2020 عام صعب لكنه شهد نجاحات عديدة في صفوف اللاجئين
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠المهندسة المدنية واللاجئة من سوريا عنان جاكيش أكدت لمهاجر نيوز أن وظيفتها في ألمانيا ساعدتها في الحفاظ على هويتها وكرامتها أمام نفسها والمجتمع الجديد عليها. عنان كانت من النساء اللواتي صممن على إثبات أنفسهن برغم الصعاب العديدة التي واجهتها كلاجئة وأم تركت أولادها في سوريا وأتت لألمانيا من أجل أن توفر لها ولهم جوا آمنا بلا خوف.
وصلت عنان إلى ألمانيا نهاية عام 2014 قادمة من سوريا. وهي أم لأربعة أطفال. وعندما تمت مقابلتها من قبل مهاجر نيوز، كانت تعمل كمنسقة لمشروع ممول من الاتحاد الأوروبي. وكان المشروع يهدف إلى محاولة العثور على أماكن عمل للاجئين.
أخبرتنا عنان مدى صعوبة وصولها إلى ألمانيا، والصعوبات الكبيرة التي واجهتها من اجل التمكن من لم شمل أبناءها واحضارهم إليها.
عملت عنان لمدة طويلة في سوريا بصفتها مهندسة مدنية، وعندما أتت لم ترغب أن ينظر إليها أنها لاجئة فقط وقالت "جئت راغبًة في العمل". "لهذا السبب انتهزت كل فرصة للتدريب وتعلم اللغة بسرعة. حتى أتمكن من التدريب والعثور على وظيفة." الآن: "أنا أقوم بهذا العمل"، تقولها عنان بفخر.
في البداية عملت عنان كمتدربة، ثم حصلت على وظيفة في شركة السكك الحديدية Deutsche Bahn ثم قدمت للعمل في مشروع تمكين المرأة وترغب اللاجئة السورية التي ساهمت على مدار 18 عاما في تصميم المباني في سوريا المساعدة في إنشاء مجتمع أفضل للجميع في ألمانيا.
موهبة العمل بالورود
في ربيع عام 2020، حيث كانت العديد من دول العالم إما في حالة إغلاق أو على وشك الدخول في ذلك، تحدث مهاجر نيوز إلى ماياز ، فتاة سورية شابة في بافاريا حققت حلمها في العمل في مجال بيع الورود
بدأت ماياز كمتدربة في محل لبيع لورود في فورت في بافاريا السفلى في صيف عام 2019، وذلك خلال التدريب المطلوب إنجازه من قبل المدرسة التي درست بها. أبهرت ماياز بتعاملها الذكي مع الىخرين ربة عملها، وأظهرت موهبة عالية ف عملها. لذلك تم تعيينها مساعدة في المتجر بعد انتهاء فترة التدريب. وتوضح مانويلا مديرة محل بيع الورود أن ماياز مبدعة جدا في هذا المجال، وهي تلتفت لجميع تفاصيل هذه المهنة الدقيقة.
كانت مانويلا تأمل في أن تصبح ماياز موظفة بدوام كامل في محل الورود، وهو ما كانت ماياز تريده أيضا بيد أن هذا لم يحدث، حيث قامت السلطات الألمانية بنقلها وعالتها إلى مدينة أخرى تمهيدا لترحيلهم إلى إسبانيا حيث حصلت على العائلة هناك على حماية ثانوية.
شعرت مانويلا والعديد من سكان البلدة بالضيق الشديد لما حدث، فقدموا عريضة على فيسبوك لمحاولة إقناع السلطات الألمانية بضرورة بقاء ماياز وعائلتها في ألمانيا ومواصلة عملهم وتدريبهم في مكان يسعدهم ويجدون فيه القبول.
في خريف هذا العام، أرسل مانويلا رسالة إلى مهاجر نيوز تفيد أن الحملة ما تزال مستمرة وأنهم ما زالوا يكافحون من أجل بقاء العائلة. حتى الآن، ما تزال ماياز وعائلتها في ألمانيا.
تجسيد الألم والفرح
في يوليو، التقى مهاجر نيوز بالمخرجة السورية الحائزة على جوائز وعد الخطيب. وثّق فيلم الخطيب "من أجل سما" الحياة التي عاشتها هي وزوجها حمزة، وهما يديران مستشفى في شرق حلب أثناء الحصار.
