربية السعودية ( ذهاباً وإياباً ) في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006. كما هُزم في لبنان أمام الفريق الأخضر قبل بطولة العالم 2002.
دويتشه فيله: تأهل المنتخب السعودي إلى بطولة العالم 2006 بجدارة، فقد خاض 12 مباراة دون هزيمة وفاز على المنتخب الكوري الجنوبي العريق مرتين ذهاباً وإياباً، كما ذكرت حضرتك. أنا أرى أن ذلك يُبشّر بالخير إنشاء الله ويزيد من تفاؤل عشاق كرة القدم السعودية والعربية ويبعث الأمل في نفوس مشجعي الفريق الأخضر الذي سيُقدّم إنشاء الله أداءً قوياً لتمثيل كرة القدم العربية خير تمثيل.
الجوهر: إن هدفنا هو تقديم أداء رائع وقوي ومشرف لكل العرب وسنبذل كل ما بوسعنا لتحقيقه إنشاء الله. وعلينا أن نبذل جهوداً كبيرة وأن نُبدي تصميماً كبيراً على العمل الجاد وتنفيذ البرنامج الذي وضعه الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف. وأعتقد أن المدرب البرازيلي باكيتا سيُنفّذ هذا البرنامج بطريقة جيدة. إنشاء الله.
دويتشه فيله: السؤال الأخير، كيف ترى مستوى المنتخب الألماني في الوقت الراهن؟ هل تُرشّحه للفوز بكأس العالم أو على الأقل لبلوغ مراحل متقدمة في البطولة، ربما الدور نصف النهائي؟
الجوهر: نعم، إن المنتخب الألماني منتخب قوي يتمتع بإمكانيات كبيرة جداً ولديه لاعبون أقوياء من أفضل لاعبي كرة القدم العالمية. لذا أعتقد أنه من الفرق المرشحة للفوز بكأس العالم، لا سيما أن البطولة تُقام على أرضه وأمام جمهوره.
دويتشه فيله: السيد ناصر الجوهر مساعد مدرب المنتخب السعودي، شكراً جزيلاً لك على هذه المقابلة! وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في المباريات التحضيرية وفي مونديال ألمانيا 2006. شكراً جزيلاً لك!
الجوهر: شكراً لك أنت أيضاً وأتمنى لكم التوفيق بإذن الله!
علاء الدين موسى