هل سينجح اوغلو في مواجهة التحديات الإقليمية لتركيا؟
٢١ أغسطس ٢٠١٤اختارت قيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أحمد داوود أوغلو ليكون الزعيم الجديد للحزب ورئيس الوزراء المقبل للبلاد. وسيتمتع داوود اوغلو، الذي شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2009، بممارسة صلاحيات أقل كرئيس للوزراء من رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء المنتهية ولايته الفائز في انتخابات الرئاسة التركية التي أجريت مؤخرا.
وفي عام 2010، أدرجت مجلة فورين بوليسي أوغلو ضمن قائمة أفضل 100 مفكر في العالم. وخلال فترة توليه منصب رئيس الدبلوماسية التركية انتهجت انقرة موقفا داعما لما يسمى بثورات الربيع العربي، خاصة في مصر وسورية. وقد تسبب عزل الجيش المصري للرئيس السابق محمد مرسي والحملة التي استهدفت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها في إشعال الخلاف بين أنقرة والقاهرة والدول الداعمة لمصر ومن بينها المملكة العربية السعودية.
ومن بين التحديات الأخرى التي يواجهها داوود أوغلو منع تركيا من التورط في الصراع الدائر في سورية والعراق المجاورتين، في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات مع إسرائيل إلى الحضيض على خلفية الصراع الدائر في قطاع غزة.
وفي الوقت الذي دعمت فيه تركيا المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الأسد، الا أنها واجهت اتهامات بغض الطرف عن قوات معارضة إسلامية أكثر تشددا ممن استخدموا الحدود التي يسهل اختراقها بين البلدين للفوز بموطئ قدم في شمال سورية.
ووجهت المعارضة التركية اللوم لداوود اوغلو هذا العام بسبب عدم إخلاء القنصلية التركية في الموصل، شمال العراق، وذلك قبل أن تجتاحها قوات تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية واحتجازه 49 شخصا كرهائن، ومن بينهم دبلوماسيون بارزون. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها تركيا لضمان الإفراج عنهم إلا أنهم لا يزالون تحت قبضة الارهابيين.
وحصل اوغلو المولود في عام 1959، على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة بوغازيتشي في تركيا. ويقول الباحثون إن كتاباته المبكرة تشير إلى نظرة قومية إسلامية شاملة سرعان ما خفت حدتها بمرور الوقت.
وبدأ اوغلو التدريس في عام 1990 في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا قبل أن يعود إلى تركيا بعد ذلك بعدة سنوات للعمل كأستاذ في جامعة مرمرة. وعندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا للمرة الأولى خلال انتخابات عام 2002 ، عين اوغلو مستشارا للحكومة في مجال السياسة الخارجية وسفيرا متجولا، على الرغم من انه ظل محتفظا بمنصبه في الأوساط الأكاديمية.
وفي عام 2009، أصبح اوغلو وزيرا للخارجية، ويحظى اوغلو باحترام بوصفه مفكرا واقعيا، على الرغم من أنه لا يحظى بمكانة شعبية مثل أردوغان، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة إثارة الناخبين لدعمه في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام المقبل. وتشير سيرته الذاتية الرسمية، إلى أنه متزوج ولديه أربعة أطفال ويتحدث الانجليزية والألمانية والعربية.
ي ب/ م م (د ب أ)