هل سنشهد اليوم تسونامي عربيا في مواجهة إعصار أوكرانيا وأسبانيا؟
١٩ يونيو ٢٠٠٦مدينة هامبورغ ستكون على موعد اليوم مع مواجهة حاسمة وساخنة بين منتخبي السعودية وأوكرانيا اللذين يخوضان معركة تضميد الجراح وصراع الصعود وذلك ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة. الأخضر السعودي الذي أطل على مشاهدي المونديال بوجهين مختلفين، حيث في مباراته الأولى أظهر شيئا من الخوف والرهبة والتردد التي خيمت عليها ظلال ذكريات مبارياته مع المانيا في مونديال 2002 والتي انتهت صفر-8 وآخر قدم فيه أداء جميلا وحصل على فرص عدة مسجلا هدفين. وفي المقابل، لقيت أوكرانيا الجريحة هزيمة نكراء أمام أسبانيا التي كشرت عن أنيابها في مواجهتها وذلك بتسجيل أربعة أهداف نظيفة عصفت بمستوى قدرة أوكرانيا على تأكيد الترشيحات التي وضعتها مع أسبانيا مسبقا في الدور الثاني على حساب السعودية وتونس. وفي هذا السياق، قدمت أوكرانيا عرضا اتسم بالضعف والتردد وعدم أخذ زمام المبادرة رغم وجود لاعبين مميزين في صفوف منتخبها كالمهاجم اندريه شفتشنكو واوليغ غوسيف وسيرغي ريبروف واندريه فورونين. و إزاء حجم الصعوبات وجسامة التحديات وعظم الأمنيات لا يغيب عن بال أي من المنتخبين ما المطلوب منه تماما في مباراة اليوم التي من المتوقع ان تكون هجومية إلى أبعد الحدود نظرا إلى سعي كل منهما إلى الفوز ولا أقل من ذلك.
السعودية - أوكرانيا
المنتخب الأخضر يبحث عن الفوز بأي ثمن لرفع رصيده إلى أربع نقاط قبل المباراة الأصعب له في المجموعة ضد أسبانيا في 23 الحالي في كايزرلاوترن وذلك على أمل انتزاع إحدى البطاقتين إلى الدور التالي. وفي ضوء ذلك، أخذ المنتخب السعودي يحشد طاقاته ويستجمع قواه خصوصا بعد تعادله مع تونس استعدادا للمواجهة الكبرى مع أوكرانيا والتي من المنتظر أن تكون أيضا ثأرية لأوكرانيا نظرا لهزيمتها المدوية أمام أسبانيا. وفي تعليق له على أداء الفريق السعودي، قال الأمير سلطان بن فهد رئيس اتحاد كرة القدم "لقد لعبنا جيدا وأنا واثق من أننا سنحقق المزيد". وقال أيضا في مؤتمر صحافي عقده في فرانكفورت "ستكون مباراتنا مع منتخب أوكرانيا صعبة لأنه سيسعى إلى تعويض خسارته المفاجئة أمام أسبانيا (صفر-4) ولكن بطبيعة الحال لن يكون ذلك على حساب المنتخب السعودي الذي يملك لاعبوه طموحا اكبر في التأهل إلى الدور الثاني. وفي إطار الرعاية السعودية لمنتخبها نال كل لاعب سعودي نحو 27 ألف دولار بعد المباراة الأولى، علما بأنها الجائزة التي رصدت في بادىء الامر في حالة الفوز بأي مباراة.
المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، الذي يقوم بمهمة تدريب المنتخب السعودي، ذهب بعيدا بقوله "إّن منتخب أوكرانيا ضعيف"، مضيفا "يتعين على أوكرانيا بذل جهد كبير للتسجيل في مرمانا لأنّ منتخبها حتى الآن ليس منتخبا جيدا ونحن بدورنا يتعين علينا الاستفادة من الحالة السيئة التي يمر بها بعد خسارته (صفر-4) أمام أسبانيا". وفي إطار التعبئة المعنوية السعودية وارتفاع سقف الطموح، عبّر الأيمن احمد الدوخي بالقول بأنّ "كل شيء ممكن ضد أوكرانيا"، مضيفا بأنّ "منتخبنا ظهر بمستوى كبير ومغاير لما كانت عليه الحال عام 2002". وتابع الدوخي الذي يشبهه البعض بالبرازيلي كافو القول: "سنواجه أوكرانيا بنفس الروح والأداء وسنقدم أفضل ما لدينا لأننا نأمل في التأهل إلى الدور الثاني".
