نزوح 200 ألف مدني من عفرين والوضع الإنساني "كارثي"
١٧ مارس ٢٠١٨يواصل عشرات آلاف المدنيين نزوحهم القسري هربا من الموت في عفرين حيث تصعد تركيا هجومها على المنطقة وتضيق الخناق على المدينة وسكانها. ووحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان تجاوز عدد الفارين من عفرين منذ مساء الأربعاء الـ 200 ألف مدني بينهم 50 ألفا اليوم السبت شوهدوا في طوابير طويلة من السيارات المحملة بالأمتعة والناس على الطرق المؤدية إلى خارج المدينة، خشية من هجوم تركي وشيك، وفق المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "المشهد مرعب ومخيف، الوضع الإنساني كارثي".
وقالت قوات كردية سورية والمرصد اليوم السبت (17 آذار/مارس 2018) إن السكان فروا من جبهات قتال تقترب من ديارهم مع هجوم القوات التركية على مدينة عفرين. وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن "اشتباكات عنيفة دارت طوال الليل على أطراف المدينة الشمالية، في محاولة للقوات التركية والفصائل الموالية لها لاقتحامها". فيما أكدت مسؤولة كردية كبيرة نزوح آلاف المدنيين. وقالت هيفي مصطفى وهي عضو بارز في الهيئة المدنية التي تدير شؤون منطقة عفرين، إن السكان يفرون من المدينة لمناطق أخرى يسيطر عليها الأكراد في المنطقة ولمناطق تسيطر عليها الحكومة السورية.
فيما طالب ناشطون في مجال حقوق الإنسان الحكومة الألمانية وحلف الناتو إلى التحرك لوقف الهجوم التركي، حيث دعت جمعية الشعوب المهددة التي مقرها مدينة غوتينغن الألمانية اليوم السبت ألمانيا ودول حلف شمال الأطلسي إلى مطالبة تركيا الشريكة في الحلف بـ "إنهاء فوري لجرائم الحرب" التي ترتكبها. وقال أولريش ديليوس رئيس الجمعية "إنه من غير الممكن أن يدعم الناتو تقويض القانون الدولي الإنساني الذي يسعى صراحة إلى حماية السكان المدنيين في النزاعات المسلحة".
ودعا كمال سيدو المسؤول عن قضايا الشرق الأوسط في جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في حوار مع DW، الحكومة الألمانية إلى "تنفيذ رأي وإرادة الشارع الألماني". وذكر أن 92 بالمائة من الألمان حسب استطلاعات للرأي يعتقدون أن "تركيا ليست شريكا يمكن الثقة فيه في الشرق الأوسط، ويعتقدون أن الحرب في عفرين عدوانية وتخرق القوانين الدولية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط".
وطالب سيدو بزيادة الضغط على الحكومة الألمانية "لكي يكون هنالك تغيير في سياستها من خلال وقف صادرات السلاح إلى تركيا وإدانة الاعتداء على عفرين ومطالبة تركيا بسحب قواتها المعتدية من منطقة عفرين".
قصف المستشفى الرئيسي في عفرين
وقتل مساء أمس الجمعة 16 مدنيا بينهم امرأتان في غارة تركية استهدفت بشكل مباشر المستشفى الوحيد في مدينة عفرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما نفى الجيش التركي ذلك. وقالت القوات المسلحة التركية، في تغريدة عبر حسابها على تويتر، فجر اليوم السبت، "إن الأنباء التي وردت حول استهداف قواتنا لمستشفى في عفرين، عارية عن الصحة".
من جانبه، ذكر كمال سيدو أن "هنالك حملة إبادة شاملة في مدينة عفرين. والأوضاع الإنسانية في المدينة كارثية. وأنه تم ضرب المستشفى الوحيد في المدينة يوم أمس، وتوقف المستشفى عن العمل". وأشار سيدو إلى أن "الضربات استهدفت الطرقات وأفران الخبز. واُحتلت وضربت شبكات المياه. وتم قصف الطرفات التي يهرب عبرها السكان المدنيون من عفرين باتجاه مناطق شمال حلب".
وأتهم سيدو تركيا بأنها لا تلتزم بقوانين الحرب التي تنص عليها معاهدة جنيف، التي تتضمن عدم اعتراض المدنيين وعدم اعتراض المستشفيات والمراكز الصحية. وذكر أن حملة منظمته ستستمر وخاصة أن تركيا "لها مخططات أخرى للاعتداء على منبج وعلى كوباني وعلى مناطق أخرى في شمال سوريا".
وبدأت تركيا في 20 كانون الثاني/يناير بدعم من فصائل سورية موالية لها هجوماً على منطقة عفرين تقول إنه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة "إرهابية". وتمكنت من السيطرة على مساحة واسعة منها. ونجحت خلال الأيام الماضية في تطويق مدينة عفرين وعدد من البلدات في محيطها بشكل شبه كامل باستثناء ممر وحيد يستخدمه المدنيون الذين يفرون بالآلاف إلى جنوب المدينة نحو أراض كردية ومناطق مجاورة يسيطر عليها النظام.
كما طالبت زعيمة حزب الخضر في ألمانيا، أنالينا بيربوك، بوقف كافة صادرات الأسلحة الألمانية لتركيا. وقالت بيربوك اليوم السبت، لا ينبغي للحكومة الألمانية وباقي دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الاستمرار في الصمت على الهجوم العسكري التركي على مدينة عفرين السورية، مطالبة الحكومة الألمانية بالدعوة لعقد جلسة طارئة لسفراء الناتو. وأضافت بيربوك: "إنشاء حلقة حصار وقصف مستشفيات، أمور مخالفة للقانون الدولي. كما يتعين الرد على الإعلانات التي تصدر من محيط الرئيس التركي (رجب طيب) أردوغان بشأن إخضاع عفرين ومناطق كردية أخرى في الأراضي السورية للسيطرة التركية... جريمة الحرب تظل جريمة حرب، وانتهاك القانون الدولي يظل انتهاكا للقانون الدولي، حتى عندما يتعلق الأمر بدولة عضو في الناتو".
ز.أ.ب/ع.ج (د ب أ، أ ف ب، رويترز)