وسط ارتياح أوروبي.. ميركل تتجه نحو ولايتها الرابعة
٤ مارس ٢٠١٨تتسارع مجريات تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة منذ صباح اليوم الأحد(04 مارس آذار 2018) بعد إعلان الاشتراكيين عن نتيجة التصويت داخل الحزب بشأن دخول حزبهم نسخة جديدة من التحالف مع حزب ميركل المحافظ. فقد أكد فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، أن البرلمان سوف يعيد انتخاب ميركل مستشارة لفترة رابعة في الرابع عشر من آذار/مارس الجاري.
وقال كاودر، في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني مساء اليوم الأحد، إنه اتفق على هذا التاريخ مع رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أندريا ناليس.
من جانبه، يعتزم الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي اجرى اتصالا هاتفيا مع ميركل اليوم الأحد، إرسال خطاب للبرلمان غدا الاثنين بالفعل يقترح فيه إعادة انتخاب ميركل مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. وقال شتاينماير اليوم في فرانكفورت: "سأقوم بمهمتي وفقا للدستور وسأقدم غدا اقتراحا بشكل رسمي لانتخاب المستشار، ولن يكون الاقتراح مفاجئا لأحد، إنها السيدة أنغيلا ميركل".
وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا قد أعلن اليوم الأحد، أن 66.02% من أعضائه صوتوا لصالح تشكيل ائتلاف حكومي مع التحالف المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبذلك يمهد الاشتراكيون الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا بعد نحو خمسة أشهر من الانتخابات التي أجريت أواخر أيلول/سبتمبر 2017 والتي أعقبها مفاوضات فاشلة بين تحالف ميركل المسيحي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر مما اضطر ميركل للتفاوض مع الاشتراكيين لتشكيل ائتلاف موسع.
في غضون ذلك عبرت دول مجاورة لألمانيا ومحورية في أوروبا عن ارتياحها لموافقة الاشتراكيين الألمان على دخول ائتلاف حاكم في نسخة جديدة مع المحافظين بزعامة ميركل. فقد اعتبر الرئيس الفرنسي الحليف الاستراتيجي لبرلين أن نبأ موافقة الاشتراكيين على دخول نسخة جديدة من الائتلاف مع ميركل "نبأ سارا لأوروبا"، حسب تعبير بيان قصر الإليزيه قبل ظهر اليوم الأحد.
وأكد البيان الفرنسي أن فرنسا وألمانيا يودان التعاون من أجل الإعداد لمبادرات جديدة للأسابيع المقبلة والمضي قدما في المشروع الأوروبي. وبحسب قصر الإليزيه، هنأ ماكرون المستشارة الألمانية وأولاف شولتس الذي يتولى رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالإنابة "بالنبأ السار".
وكان ماكرون الليبرالي الاشتراكي قد فاز في الانتخابات الرئاسية بفرنسا العام الماضي ببرنامج مؤيد لأوروبا، وينتظر منذ أشهر تشكيل حكومة جديدة بألمانيا التي تعد أهم شريك لبلاده بالاتحاد الأوروبي.
كما رحبت المفوضية الأوروبية بقرار الاشتراكيين تمهيد الطريق لتشكيل حكومة ذات أغلبية برلمانية في ألمانيا وكتب مفوض شؤون الاقتصاد بيير موسكوفيجي في تغريدة يقول: "الآن تستطيع ألمانيا أن تعمل من أجل تقوية أوروبا". وكتب المفوض الفرنسي ايضا في تغريدته " كل التهاني القلبية لأصدقائي الاشتراكيين للقرار المسؤول والحاسم الذي أتخذوه.
كما رحب نائب رئيس المفوضية الأوروبية الهولندي فرانس تيمرمانس بقرار اصدقائه الاشتراكيين الألمان معبرا عن ارتياحه التام في تغريدة بالمناسبة.
من جانبه، ناشد رئيس الوزراء البلجيكي تشارلز ميشيل الحكومة الاتحادية المقبلة في برلين الإسراع بالخطوات على المستوى الأوروبي. وقال اليوم الأحد، بحسب بيان في بروكسل: "إنني على قناعة بأن الحكومة الاتحادية(الألمانية) يمكن أن تكون قوة دافعة للمشروع الأوروبي"، مشددا بقوله: "ليس هناك وقت لاضاعته". وشدد تشارلز على ضرورة تحقيق أوجه تقدم في قضايا الهجرة والأمن وتعزيز الاقتصاد الأوروبي بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وأكد أنه لابد أن يسهم انتعاش منطقة اليورو في تقوية الاتحاد الأوروبي في مواجهة الحمائية وتغير المناخ.
ح.ع.ح/م.س(د.ب.أ، رويترز)