وأمّا صانع الألعاب نواف التمياط فقد قال بدوره "المباراة ستكون صعبة، فخسارة منتخب أوكرانيا صفر-4 في مباراته الأولى لا تعني أّنه سهل حيث يضم في صفوفه لاعبين بارزين يجب أن نراقبهم جيدا"، مشيرا الى ان "المنتخب السعودي سيحاول الحصول على النقاط الثلاث ليؤكد أحقيته بالتأهل إلى الدور الثاني." وفي سياق متصل، توقع لاعب الوسط محمد نور "مباراة صعبة أيضا"، معتبرا أنّ "خسارة أوكرانيا أمام أسبانيا صفر-4 في مباراتها الأولى ستزيد المسؤولية علينا" . ومن ناحية أخرى، اطمأن باكيتا على لاعبيه الذين تعرضوا إلى إصابات طفيفة في المباراة الأولى وأبرزهم الحارس مبروك زايد والتمياط، وسيحرص على إشراك التشكيلة ذاتها ضد أوكرانيا مع إبقاء المهاجم القناص ياسر القحطاني أساسيا والمخضرم سامي الجابر احتياطيا.
وفي الإطار ذاته، أشار الجابر "بالمشاركة ضد أوكرانيا للمساهمة مع زملائه في تحقيق نتيجة جيدة" ولكنه اعتبر أنّ "القرار يعود إلى المدرب". ومن ناحية أخرى، بدا القحطاني متفائلا بقوله "إنّ ردة فعلنا أمام تونس تؤكد أننا قادرون على الفوز على أوكرانيا". ومن جهة أخرى، حصل المنتخب السعودي على ثناء من مهاجم أوكرانيا اندريه شفتشنكو الذي أشاد باداء المنتخب السعودي في مباراته الأولى. وقال شفتشنكو "لم يحقق هذا المنتخب إنجازات حقيقية على الصعيد العالمي لكنه أثار إعجابي كثيرا، انه منتخب مشارك في نهائيات كأس العالم حيث لا توجد منتخبات ضعيفة". وتابع بالقول "نحن متفائلون إلى أقصى حدود، فما تزال أمامنا مباراتان لتقديم أداء جيد وسنحاول الاستفادة منهما لكن مباراتنا مع السعودية ستكون حاسمة لتحديد مصيرنا في هذا البطولة." وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ شفتشنكو تعرض الى اصابة في ركبته ابتعد على إثرها لفترة عن الملاعب، حيث رفضأ ن يكون تراجع إلى الوراء في المباراة الأولى خوفا على نفسه قبل انضمامه إلى صفوف تشلسي في آب/أغسطس المقبل قائلا "لا احمي نفسي من الإصابة بل ألعب بطريقتي الاعتيادية، فعندما أكون في الملعب أقدم ما لدي بنسبة مئة بالمائة".
وبالمقابل، يسعى المنتخب الا وكراني لإعادة رسم صورته التي خدشت أمام المنتحب الأسباني وإلى لملمة جراحه للنهوض من كبوته وذلك من خللا بذل كل الطاقات للخروج من موقف الصعب جدا وعدم التعجل في حجز تذاكر العودة إلى بلاده بخروجه المبكر من الدور الأول. وأبلغ تعبير عما قدمته أوكرانيا في مباراتها الأولى صدر على لسان مدربها اوليغ بلوخين الذي قال "انها وصمة عار، فنحن لم نخسر فقط بل إننا لم نكافح على الإطلاق". وأضاف "لم ينفذ اللاعبون التعليمات التي أعطيتها لهم قبل المباراة."
