1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وزير الخارجية السعودي يزور دمشق في إطار استئناف العلاقات

١٨ أبريل ٢٠٢٣

في إطار استئناف العلاقات بين البلدين يزور وزير الخارجية السعودي دمشق لأول مرة منذ اندلاع النزاع السوري في 2011، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة نظيره السوري إلى جدة، وسط مساعٍ تقودها الرياض لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

https://p.dw.com/p/4QEGw
وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان (12.04.2023)
زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق تأتي بعد أيام من زيارة نظيره السوري إلى جدةصورة من: SAUDI PRESS AGENCY/REUTERS

قالت وزارة الإعلام السورية في مذكرة مكتوبة للصحفيين إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سيزور دمشق اليوم الثلاثاء (18 نيسان/أبريل 2023)، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سورياقبل 12 عامًا. ودعت الوزارة الصحفيين إلى تغطية وصول وزير الخارجية السعودي المتوقع بعد الظهر إلى مطار دمشق الدولي.
وتتوج الزيارة استئناف العلاقات السورية السعودية، وتأتي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة، وفي وقت تبحث دول عربية إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.

وإثر اندلاع الاحتجاجات في سوريا في 2011، والتي ما لبثت أن تحولت إلى حرب دامية، وقطعت على إثرها دول عربية عدة على رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وقدّمت السعودية، التي أغلقت سفارتها في دمشق في آذار/مارس 2012، خلال سنوات النزاع الأولى خصوصًا دعمًا للمعارضة السورية، واستقبلت شخصيات منها على أراضيها. لكن خلال السنوات القليلة الماضية برزت مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا بدأت مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق العام 2018.

ويبدو أن الزلزال المدمّر في سوريا وتركيا المجاورة في شباط/فبراير، سرّع عملية استئناف دمشق علاقتها مع محيطها الإقليمي مع تلقي الرئيس السوري بشار الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة. وظهر الانفتاح السعودي تجاه دمشق للمرة الأولى بعد الزلزال مع هبوط طائرات مساعدات سعودية في مناطق سيطرة الحكومة، كانت الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق. وما هي سوى أسابيع قليلة حتى أعلنت الرياض الشهر الماضي أنها تجري مباحثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية.

"عودة سوريا إلى محيطها العربي"
وفي 12 نيسان/أبريل، وفي أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ القطيعة، زار المقداد جدّة حيث بحث مع بن فرحان "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها (...) وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي".

وبعد السعودية، زار المقداد كلا من الجزائر، إحدى الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقاتها مع دمشق، كما تونس التي أعلنت الشهر الحالي استئناف علاقاتها مع سوريا.

والجمعة، استضافت السعودية اجتماعاً لدول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن والعراق لبحث عودة دمشق إلى محيطها العربي. ولم يصدر عن المجتمعون قرارًا يقضي بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، التي علقت عضويتها فيها في 2011، لكنهم أكدوا على "أهمّية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة" في سوريا، كما على "تكثيف التشاور بين الدول العربيّة بما يكفل نجاح هذه الجهود".

ويبدو أن قطر لا تزال تعارض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إذ اعتبر رئيس الوزراء الشيخ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني الأسبوع الماضي أن أسباب تعليق عضويّة دمشق لا تزال قائمة. لكن في مقابلة مع قناة روسيا اليوم الشهر الماضي، قال الأسد "لن نعود إلا اذا كان هناك توافق"، معتبرًا أن "العودة الى الجامعة العربية ليست هدفًا بحدّ ذاته، الهدف هو العمل العربي المشترك".

دور استئناف العلاقات السعودية الإيرانية
ويتزامن الانفتاح العربي على دمشق مع تغيّر الخارطة السياسية في المنطقة بعد الاتفاق السعودي-الإيراني الذي تُعلّق عليه آمال بعودة الاستقرار في منطقة لطالما هزتها النزاعات بالوكالة.
وفي مقابلته مع روسيا اليوم، قال الأسد إنّ "الساحة السورية لم تعد مكان صراع إيراني سعودي كما كانت في بعض المراحل"، معتبرًا أن "السياسة السعودية أخذت منحى مختلفًا تجاه سوريا منذ سنوات وهي لم تكن في صدد التدخل في الشؤون الداخلية أو دعم أي فصائل في سوريا". وأشار إلى أن "الحديث عن علاقة سورية إيرانية يجب أن تنقطع (...) لم يعد مثارًا مع سوريا منذ سنوات طويلة".

وبعد 12 عاماً من الحرب، تتطلع دمشق اليوم إلى أموال إعادة الإعمار بعدما استعادت قواتها غالبية المناطق التي كانت خسرتها في بداية النزاع بدعم من حليفيها الأساسيين: روسيا وإيران. وأودى النزاع بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف سكان سوريا داخل البلاد وخارجها. كما أنه حوّل البلاد إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية. وترك كل ذلك أثره على الاقتصاد المنهك جراء الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية والمصانع والإنتاج.

وقد لا تغيّر عودة سوريا إلى "الحضن العربي" الخارطة السياسية والميدانية على المدى القريب، إذ هناك أطراف أخرى يجب أخذها بالحسبان، من روسيا وإيران إلى الولايات المتحدة التي تنشر قوات في سوريا دعمًا للمقاتلين الأكراد، إلى تركيا التي تسيطر على مناطق حدودية، والتي بدأت بدورها مباحثات مع سوريا حول استئناف العلاقات.
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز)