قيم باحثون ألمان مئات من استطلاعات الرأي بشأن مواضيع الاقتصاد والبيئة والسياسة الخارجية والأمور المالية. ثم بحثوا فيما يتمناه كل من الفقراء والأثرياء من السياسيين بخصوص هذه المواضيع. فكانت الاختلافات واضحة للعيان. يقول الباحث السياسي من جامعة مونستر في ولاية شمال الراين ويستفاليا آرمين شيفر: "مثال واضح لذلك هو ضريبة الثروة. والواضح في هذه الضريبة هو أنه كلما ارتفع الدخل، ازداد التشكيك في مسألة إعادة فرض ضريبة الثروة. أما الفئات ذات الدخل المنخفض فتصرّ على فرض هذه الضريبة. وحتى الآن لم نحصل مجدداً على ضريبة الثروة بهذه الصيغة." من يقرر إذن كيف ينبغي أن تبدو ألمانيا؟ في سبيل البحث عن إجابات، رافق الوثائقي المليونير والمقاول كريستوف غرونر. في كولونيا، المدينة التي تحتاج إلى بناء آلاف الشقق، بينما تواصل الإيجارات ارتفاعها، ويشعر فيها الفقراء خاصة بأنهم مهملون، نجد أن غرونر مستعد لبناء عقارات كثيرة على الفور. ويعتزم المقاول بناء حي جديد هناك، ولكنه مازال في حاجة إلى ترخيص بالبناء، واستصداره يسير ببطء شديد بحسب رأيه. أما رئيسة مجلس بلديات كولونيا هنرييتِه ريكر فتقول: "هناك مدينة تتأسس، وستُقدم قطع الأراضي لأجل ذلك وتُمنح تراخيص البناء." ولكن ألا يمكن تسريع العملية؟ المقاول غرونر طالب السياسيين بعدم عرقلته. ومن أجل إظهار قوة المال، جرى التصوير في أماكن تلتقي فيها السياسة والاقتصاد، كما في مكتب البلدية وفي منصة كبار الضيوف في أحد ملاعب كرة القدم الألمانية. وفي مدينة كان الفرنسية، أكبر معرض عقارات في أوروبا، يُظهر الفيلم كيف يستخدم أصحاب المليارات من المستثمرين نفوذهم المالي من أجل بناء مدن ومناطق وفقًا لتصوراتهم.