واشنطن تعاقب أربعة مستوطنين إسرائيليين متهمين بالعنف بالضفة
١ فبراير ٢٠٢٤فرضت الولايات المتحدة الخميس (أول فبراير/ شباط 2024) عقوبات على عدد منالمستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بات مستواها "لا يحتمل" على ما أكد الرئيس جو بايدن.
وهذه العقوبات على مواطنين إسرائيليين نادرة جدا من جانب الإدارة الأمريكية فيما الحرب مستعرة بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.
وأصدر بايدن مرسوما يتضمن إجراءات أمريكية ردا على هجمات و"أعمال إرهابية" في الضفة الغربية المحتلة حيث صعد المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين منذ بدء الحرب الأخيرة.
وقال الرئيس الأميركي في المرسوم "الوضع في الضفة الغربية المحتلة ولا سيما مستويات العنف المرتفعة للمستوطنين المتطرفين والتهجير القسري لأفراد وبلدات وتدمير الممتلكات بلغ مستويات لا تحتمل ويشكل تهديدا خطرا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط".
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر اليوم الخميس إن مسؤولين أمريكيين أجروا محادثات "صريحة للغاية" مع نظراء إسرائيليين بشأن عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة، وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي دوري إن الجانب الأمريكي أثار حالات محددة وطلب من إسرائيل اتخاذ إجراءات ضد الأفراد.
إسرائيل تعلق على القرار
وتعليقا على القرار الأمريكي، أكدت إسرائيل أنّ "لا مكان لاتخاذ إجراءات استثنائية" ضدّ المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان إنّ "الغالبية العظمى من المستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مواطنون ملتزمون القانون، ويقاتل الكثير منهم حالياً دفاعاً عن إسرائيل. إسرائيل تتخذ إجراءات ضدّ كلّ من ينتهك القانون في كلّ مكان".
لأول مرة عقوبات مالية على مستوطنين
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على أربعة مستوطنين. وستجمد كل الأصول التي قد يكونون يملكونها في الولايات المتحدة فيما سيمنع الأميركيون من القيام بأي تعاملات مالية معهم.
وبين المستوطنين الأربعة دافيد شاي شاسداي من مستوطنة عشوائية في بلدة الحوارة المتهم بقيادة أعمال شغب أدت إلى مقتل مدني فلسطيني. وكذلك ينون ليفي المتهم بقيادة مجموعة من المستوطنين من مستوطنة مزرعة ميتاريم العشوائية اعتدوا على فلسطينيين ومدنيين من البدو ودمروا ممتلكاتهم.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "على إسرائيل بذل المزيد لوقف العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية ومحاسبة المسؤولين عنه". وحذر بلينكن من أي تحركات من شأنها تهديد قيام دولة فلسطينية.
وهي المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات مالية على مستوطنين لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سبق أن أعلنت أنها سترفض منح تأشيرات دخول إلى المتطرفين منهم الضالعين في أعمال العنف.
ويدافع بايدن عن حق إسرائيل في الرد على هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وقاوم الدعوات للمطالبة بوقف لإطلاق النار. لكنه عبر كذلك عن استيائه لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي من الحصيلة المرتفعة للقتلى المدنيين في قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل دونما هوادة متوعدة حركة حماس بـ"القضاء" عليها.
وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وقتل مستوطنون إسرائيليون ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين وأحرقوا عشرات المنازل في الضفة الغربية المحتلة خلال العام 2023 ما جعله "أكثر السنوات عنفا" على صعيد هجمات المستوطنين بحسب منظمة ييش دين للدفاع عن حقوق الإنسان.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان "هذا العنف يشكل تهديدا خطرا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط ويهدد الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
ويبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة نحو 490 ألفا فيما عدد الفلسطينيين ثلاثة ملايين. وهم يقيمون في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ص.ش/ع.ش (أ ف ب، رويترز)