1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السعودية في 2025.. هل تنطفئ النشاطات الصاخبة أم تتوهج أكثر؟

محمد فرحان
٣١ ديسمبر ٢٠٢٤

استضافت السعودية الكثير من الحفلات الصاخبة وعروض الأزياء لكبار المصممين ومسابقات رياضية عالمية. فما أهداف الرياض من هذا الإنفاق السخي على هذه النشاطات؟ وهل استطاعت تغيير صورتها النمطية؟

https://p.dw.com/p/4oar3
حضور جورجينا مهرجان البحر الأحمر السينمائي، 5 ديسمبر/كانون الأول 2024
استضافت السعودية فعاليات غتائية وفنية عديدة خلال 2024صورة من: Balkis Press/ABACAPRESS.COM/picture alliance

"سعودية أونا نا" بدلا من "هافانا أونا نا" عبارة جاءت على لسان المطربة الشهيرة كاميلا كابيلو خلال عرض غنائي في موسم الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وقوبل التعديل الذي أدخلته كاميلا على أغنيتها بتفاعل كبير من الحضور السعودي ورواد منصات التواصل الاجتماعي.

جاءت فقرة كابيلو خلال حفل ضخم احتفاءً بمسيرة مصمم الأزياء العالمي اللبناني إيلي صعب التي امتدت لأكثر من 40 عاما. وحضر الحفل عدد من نجوم السينما والموسيقى من أنحاء العالم. وأحيا الحفل نجوم مثل سيلين ديون وجنيفر لوبيز ونانسي عجرم وعمرو دياب.

وبعيدا عن صخب الحفل، فإن الفعاليات الفنية والرياضية والثقافية التي استضافتها السعودية على مدار العام تكشف عن حقيقة مفادها أن المملكة، وبعد عقود من الانغلاق، تسعى لأن تتحول إلى مركز عالمي للأعمال والسياحة والرياضة.

وفي هذا السياق، قال سلمان الأنصاري، الباحث السعودي البارز في العلاقات الدولية، إن السعودية "تركز على مفهوم المركزية الإقليمية والدولية في العديد من المجالات. المملكة كانت لديها مركزيتان رئيسيتان عالميتان، المركزية الروحية ومركزية الطاقة."

وأضاف في مقابلة مع DW عربية أن "رؤية السعودية 2030 تريد أن تجعل المملكة أيضًا مركزا عالميا للتجارة والثقافة والسياحة والرياضة والتكنولوجيا. وأكبر دليل على ذلك هو نجاح المملكة في خفض اعتمادها على النفط من 92 بالمئة عام 2017 إلى 48 بالمئة في عام 2024، وفي تمكين المرأة في العمل من 17 بالمئة إلى 35 بالمئة في القطاع العام، وأكثر من 52 بالمئة في القطاع الخاص."

يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في إطار خطته الإصلاحية "رؤية 2030"، إلى إدخال تغييرات اجتماعية وتنويع مصادر دخل بلاده.

ومنذ ذلك، أطلقت السعودية تغييرات مجتمعية؛ إذ خففت من حدة القيود المفروضة على النساء وأقامت فعاليات ترفيهية كثيرة، بعد عقود طويلة من فرض قواعد صارمة على النساء، بينها حظر القيادة وفرض ارتداء العباءة والحجاب.

مباراة إنترميلان ضد لاتسيو في نصف نهائي كأس السوبر الإيطالي، 18 يناير/كانون الثاني 2024
استضافت السعودية مباريات كأس السوبر الإيطالي خلال 2024صورة من: Alfredo Falcone/LaPresse via ZUMA Press/picture alliance

تغيير صورة السعودية النمطية

بيد أن مراقبين يرون أن هناك هدفا وراء هذا الكم الكبير من الإنفاق السخي على تنظيم فعاليات رياضية وفنية وموسيقية في السعودية، ألا وهو محاولة تغيير صورة المملكة النمطية التي رسخت في أذهان وأسماع العالم، خاصة منذ جريمة قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.

وفي هذا السياق، قال علي الدبيسي، رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، إنه "من المعيب أن تكون البرامج الداخلية لأي بلد هدفها يتمثل في نيل الرضا الخارجي عوضا عن التركيز على الحاجات الداخلية التنموية، والواقع المؤسف أن هذا يشكل جانبا من عقلية الحكم في البلاد."

وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف "معادلة تحسين الصورة عالميا لا تخضع لمعايير موضوعية بقدر ما تخضع لمصالح اقتصادية أو جيوسياسية، لذلك ففي الوقت الذي نرى أن سلوك السعودية في ملف حقوق الإنسان يزداد سوءا خلال حكم الملك سلمان وابنه (محمد بن سلمان) منذ 2015، إلا أن هذا الملف يضمر أو يبرز بحسب معادلات المصالح الاقتصادية والجيوسياسية."

ويتوافق حديث الدبيسي مع بيان صدر عن منظمات حقوقية اعتبر التقييم الحقوقي لملف استضافة السعودية لنهائيات كأس العالم 2034 "معيبا" في ضوء استبعاده "الكثير من مجالات حقوق الإنسان مثل حرية الرأي والتعبير والاختفاء القسري وانتهاكات حقوق العمل."

النزال بين الأوكراني أولكسندر أوسيك وتايسون فيوري، 21 ديسمبر/كانون الأول 2024
نظمت السعودية "نزال القرن" بين الأوكراني أولكسندر أوسيك وتايسون فيوريصورة من: Mohammed Saad/Anadolu Agency/picture alliance

نجاعة النزالات الصاخبة

وشهد عام 2024 إقامة أنشطة وحفلات وعروضا صاخبة، من بينها عرض لملابس البحر في أيار/مايو الماضي، وهي فعاليات كانت تُعدّ ضربا من الخيال قبل سنوات قليلة في السعودية.

في هذا السياق، أعلن تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، عن حدث رياضي عالمي جديد ضمن فعاليات موسم الرياض بالتعاون مع عملاق الفنون القتالية "يو إف سي". وسوف تقام سلسلة من النزالات المثيرة الأول من فبراير/شباط المقبل في "أرينا إيه إن بي" في الرياض.

وضمن فعاليات موسم الرياض، يستعد الموسيقار الألماني العالمي هانز زيمر، صاحب موسيقى أفلام شهيرة مثل "الأسد الملك" و"غلادياتور"، لإحياء حفل موسيقي على مسرح "محمد عبده أرينا" يوم 24 كانون الثاني/يناير المقبل.

وبحسب تركي آل الشيخ، فقد حقق موسم الرياض في نسخته الحالية نتائج زيارات مرتفعة، حيث بلغ عدد الزوار حتى الآن أكثر من 8 ملايين زائر.

ومن جانبها، قالت كريستين سميث ديوان، كبيرة الباحثين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن "مشروع الإصلاح السعودي يحتاج إلى تنويع الاقتصاد وجذب العمال الأجانب والسياح. تبرز فعاليات الترفيه مثل موسم الرياض أن هذه هي السعودية الجديدة والأكثر شبابًا وحداثة".

وأضافت في مقابلة مع DW عربية: "نجحت هذه الفعاليات بشكل كبير في جذب السياح من دول الخليج لرؤية التغيرات الاجتماعية بأنفسهم. كما أنها تجذب السعوديين والسعوديات والعائلات لإنفاق المزيد من المال في الداخل. لكن يبقى السؤال ما إذا كانت ستستمر هذه الفعاليات في تحقيق نفس التأثير بمجرد الاعتياد عليها وتصبح مألوفة".

 

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات