هانز ديتريش غينشر- رجل التوازنات والوحدة
وزير الخارجية الألمانية الأسبق هانز ديتريش غينشر، الذي رحل عن عمر بلغ 89 عاما . من المع الساسة في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فهو مهندس الوحدة ، ورجل التوازنات السياسية. هذه محطات من حياته في البوم صور.
كان غينشر من صنف دهاة الدبلوماسية، وامتاز على وجه الخصوص بالقدرة على الانصات للآخرين . كان زعيما ليبراليا لحزب FDP ومهندسا فذا لمشروع اعادة توحيد المانيا. وداب دائما ان يضع اصبعه على نبض الاحداث.
صورة غينشر في الواجهة بالقرب من مسقط رأسه في مدينة هاله في ولاية ساكسونيا-أنهالت. هناك عايش السنوات الأولى من الحكم الشيوعي في ألمانيا الشرقية. بعد دراسة القانون في مدينة يينا عام 1952 غادر إلى بريمن، حيث عمل كمحامي.
خلال فترة حكم المستشار هيلموت شميت أصبح غينشر وزيرا للخارجية سنة 1974 وكذا نائبا للمستشار. وقد ترك غينشر في منصبه كوزير خارجية بصمة لا تنسى. حتى أطلق على سياسته الديبلوماسية "الغنشرية"، وهي سياسة التوازانات السياسية والقرب من المعسكر الشرقي. كما تولى سنة 1974 منصب الأمين العام للحزب الديموقراطي الحر .
في 17 سبتمبر/آيلول 1982 قام الرئيس الألماني كارل كارستنس بتسليم غينشر وثلاثة وزراء من حزبه الديموقراطي الحر وثيقة الإعفاء من مهامهم وهذا يعني نهاية التحالف طويل الأمد بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الحر. غينشر لعب دورا كبيرا في سحب الثقة من المستشار شميدت. بعد وقت قصير سيصبح غينشر وزيرا للخارجية في حكومة المستشار الجديد هيلموت كول.
"لقد جئنا إلى هنا لنعلن لكم أن اليوم هو يوم عودتكم..." بهذه الكلمات بدأ غينشر لحظة مؤثرة في تاريخه، إذ خاطب نهاية سبتمبر/أيلول 1989 من شرفة سفارة ألمانيا الغربية في براغ آلاف الناس، الذين هربوا من ألمانيا الشرقية. إنها اللبنة الأولى في طريق الوحدة الألمانية.
بعد عام قام غينشر وهيلموت كول بزيارة الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في القوقاز. في جو مريح على طاولة ريفية تفاوض المجتمعون حول كيفية توحيد الدولتين الألمانيتين بعد 40 عاما.
في فبراير/ شباط 1992، وقع هانز ديتريش غينشر وثيو فايغل على معاهدة ماستريخت وهي المعاهدة الاقتصادية والنقدية للاتحاد الأوروبي وكانت من أهم الشروط الضرورية لاعتماد اليورو. المفاجأة هي سرقة القلم الأنيق الذي وقع به غينشر المعاهدة ! بعد أشهر أعاد اللصوص القلم لغينشر ما شكل له فرحة كبيرة.
التقاعد السياسي
"لقد كنت محظوظا أن أقرر بنفسي متى ينبغي علي الرحيل" هكذا قال غينشر بعد نهاية مساره السياسي. في 1992 استقال غينشر من كافة مناصبه بناء على نصيحة من أطبائه. لقد ظل غينشر 23 عاما كعضو في الحكومة منها 18 عاما كوزير للخارجية.
على الرغم من أنه تقاعد منذ 1992 إلا أن هانز ديتريش غينشر احتفظ بنشاطه وهو في سن الشيخوخة. في 2013 شغل منصب وسيط أساسي للسعي للإفراج المبكر عن معارض الحكومة الروسية ميخائيل خودوركوفسكي.