تونس - أسبانيا
تنتظر المنتخب التونسي مهمة صعبة لتخطي حقول ألغام المنتخب الأسباني. وعدو الوقوع في شرك حراب مهاجميه. وفي إطار إدراك حجم هذه المسؤؤلية، قال لومير مدرب المنتخب التونسي: "يتوجب علينا أن نكون في قمة مستوانا للفوز على أسبانيا" . وقد أكد المدرب أيضا بأنّه يتوجب على فريقه أن يقدم أداء رائعا للتغلب على أسبانيا وقال لومير: "الأولوية هي أن ندخل المباراة بدافع قوي ويتوجب علينا ان نكون في قمة مستوانا لكي نتخطى عقبة أسبانيا". وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ أسبانيا حققت فوزا كاسحا على أوكرانيا بتسجيل أربعة أهداف نظيفة في رسالة رياضية شديد اللهجة إلى المنتخبات الأخرى المشاركة في النهائيات، الأمر الذي تأخذه تونس على محمل الجد وذلك بالمزيد من الاستعدادات النفسية والجسمية. وأضاف لومير "نملك لاعبين لا يقلون شأنا عن اللاعبين الأسبان ونتفوق عليهم من ناحية اللياقة البدنية". وكان نسور قرطاج قد أدركوا التعادل 2-2 مع السعودية في الوقت بدل الضائع بواسطة المدافع العملاق راضي الجعايدي. ولقد لقي الأداء التونسي نوعا من الانتقاد حيث وصف أداؤهم بأنّه ضعيف وأنّه لم يرق إلى المستوى المطلوب. وفي هذا الإطار قال الجعايدي: "ندرك تماما إننا قدمنا أداء مخيبا في المباراة الأولى وسنحاول التركيز بطريقة أفضل ضد أسبانيا، فربما نحقق المفاجأة من يدري"
وفي أخبار غير سارة للمنتخب التونسي فإنّ مهاجمه البارز سانتوس سيغيب عن مباراته الثانية في النهائيات أمام أسبانيا وأن فرص مشاركته في مباراة أوكرانيا الأخيرة بالمجموعة لا تتعدى الخمسين في المئة. جدير ذكره أن سانتوس تعرض للإصابة في الساق خلال مباراة ودية أمام فريق ألماني في السابع من يونيو حزيران الجاري قبل بدء منافسات كأس العالم.
توغو - سويسرا
يعاني المنتخب التوغي العديد من المشاكل، فهو مغرق بهموم استقالة مدربه وعدم تحقيقه لنتائج طيبة،لاسيما وأنّ هذه مشاركته الأولى في كأس العالم، فقد اتسم أداؤه أمام الكوريين بالحذر والتردد بالهجوم. ولكن من ناحية أخرى استطاع ان يكبح جماح الهجوم الكوري من جلال خطي الوسط والدفاع. ومن ناحية أخرى، ينتظر أن يبت اتحاد الكرة في توجو بشأن مدرب المنتخب غدا فيستر بعد هزيمة الفريق 1-2 امام كوريا الجنوبية في نهائيات كأس العالم وتوجيه الأمين العام لاتحاد الكرة في البلاد انتقادات للمدرب الألماني اليوم الثلاثاء . وفي هذا السياق، قال اسوجبافي كوملان للصحفيين عندما سئل عن المدرب الذي سيقود منتخب توجو في مباراته القادمة بالنهائيات امام سويسرا يوم 19 يونيو حزيران "لا اعرف في الوقت الحالي." وأوضح كوملان أنه لا يؤيد استمرار فيستر في قيادة الفريق. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ استقالة المدير الفني الألماني فيستر تأتي على خلفية استمرار الخلاف بين اللاعبين والمسؤولين حول مكافأة اللعب في كأس العالم والذي دفع اللاعبين الى مقاطعة التدريبات.
وفي تطور لافت للانتباه، وصف كوبي كون مدرب سويسرا لاعبيه بأنّهم " لم يثبتوا جدارتهم بعد" وكان من الممكن لهم أن يختطفوا الفوز على فرنسا حاملة اللقب الأوروبي وانتزاع النقاط الثلاث لو امتلكوا المهارة الكافية لترجمة الفرص إلى أهداف. وقال لاعب خط الوسط السويسري رافايل فيكي بعد ان احتفل الجمهور بهذا التعادل السلبي"احتفلنا لأننا كنا سعداء بالنتيجة وأيضا لأننا لم ننس من هي فرنسا" وفي لقاء الثلاثاء أصيب لاعبا الفريق السويسري لودوفيتش ماجنين الظهير الأيسر والظهير الأيمن فيليب ديجين فيما قال طبيب الفريق اإنّ اللاعبين سيتعافيان خلال أيام.