هكذا تفاعل المغردون المصريون مع وفاة مرسي!
١٧ يونيو ٢٠١٩توّحد الكثير من المصريين في مواقع التواصل الاجتماعي على نعي محمد مرسي الرئيس المصري الأسبق، الذي توفي في قاعة المحكمة وفق ما أعلنته النيابة المصرية.
ورغم الخلاف الواسع في مصر حول جماعة الإخوان المسلمين التي أدرجتها السلطات قبل سنوات في قائمة الإرهاب، إلّا أن شعار "لا شماتة في الموت" كان حاضراً في تدوينات وتغريدات معارضي الجماعة. لكن في الآن ذاته، استمر بعضهم في الهجوم عليها حتى مع وفاة مرسي، فيما أسهب المتعاطفون معها ومع تجربة محمد مرسي في تعداد مناقب هذا الأخير واتهام نظام السيسي بالمسؤولية وراء ما جرى.
وكتب المقدم التلفزيوني أسامة جاويش: "التاريخ سيتذكر الرئيس مرسي كرجل وقف لأجل الديمقراطية ودفع حياته ثمناً للشرعية.. الرجل كافح ضد النظام العسكري.. الرجل الذي كان أوّل رئيس منتخب في تاريخ مصر".
بينما كتب يوسف حسين، مقدم برنامج "جو شو": "تتفق أو تختلف معه، سيذكر التاريخ أن محمد مرسي العياط أول رئيس مصري منتخب بانتخابات حرة نزيهة .. وعصره كان أكثر عصر فيه حرية .. وبعد ست سنوات من المحاكمة لم تُثبت عليه أيّ تهمة حقيقية .. الله يرحمه ويعفو عنه".
وكتب المحامي المعروف خالد علي: "اتفقوا واختلفوا ما شئتم سياسياً مع الدكتور محمد مرسى، لكن ما تعرض له إنسانياً منذ القبض عليه ووضعه فى هذه الظروف التى انتهت بوفاته على هذا النحو هي جرائم تستحق المحاكمة".
وتساءلت الكاتبة المصرية مي عزام عن الطريقة التي ستتعامل بها السلطات المصرية مع وفاة مرسي: "كيف ستتعامل الحكومة مع مراسم دفن وجنازة المرحوم محمد مرسي؟ هل سيكون لدى أسرته فرصة إقامة عزاء في عمر مكروم مثلاً؟ أم سيتم التضييق على إقامة العزاء خوفاً من تحولها إلى مظاهرات؟ أتمنى أن تتعامل الحكومة مع الأمر بحكمة أمام جلال الموت وعظاته".
هذا فيما قال عبد الله محمد مرسي نجل الرئيس الراحل إن السلطات رفضت السماح بدفنه في مقابر العائلة. وقال عبد الله لرويترز إن أسرة الرئيس السابق لا تعرف موقع الجثمان وإن وسيلتها الوحيدة للاتصال بالسلطات هي عبر المحامين.
واتخذ المغني حمزة نمرة موقفاً وسطاً بالقول: "من كان يراه مظلوماً فهو عند الله العدل، ومن كان يراه ظالماً فهو عند الله العدل".
ومن القلائل الذين حافظوا على وتيرة هجومهم على محمد مرسي، رغم وفاة هذا الأخير، الإعلامي أحمد موسى، الذي وصفه في برنامجه "على مسؤوليتي" بـ"الجاسوس". وقد استغل موسى المناسبة لأجل ما أسماه "الترّحم على شهداء الوطن بسبب تحريض الجاسوس محمد مرسي"، وهو ما أثار انتقادات واسعة لموسى على المواقع الاجتماعية، وأدى إلى انتشار هاشتاغ يضمّ تغريدات ضده.
ومن الأسماء الأخرى التي استغلت الواقعة للهجوم على مرسي، الكاتب ثروت الخرباوي، الذي كان سابقاً أحد أعضاء الإخوان المسلمين، إذ غرّد: "لاشك أن هناك من مات وهو يدافع عن مصر ضد الإرهابيين، وهناك من مات من الإرهابيين وقياداتهم ويده ملوثة بدماء أولادنا. الأول هو من موتانا، والثاني هو من موتى جماعات الإرهاب، لا نشمت في موته ولا نقول فيه إلا 'إنَّا لله وإنا إليه راجعون'".
بدوره، هاجم المدون محمود سليم الإسلاميين بالقول إنهم سيحوّلون مرسي لرمز وشهيد مثل ما فعلوا مع سيد قطب: "مرسي حيتحول عند الاسلاميين لرمز و شهيد كده زي سيد قطب بالظبط، بس علي أوسخ و لسنين قدام. أي حد عنده نص مخ كان فاهم ده و عشان كده كان معروف أنه مش حيتعدم.. يقوم يموت في وسط محاكمته".
وكتب الإعلامي عمرو أديب، الذي عُرف بهجومه الدائم على جماعة الإخوان المسلمين: "لن نشمت في وفاة محمد مرسي فنحن لا نفعل كما يفعل الاخوان المسلمين". غير أن عدم ترحمه على مرسي، واستهدافه جماعة الإخوان مرة أخرى، جعله عرضة لهجوم كبير في تويتر من متابعين كثر.
وتوقف الكثير من المصريين عند واقع المعتقلين السياسيين في مصر، وسط تأكيدات من منظمات حقوقية متعددة على معاناتهم من ظروف سجن مزرية، كما كان عليه الحال مع محمد مرسي.
وكتب الأديب علاء الأسواني: "طبقاً لتقارير عديدة فإن الإهمال الطبي للمعتقلين في مصر يصل إلى درجة القتل العمد. توفي معتقلون كثيرون لأنهم لم يتلقوا حقهم في العلاج . اليوم توفي د.مرسي وفي الطريق عبد المنعم أبو الفتوح وحازم عبد العظيم".
وقارن الحقوقي المعروف جمال عيد بين ظروف سجن حسني مبارك ومحمد مرسي بالقول: "لم تكن هناك عدالة ومساواة في ظروف سجن مبارك ومرسي. مرسي تعرّض لتنكيل لدرجة لجوء أسرته لرفع قضية فقط لأجل زيارته، في حين كان مبارك مرفهاً في سجنه ويزوره الكثيرين".
وكتبت المدونة مهى: "موت الرئيس السابق محمد مرسي بعد الإهمال الطبي المتعمد في السجن هو جريمة شاركت فيها أجهزة الدولة المصرية وتحديداً الشرطة والقضاء. الجريمة مستمرة الحدوث ويتعرض للإهمال الطبي وسوء المعاملة آلاف المعتقلين السياسيين في السجون. الحرية للمعتقلين في مصر".
وفي السياق ذاته كتب الصحفي المصري سي سلامة عبد الحميد: "عدد المعتقلين والمحتجزين والمسجونين الذين ينتظرون الموت بسبب الإهمال الطبي مثل محمد مرسي مرعب. لكن لا أحد يهتم".
وحملت جماعة الإخوان المسلمين عبر ذراعها الحزبي، حزب الحرية والعدالة، نظام السيسي المسؤولية بالقول: "نحمل سلطات الانقلاب المسئولية كاملة عن استشهاد الرئيس مرسي".
فيما قالت النيابة العامة المصرية إن "المتوفى تحدث لخمس دقائق.. وبعد رفع الجلسة للمداولة، سقط مغشياً عليه داخل القفص". ثم أضافت: "حضر مرسي للمستشفى متوفياً في تمام 16:50، وقد تبين عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة لجثمان المتوفى".