واشنطن تهدد وموسكو تستبعد وطهران ترفض عقوبات جديدة
١٩ نوفمبر ٢٠٠٩قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الخميس إن القوى العالمية قد تتوصل لمجموعة من الإجراءات ضد إيران "في غضون أسابيع" وحذر طهران من عواقب رفضها عرضا للتوصل لاتفاق نووي. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك خلال زيارة الرئيس الأمريكي لسول "إن إيران استغرقت أسابيع حتى ألان ولم تبد رغبتها في قبول هذا الاقتراح"، وأضاف أنه "نتيجة لذلك بدأنا مناقشات مع شركائنا الدوليين حول أهمية أن تكون هناك عواقب لذلك". إلا أن الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نيسترنكو الخميس أكد انه ما زال من الممكن التوصل إلى اتفاق حول ملف إيران النووي وأنه لا يجري حاليا بحث مسالة "العقوبات" رغم رفض طهران الأربعاء عرض تسوية من الدول الكبرى.
بينما رفض وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي مجددا الحديث عن فرض المزيد من العقوبات على بلاده وقال إن الغرب تعلم من "تجارب فاشلة" في الماضي.
من جانبه أعلن ممثل الاتحاد الأوروبي الأعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا الخميس أن ممثلي القوى الكبرى سيجتمعون في بروكسل الجمعة لبحث تطورات البرنامج النووي الإيراني.
"موقع فردو بات تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة"
تأتي هذه التصريحات فيما يتوجه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس للمرة الثانية في اقل من شهر إلى موقع تخصيب اليورانيوم الإيراني الجديد (فردو) الواقع قرب مدينة قم. وأعلن مصدر مقرب من المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية لوكالة فرانس برس أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيقومون "بزيارة روتينية في إطار الاتفاق الموقع بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وكان مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية قد قال يوم الأربعاء للصحافيين في فيينا إن "موقع فردو بات تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستنظم الخميس زيارة جديدة". وأضاف أن طهران لا تعترض على التعاون مع الوكالة في كل ما يتعلق بالموقع.
وزاد إعلان وجود موقع فردو في أيلول/سبتمبر الماضي على بعد مئة كلم تقريبا جنوب غرب طهران من الجدل بين الدول الغربية حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني. وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس بـ"المزيد من الإيضاحات" حول الهدف من الموقع.
متكي: "لن نرسل اليورانيوم"
وتأتي زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غداة إعلان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي رفض بلاده نقل اليوارنيوم المخصب بشكل ضعيف إلى الخارج. ويعني تصريح متكي أن إيران ترفض مشروع الاتفاق الذي قدمته الوكالة الذرية في 21 تشرين الأول/أكتوبر.
وأفاد دبلوماسيون غربيون أن مشروع الاتفاق يدعو إلى نقل قسم كبير من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب (5,3 في المائة) إلى روسيا لتقوم بزيادة تخصيبه قبل أن يتم نقله إلى فرنسا لتحويله وقودا لمفاعل البحث في طهران.
وأعلن سلطانية في تصريح نقلته وكالة الإنباء الإيرانية أن بلاده مستعدة لمفاوضات نهائية مع الدول الكبرى مضيفا أن طهران تريد ضمانات بنسبة 100 في المائة" حول تسليم الوقود.
وكرر متكي القول بأن إيران مستعدة لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا لبحث مبادلة اليورانيوم الضعيف التخصيب بالوقود لكن شرط أن يتم ذلك على الأراضي الإيرانية بدون نقل مسبق لليورانيوم الإيراني إلى الخارج.
و تعتبر مسالة تخصيب اليورانيوم محور صراع الحالي بين إيران والدول الست (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) التي تخشى من أن تستخدم إيران اليورانيوم لغايات عسكرية.
(ي ب / ا ف ب / د ب ا / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي