يورو 2024 - الإرهاب والتهديد الروسي أكبر التحديات الأمنية
١١ يونيو ٢٠٢٤
ستُقام 51 مباراة في 10 مدن ألمانية، وتجتذب ملايين الزوار وعشرات الملايين من المشاهدين. حجم بطولة أمم أوروبا وأهميتها يجعلها تطرح تحديات جمّة أمام قوات الأمن كبيرة.
يقول هانز جاكوب شندلر عن منظمة مكافحة التطرف Counter Extremism Project لـ DW "سوف تكون ألمانيا محط أنظار الجميع في العالم خلال شهر، أي عند إقامة البطولة هنا، وهذا يعني أن خصومنا سيحاولون بذل كل ما في وسعهم لعرقلة الحدث".
تزايدت المخاوف من الهجمات الإرهابية منذ الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو، والذي تبنته جماعة منشقة عن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، والذي أدى إلى مقتل 145 شخصاً.
وأشار تهديد نُشر بعد ذلك في مجلة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي إلى أن البطولة كانت هدفًا، لكن شنيدلر قال إن "طبيعة هذا التهديد تجعل من غير المرجح التخطيط لهجوم مخطط له".
وأوضح قائلاً "لا يمكن أن يعلنوا عن هجماتهم المعقدة مسبقاً، ما يحاولون القيام به هو الدعاية فقط، وذلك لجعل قوات الأمن أكثر توتراً مما تكون عليه في العادة. كما أنهم يهدفون إلى تحفيز بعض المبادرات الفردية للقيام بأعمال إرهابية." كما أن محاولة مماثلة في نهائيات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم لم تسفر عن أي حوادث.
التهديد بهجمات "الذئاب المنفردة"
كانت ألمانيا هدفاً لهجوم "الذئاب المنفردة" من قبل، وبالضبط خلال عام 2016، حيث قاد رجل بايع تنظيم داعش شاحنة في سوق عيد الميلاد في برلين ودهس بها المارة، مما أسفر عن مقتل 13 شخصًا. يرى شندلر أن "هذا النوع من الحوادث هو أكبر تهديد تواجهه ألمانيا".
"ما يظل أمرًا صعبًا حقًا هو اكتشاف شخص لم تحسب حساباً له، أن يصير متطرفاً إما بشكل فردي أو ضمن مجموعة من أصدقائه، ثم يقرر بعد ذلك أن يحمل سكيناً مثلاً، ويذهب إلى منطقة المشجعين ويطعن بعض الأشخاص"، يشرح المتحدث.
ستكون الملاعب في ألمانيا محاطة بالإجراءات الأمنية المتعددة خلال أيام المباريات. ولن يُسمح إلا للأشخاص الحاصلين على تذاكر أو المعتمدين بدخول الساحة، في التزام تام بإجراءات تفتيش الحقائب والتفتيش الجسدي في الخارج، وسط تواجد كبير للشرطة.
تمثل مناطق المعجبين تحديًا أكثر تعقيدًا، وهي تجتذب عددًا أكبر بكثير من الأشخاص، حيث تتوقع الأرقام الحكومية أن ما يصل إلى 12 مليون شخص سيزورون هذه المناطق، مقارنة بـ 2.7 مليون شخص يحضرون المباريات في الملاعب. كما أن نقص التذاكر سيجعل من الصعب التحقق من هويات من يدخل المنطقة.
وقال شندلر "من الواضح جدًا أن مناطق المشجعين هي الهدف الكلاسيكي السهل للعمليات الإرهابية". وأضاف الخبير قائلا "لا يمكن أن تكون مناطق المشجعين ثانوية في التخطيط الأمني، يجب أن تحظى بنفس الأولوية التي تتمتع بها المباريات".
السلطات تقوم بواجبها
في حين تبقى فكرة الهجوم الإرهابي احتمالا مثيراً للقلق بالنسبة للجماهير، إلا أن السلطات كانت دوما تستعد لها. وقد تم تطوير مفهوم الأمن القومي لبطولة اليورو، والذي سيشهد قيام ألمانيا بتنفيذ عمليات تفتيش على الحدود للوافدين من دول منطقة شنغن الأخرى خلال البطولة.
ومن المقرر أيضا إنشاء مركز شرطة خاص لتنسيق المعلومات الأمنية ذات الصلة من جميع أنحاء القارة، بينما تم تجنيد 300 ضابط من دول أخرى لتقديم الدعم والمشورة لقوات الأمن المحلية.
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر "إن أمن البطولة الأوروبية في بلادنا له أولوية قصوى. جميع الأجهزة الأمنية تستعد وفقا لأعلى المعايير المهنية". وأضافت الوزيرة "في جميع الأماكن، وحيثما توجد أعداد كبيرة من الناس، سيكون هناك تواجد قوي للشرطة".
ومما ساهم في تعقيد الوضع الأمني، الحرب الروسية على أوكرانيا، وتأهل منتخب البلاد(أوكرانيا) للبطولة، رغم أن روسيا ما تزال موقوفة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. قال هانز جاكوب شندلر في تعليقه على الموضوع "سيكون هناك قدر هائل من الدعاية في روسيا ضد الفريق الأوكراني".
وأضاف الخبير "أتوقع أنه ستكون هناك مظاهرات أينما تواجد الفريق الأوكراني، وفي أي وقت يلعب فيه الفريق الأوكراني مباراة". كما يشعر شندلر أن الهجوم الرقمي أكثر احتمالاً من أي نوع آخر من الهجومات المحتملة، وقال "من الواضح أن العالم السيبراني يشكل تهديدا، إنه يشكل معركة نشطة الآن".
وتساءل "هل ستتمادى روسيا نحو العنف؟ أنا متأكد من أنهم لن يمانعوا إذا قامت جهة أخرى بذلك. لكنني لست متأكدا مما إذا كانوا قد يتمادون إلى تنظيم أحداث عنف في ألمانيا".
فيزر: "نرحب بالجميع في ألمانيا"
يعتقد شندلر أن المشجعين يجب أن يشعروا بالراحة والأمان عند السفر لحضور البطولة، طالما أنهم يلعبون دورهم في المساعدة على سير الأمور بسلاسة. وقال: "لا داعي للقلق من أي شيء، سيكون التنظيم محكماً، والأمن مبرمجا بشكل جيد".
وأضاف المتحدث "لكن الأمر يتطلب القليل من الإسهام من الزوار"، ووجه كلامه لهم قائلاً "لا تكن عنيفًا، ولا تكن غبيًا، ولا ساذجًا. إذا رأيت شيئًا مثيراً للشكوك، بلغ عنه".
وزيرة الداخلية، نانسي فيزر قالت أيضاً "بالطبع هناك مخاطر، وعلينا أن ندركها". مؤكدة في الوقت ذاته "إننا نبذل كل ما في وسعنا لتجنب الهجمات الإرهابية ومخاطر أخرى. ونبذل قصارى جهدنا من أجل أن يسود الأمن، وندعو الجميع ليكونوا ضيوفنا".
أعدته للعربية: ماجدة بوعزة