وزير العمل الألماني يشيد بالإصلاحات الاقتصادية ويخاطر بانقسام حزبه
١١ أكتوبر ٢٠٠٧تمسك فرانس مونتيفيرنغ، نائب المستشارة الألمانية، الشخصية النافذة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي صباح اليوم في الخطاب الحكومي الذي انتظره مندوبو البرلمان الألماني "بوندستاغ" والمراقبون بفارغ الصبر، تمسك بإصلاحات سوق العمل الألماني أو ما يعرف هنا بـ "أجندة 2010".
وبحسب المراقبين، فإن إصرار نائب المستشارة على موقفه الرامي إلى مواصلة الإصلاحات المثيرة للجدل في الأوساط الاشتراكية الديمقراطية الألمانية يعتبر "رفضا واضحا" لمقترحات رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي كورت بِك و"مخاطرة" بإحداث شرخ في أوساط الاشتراكيين الديمقراطيين الألمان قبيل عقد مؤتمرهم الحزبي في نهاية أكتوبر/تشرين أول الجاري.
مونتيفيرنغ :" الإصلاحات أتت ثمارها"
وطالب الاشتراكي الديمقراطي في الخطاب المشار إليه بمواصلة إصلاحات سوق العمل التي بدأتها حكومة شرود ـ فيشر وما زالت الحكومة الألمانية الحالية بقيادة المحافظة أنجيلا ميركل تنفذها، قائلا إن هذه الإصلاحات "تأتي ثمارها." وقدم الاشتراكي الديمقراطي تقريرا إيجابيا عن السياسة الاقتصادية للائتلاف الألماني الحكومي المكون من حزبه والاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ.
وفي حين اعترف مونتيفيرنغ بأن السياسة الحكومية لم تصل إلى أهدافها المثالية المطلوبة، دعا السياسي إلى عدم اليأس ومواصلة طريق الإصلاحات، مضيفا أن الحكومة الألمانية مصرة على مواصلة الإصلاحات الرامية إلى تأمين فرص العمل وبالتالي على محاربة البطالة.
صراع على السلطة ؟
إلى ذلك، أشارت المناقشات العلنية التي يشهدها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أكبر الأحزاب الاشتراكية في أوروبا إلى ازدياد حدة الخلافات بين صفوفه القيادية من جهة وقاعدته من جهة أخرى.
فقد رصدت وسائل الإعلام الألمانية خلال اليومين الماضيين خلافا بين رئيس الحزب كورت بِك ورفيقه، وزير العمل، نائب المستشارة فرانس مونتيفيرنغ صنفه بعضهم بأنه صراع متزايد على السلطة.
اتهامات بالتخلي عن المبادئ الاشتراكية
في حين يقول مونتيفيرنغ إن رئيس الحزب، كورت بِك "يتخلى تدريجيا عن الإصلاحات الاقتصادية،" يعرب الأخير عن تأكده من أن 90 بالمائة من أعضاء الحزب، الشريك في الائتلاف الحكومي الألماني "يؤيدون اقتراحاته،" على حد تعبيره.
وبينما ترى القاعدة أن الحزب يتخلى تدريجيا عن مبادئه الاشتراكية الديمقراطية تلبية لرغبة الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ ورئيسته المستشارة أنجيلا ميركل، تصر القيادة على جدوى هذه الإصلاحات التي تمت في إطارها إصلاحات سوق العمل "هارتس 4". وتتهم القاعدة قيادة الحزب كذلك بإهمال مصالح الناخبين الدائمين للحزب والتخلي عنهم.