هناك أنجبت الكاتبة ابنتها سما، والتي أعطت عنوان فيلمها الوثائقي. قالت وعد الخطيب لمهاجر نيوز: "حياتي كلها تجسدت خلف هذه الكاميرا". الألم والفرح والدم والوحل والقنابل والأنقاض، كلها التقطتها الكاميرا قبل أن تضطر هي وزوجها أخيرًا إلى مغادرة حلب والبدء في رحلة طويلة إلى المملكة المتحدة. اليوم تعمل الخطيب في القناة الرابعة البريطانية، ولديها ابنة ثانية، تيماء، والتي ولدت في تركيا بعد فرارهم من سوريا. ما تزال تأمل وعد بإمكانية عودتها إلى حلب يوما ما، لكنها تعترف أن هذا الحلم "بعيد جدًا".
أكاديمية للمهاجرين
في أيلول/ سبتمبر الماضي 2020 كان لمهاجر نيوز بالمهاجر لقاء مع العراقي الأصل د. ريان عبد الله والذي احتفل بمرور أربع سنوات على مشروع أكاديمي هام للاجئين ساهم في إطلاقه. حيث أنشأت جامعة لايبزغ للتصميم والفنون برنامجا أكاديميا خاصا للاجئين القادمين إلى ألمانيا، الراغبين في إكمال دراستهم، ويواجهون صعوبات بسبب اللغة ونقص التوجيه الكافي. فكرة هذا المشروع تعود لريان عبد الله وهو مهاجر عراقي يعيش في ألمانيا منذ أكثر من ثلاثين عاما.
في حواره مع موقع مهاجر نيوز، أكد عبد الله، أن هذه الأكاديمية تتيح للاجئين دراسة الفن والتصميم والغرافيك وفنون التواصل البصري، حتى لو كان اللاجئون لايجيدون اللغة الألمانية أو حتى الإنكليزية. ويتابع "وفرت الأكاديمية تدريس المواد باللغة العربية، بل وحتى إنها وفرت مترجمين للطلاب لمساعدتهم على تلقي العلوم، ومواصلة التدريب والتأهيل المطلوب دون أية عوائق لغوية".
مقعد في مجلس الاندماج
في سبتمبر/أيلول الماضي أيضا التقى مهاجر نيوز مع رودي علي التي قامت بترشيح نفسها والفوز في انتخابات مجلس الاندماج في مدينة مونستر.
قدمت رودي إلى ألمانيا عام 2015 وهو العام الذي أطلقت فيه المستشارة الألمانية ميركل عبارتها الشهيرة "سوف ننجح في إنجاز ذلك"، وبينما راود الشك بعض الألمان من قدرة ميركل على تحقيق وعدها، كانت رودي واثقة من نجاحها في الاندماج داخل المجتمع الجديد، وأن تكون عضوا مؤثرا في مجتمع بدا غريبا عليها للوهلة الأولى، وبدون معرفة جيدة بلغة هذا البلد وعاداته وتقاليده.
بدأت الأم الشابة والمنحدرة من مدينة عفرين شمال سوريا ، في دراسة اللغة الألمانية بشكل مكثف، قبل أن تحصل على مقعد دراسي في جامعة مونستر، تخصص خدمة علم اجتماع. وعملت كمترجمة مساعدة للاجئين وتطوعت في مجلة أطلقها اللاجئون " زهرة الزيتون" من أجل التعريف بقضاياهم، وتدربت لأشهر طويلة في مكتب الضمان الاجتماعي في مدينة مونستر الواقعة في ولاية شمال الراين ويستفاليا.
بعد قدومها إلى ألمانيا عام 2015، وضعت اللاجئة السورية رودي علي نصب عينيها التفوق وإثبات ذاتها في المجتمع الذي وصلته كأم شابة مع طفلها الصغير، والآن بعد خمس سنوات، تريد رودي التغيير في سياسات اللجوء في مدينتها مونستر، لذلك قامت بترشيح نفسها للانتخابات في مجلس الاندماج هناك وحصلت على مقعد ضمن مجلس اندماج المدينة.
علاء جمعة/ إيما واليس مهاجر نيوز