نشطاء مصريون: ترشح السيسي يورط الجيش في السياسة
٣١ مارس ٢٠١٤ظهر الانقسام على ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة واضحاً على الأرض، فقد اندلعت اشتباكات بين العشرات من النشطاء المشاركين في وقفة لتأييد حمدين صباحي في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية، وبين عدد من أنصار السيسي، وتدخلت الشرطة للسيطرة على الاشتباكات، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع. DW استطلعت آراء الحركات الثورية التي كان لها دور في اندلاع ثورة 25 يناير، وما تبعها من أحداث في 30 يونيو اللتين أدتا إلى إسقاط نظامين في مصر في ثلاث سنوات.
"ترشح السيسي ضد أهداف 25 يناير"
بداية يؤكد محمد كمال عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل أن ترشح السيسي هو ضد أحد أهداف ثورة 25 يناير، التي قامت لتؤسس لدولة مدنية. ويشير كمال، في حوار مع DW عربية، إلى أن ظهور وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي على التليفزيون الرسمي بالبدلة العسكرية ليعلن ترشحه يثير شكوك حول حياد المؤسسة العسكرية، وبالتالي يثير شكوك حول نزاهة العملية الانتخابية برمتها.
ويضيف الناشط المصري بالقول: "كنا نتمنى ألا يورط السيسي الجيش في العملية السياسية خاصة أنه وكل قادة القوات المسلحة أعلنوا مراراً وتكراراً أنهم لن يسمحوا بتولي أحد قيادات الجيش السلطة، حتى لا يُقال إن المؤسسة العسكرية تحركت في 3 يوليو من أجل مصالح شخصية".
"الأحوال ستتجه نحو الأسوأ"
يوافقه هشام فؤاد المتحدث باسم حركة "الاشتراكيين الثوريين" الذي يرى أن "السيسي هو وجه جديد لنظام مبارك ويقود الثورة المضادة، كما أنه مسؤول عن كل ما حدث منذ 3 يوليو حتى الآن، بدءا من السياسات الأمنية والمجازر ضد المتظاهرين واستهداف حرية التعبير والصحفيين، ومعنى ترشحه أن هذه السياسات ستستمر في عهده بعدما يصبح رئيساً، ولن يحدث تنافس انتخابي حقيقي لأن كل أجهزة الدولة تعمل لصالحه".
ويعتقد فؤاد أن الأحوال المعيشية لن تتحسن وأن مصر تتجه نحو الأسوأ مستدلاً بدعوة السيسي للمصريين بالتقشف في 6 آذار/ مارس خلال حضوره مؤتمراً لشباب الأطباء وحديثي التخرج، وهو الأمر الذي قوبل بنقد شديد من جانب معارضي السيسي، خاصة وأن دعوة السيسي وصلت إلى حد حث المصريين على الذهاب إلى أعمالهم وجامعاتهم سيراً على الأقدام.
يضيف فؤاد في حوار مع DW عربية أن أفكار السيسي الاقتصادية ستقود إلى مشاكل اجتماعية، مؤكداً أنها بدأت تظهر في الحركات العمالية الأخيرة المتزايدة والتي كانت أحد أسباب استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الدولة بدأت في مواجهة الحركة العمالية بالقبضة الأمنية. فقد "تم القبض على 5 من العمال في قطاع البريد بتهمة التحريض على الإضراب، وصدر أمر بحبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات"، حسب قوله.
زوال هالة البطل
من جانب آخر تشهد حركة تمرد، التي دعت لمظاهرات 30 يونيو ما أسفر عن عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، انقساماً حاداً داخلها حول تأييد ترشح السيسي من عدمه، إذ انضم عدد من مؤسسي الحركة الأوائل إلى حملة صباحي، منتقدين تغيير السيسي لرأيه وداعمين لترشح مدني للرئاسة.
وقال حسن شاهين أحد مؤسسي الحركة لـDW: كنت أفضل أن يبقى السيسي كوزير للدفاع، لكنه اختار ملعب السياسة، وبالتالي فإن فكرة البطل الشعبي التي تكونت عند كثير من الناس لانحيازه لرغبتهم في عزل الإخوان زالت وأصبح الآن شخصاً عادياً وانتقاده ليس انتقادا للجيش، لأن العملية السياسية قابلة للنقد والمعارضة".
وأضاف: "نحن في حملة حمدين صباحي نرحب به كمنافس في الانتخابات، ونتمنى أن تكون هناك حيادية من مؤسسات الدولة، لكن إعلانه الترشح على تلفزيون الدولة انحياز واضح من مؤسسات الدولة لأن الفرصة ذاتها لم تتح لصباحي".
صمت "نشطاء الكيبورد" أمام إرادة الشعب
في المقابل شن المتحدث باسم حركة تمرد محمد نبوي هجوماً حاداً على من وصفهم بـ"نشطاء الكيبورد والمنظرين السياسيين"، قائلاً: "عندما تتفق الإرادة الشعبية على شخص معين -يقصد السيسي- يسقط أمامها التنظير السياسي.. ويصمت نشطاء السبوبة والكيبورد. وإذا كانت لديهم قضية فلينزلوا للشارع ويروا أن الشارع ضد أفكارهم خاصة أن عددهم محدود جداً". ويشير نبوي في حوار مع DW عربية إلى أن حركة تمرد لها وزن في الشارع، مستشهداً بنزول الكثير من الناس في مظاهرات 30 يونيو بناء على دعوة الحركة لإسقاط مرسي عن الحكم.
يؤكد نبوي بالقول: "أنهم يطالبون السيسي بالترشح للرئاسة منذ 23 كانون الأول/ ديسمبر، "وذلك لأننا نؤمن به كمرشح للرئاسة". وكانت حركه تمرد قد أعلنت عن إقامتها لتجمعات جماهيريه لدعم ترشح المشير عبد الفتاح السيسى لانتخابات رئاسة الجمهورية، وقالت في بيان رسمي إنها "ستنظم مؤتمرات في عدة محافظات".
وحول مسؤولية السيسي عن كل الأحداث السابقة خلال الثمانية الأشهر الماضية يقول الناشط المصري: "كل شخص معارض للسيسي ولا يعجبه شيء ما يحدث يقول السيسي هو السبب. هناك شيء اسمه قوام دولة. ولكن عندما يختصرون الأمر في السيسي فهذا شأنهم".
وشن نبوي هجوما على حمدين صباحي المرشح المحتمل للرئاسة قائلاً "صباحي لم ينجح يوماً في حياته.. السؤال الأهم ماذا يقدم الآن؟ المؤتمرات الصحفية لا تدير دولة".