1979 عام مصيري غيّر موازين القوى في الشرق الأوسط
عام 1979 لم يكن مصيريا بالنسبة لللشرق الأوسط بسبب الثورة الإيرانية فقط، بل إن الأحداث السياسية والاجتماعية توالت بسرعة لتطالب الجماهير بالحرية والعدالة، وازدادت شعبية الحركات الإسلامية السياسية مثل الإخوان المسلمين.
فقاعة الثورة الإيرانية
الشهور الأربعة تقريبا التي قضاها زعيم الثورة الإيرانية آية الله خميني قبل سفره عام 1979 إلى طهران في بلدة فرنسية صغيرة خلفت لدى الفرنسيين مشاعر متباينة. الكثيرون كانوا قلقين وآخرون رأوا في الرجل الشيعي بارقة أمل. ورأى البعض أن زعيم الثورة الإيرانية يقود انتفاضة ضد النظام العالمي.
سنوات الظلم والتمييز تدفع إلى السقوط
الإسلام الثوري الذي دعا إليه الخميني في صيغته الشيعية كان جليا بالنسبة للكثير من الإيرانيين. والشاه محمد رضا بهلوي الذي سقط في يناير/ كانون الثاني 1979 قبل أسابيع من عودة الخميني من المنفى حكم البلاد بقبضة حديدية. واستخدم السلطة لجعل إيران بلدا تابعا للغرب، دون أي اعتبار لحقوق الإنسان أو تقاليد البلاد. هنا في الصورة الشاه مع المستشار الألماني هلموت شميت في طهران عام 1975.
الثورة الإيرانية ضد القمع!
الخميني كان يمثل الكثير من الإيرانيين النموذج المضاد لشاه إيران، أي أنه كان يصبو إلى مجتمع يخضع للمبادئ الدينية لإعادة العمل بالعدالة الاجتماعية المنشودة منذ سنوات طويلة. وعكس تمجيد الشاه لـ 2500 سنة من الملكية، تحدث الخميني عن 5000 عام من الحرمان والظلم والتمييز بين الطبقات والقمع.
حركات سياسية ضد الاستبداد
عام 1979 كان أيضا سنة بروز الحركات الإسلامية التي تطالب بالحقوق السياسية والاجتماعية. وظهر الإسلام كحركة احتجاج سياسية. وأدرك الرئيس المصري الأسبق أنور السادات قوة تلك الحركات مثل الإخوان المسلمين الذين أطلق سراح العديد منهم من السجون، إلا أنه عاود الكرة بسرعة للتحرك ضدهم واعتقل ممثليهم من جديد، علما أن تلك الحركات الإسلامية كانت ردة فعل مباشرة على الأنظمة العربية القمعية السائدة.
النموذج الوهابي
كانت الثورة الإيرانية بمثابة كابوس بالنسبة للسعودية، وعملت العائلة المالكة في السعودية على تنبيه الرأي العام "لخطر الثورة الإيرانية الجامح" وقامت بنشر المذهب الوهابي وحشدت المؤيدين في مختلف بقاع العالم.
فشل الأنظمة العربية في تلبية مطالب الشعوب
الحكومات العلمانية في العالم العربي فشلت، مثل جمال عبد الناصر في مصر وصدام حسين في العراق وحافظ الأسد في سوريا؛ إذ تحولت تلك الحكومات إلى أنظمة ديكتاتورية استبدادية قاومت الحركات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي. ومع مرور السنوات تحول نظام الملالي في إيران وكذلك سلطة آل سعود في الرياض إلى ديكتاتورية باسم الدين.
عداوة تغذي الفرقة والنزاع
الزعامتان الإيرانية والسعودية في المنطقة تحولتا إلى خصمين لدودين يشاركان اليوم في حربي سوريا واليمن عبروكلاء. ومنذ التحولات التي طرأت في المنطقة انطلاقا من عام 1979 تفاقمت وتعقدت الظروف السياسية والدينية لتزيد من معاناة المنطقة.