بولندا وألمانيا..أيهما الأوفر حظا؟
١٦ يونيو ٢٠١٦تتجه أنظار عشاق كرة القدم إلى "ستاد دي فرانس"، حيث يخوض المنتخب الألماني اليوم الخميس (16 يونيو/حزيران) مباراته الثانية في بطولة كأس الأمم الأوروبية، أمام نظيره البولندي. اللقاء سيكون تحديا كبيرا بالنسبة لكلا المنتخبين، فبطل العالم سيسعى لجمع كل النقاط الممكنة في هذا الدور وتصدر مجموعته.
أما منتخب بولندا، فهو الآخر يرغب بفك عقدة البطولة الأوروبية. إذ لم يشارك فيها سوى مرتين الأولى كانت في عام 2008 والثانية عام 2012 حيث كانت هي البلد المضيف إلى جانب أوكرانيا. في كلا المشاركتين، خرجت بولندا من الدور الأول، دور المجموعات، دون أن تحرز أي فوز بالمسابقة. ففي المباريات الست التي خاضتها في البطولة تعادلات في ثلاث منها وخسرت ثلاث. أما في البطولة الحالية فقد تمكن منتخبها من تحقيق أول فوز له أمام فريق إيرلندا الشمالية بنتيجة (1/صفر). والسؤال هنا هل ينجح ليفاندوفسكي ورفاقه في تعطيل الماكينة الألمانية؟
عدم الاستهانة بالمنتخب البولندي
"لا شيئ مستحيل في عالم الكرة، خاصة وأن بولندا تمكنت من حلّ عقدة الفوز في هذه البطولة بعد الفوز على إيرلندا الشمالية"، هكذا أجاب الخبير الكروي فالدمر ماتيشيك في حديث خاص له مع DW. عربية
وصحيح أن منتخب بولندا لا يمتلك خبرة كافية في هذه البطولة مثل الفريق الألماني، لكن لديه ما يجعله منتخبا قويا قادرا على تقديم أفضل العروض، حسب ما يرى ماتيشيك، وهو لاعب سابق في المنتخب البولندي وحصل معه على المركز الثالث ونال ميدالية برونزية في مونديال 1982 إلى جانب زبيغنيو بونياك نجم المنتخب البولندي آنذاك، وهو رئيس الاتحاد البولندي لكرة القدم حاليا.
ويرجع ماتيشيك قوة المنتخب البولندي إلى عدة عوامل من بينها اهتمام بونياك بتأهيل المدربين وسعيه الدائم لاختيار مدربين أكفاء. وأوضح دليل على ذلك هو اختياره للمدرب آدم نافالكا، اللاعب الدولي السابق. ربما لا يمتلك نافالكا خبرة واسعة في عالم التدريب، لكن ماتيشيك يراه "مفتاح تألق المنتخب البولندي حاليا" وبرر ذلك بأنه "نجح في جعل جميع لاعبي المنتخب البولندي يلعبون بروح واحدة". فمنذ أن تسلم تدريب الفريق عام 2013 صعد ترتيبه ضمن قائمة الفيفا من المرتبة الـ 76 إلى المرتبة الـ 27. فضلا عن أنه كان خصما صعبا للألمان في التصفيات المؤهلة للبطولة، بل قد فاز عليه بنتيجة (2/صفر)، واحتل المركز الثاني في التصفيات بفارق نقطة واحدة خلف المنتخب الألماني.
مواهب تلعب في أندية أوروبية عريقة
سبب آخر يجعل من المنتخب البولندي منتخبا لا يستهان به، وهو أنه يضم نجوما كبار يلعبون في أندية أوروبية عريقة، منهم المهاجم أركاديوز ميليك الذي انتقل من باير ليفركوزن إلى أياكس أمستردام ولاعب خط الوسط لوكاس بيتشيك من نادي بوروسيا دورتموند وياكوب بلاشيكوفسكي من نادي فيورنتينا الإيطالي، إلى جانب غيغوش كريتشوفياك من نادي إشبيلية الاسباني وهو أفضل لاعب خط وسط دفاعي في أوروبا. أما أشد اللاعبين خطورة على المنتخب الألماني، فسيكون مهاجم بايرن ميونيخ روبرت ليفاندوفسكي، حسب ماتيشيك، الذي يشير إلى أن التركيز على تماسك خط الدفاع أمر لابد منه في لقاء الغد.
المنتخب البولندي الحالي بروحه الحماسية، يذكر ماتيشيك بتشكيلة المنتخب عام 1982، آنذاك نالت بولندا المرتبة الثالثة في بطولة كأس العالم في اسبانيا، لكنه يرى في الوقت ذاته أن المنتخب البولندي لا يمكن مقارنته بالألماني مضيفا أن "أداء المنتخب البولندي لا يزال بعيدا جدا عن المنتخب الألماني".
ماذا يميز الماكينة الألمانية
أما المنتخب الألماني، فهو بدوره شهد عدة تغييرات في هذه البطولة، منها اعتزال نجومه الكبار مثل فيليب لام وميروسلاف كلوزة وبير ميرتساكر، إلى جانب الإصابات التي حرمت بعض النجوم من المشاركة مثل ماركو رويس، لكنه رغم ذلك يبقى من المنتخبات القوية المنافسة. ويرجع ماتيشيك ذلك إلى أن "المنتخب الألماني يتميز بأسلوبه التكتيكي ولياقته وأنه يعرف تماما نقاط ضعف خصمه ولديه خطط جديدة دائما يسعى من خلالها إلى تقديم الأفضل".
ويرى ماتيشيك أن وجود الوجوه الشابة لن يمنع المنتخب الألماني من سعيه إلى الحصول على اللقب. وخاصة أن تأهيل اللاعبين في ألمانيا يبدأ منذ الصغر واختيار المواهب الشابة للمشاركة في البطولة يتم بدقة من قبل المسؤولين في الاتحاد الألماني لكرة القدم. وماريو غوتزه هو خير دليل على ذلك. فهو الذي أحرز هدف الفوز في مونديال البرازيل 2014 برغم صغر سنه، ويضيف ماتيشيك أن "حقن الدماء الشابة في المنتخب إلى جانب المخضرمين هو الطريق الصحيح لتجديد روح المنتخب. أما ما يعيب المنتخب الألماني فهوعدم تماسك دفاعه، وهو ما ظهر جليا في مباراته أمام أوكرانيا".
اللاعب الدولي السابق ماتيشيك الذي لعب في صفوف عدة فرق ألمانية من بينها فريق هامبورغ، لا يستبعد وصول المنتخب البولندي إلى دور ربع النهائي، لكنه لا يرشحه للقوز بلقب البطولة حيث يرى أن أكثر الفرق المرشحة لنيل اللقب هي فرنسا وألمانيا وايطاليا وبلجيكا، ولكنه في الوقت ذاته يرى أن "المعجزات تغلب التوقعات أحيانا" في عالم كرة القدم.