السودان الأول عالميا.. عدد قياسي من النازحين داخليا
١٤ مايو ٢٠٢٤ارتفع عدد النازحين داخليا بنسبة 50 بالمئة في السنوات الخمس الأخيرة بحسب ما ورد في التقرير السنوي لـ"مركز رصد النزوح الداخلي"، وهو منظمة غير حكومية. وكان عدد النازحين داخليا 71.1 مليونا في نهاية عام 2022. وخلافا للاجئين الذين يغادرون خارج حدود البلاد، يضطر النازحون داخليا إلى الانتقال من مكان إلى آخر داخل البلد الذي يقيمون فيه.
وفي تقريره العالمي حول النزوح الداخلي، الذي صدر الثلاثاء (14 مايو/أيار 2024) في جنيف، قال المركز إن 68.3 مليون شخص عبر العالم نزحوا بسبب النزاعات والعنف، و7.7 ملايين بسبب الكوارث.
وفي السنوات الخمس الأخيرة، ارتفع عدد النازحين داخليا جراء نزاعات إلى 22,6 مليونا مع زيادة كبيرة خصوصا عامَي 2022 و2023.
ومع 9.1 ملايين نازح داخليا، يضم السودان أكبر عدد من النازحين في بلد واحد منذ بدء تدوين هذه البيانات في 2008 بحسب مركز الرصد. ويقيم نحو نصف النازحين داخليا في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وقالت مديرة مركز رصد النزوح الداخلي ألكسندرا بيلاك: "في السنتين الأخيرتين، رصدنا مستويات جديدة مقلقة من الأشخاص يضطرون إلى الفرار من ديارهم بسبب النزاعات والعنف حتى في مناطق كانت تشهد تحسنا في هذا الميل". وأكدت أن "النزاعات والدمار الذي تخلفه تمنع الملايين من إعادة بناء حياتهم على مدى سنوات احيانا.
وإلى جانب عدد النازحين، يرصد المركز عدد عمليات النزوح الداخلية، أي كل مرة يضطر فيها نازح داخلي إلى الانتقال إلى مكان آخر داخل حدود بلده. فأمر الإجلاء الصادر لبعض أحياء مدينة رفح في جنوب قطاع غزة المهددة بهجوم بري إسرائيلي واسع النطاق، اضطر أشخاصا إلى النزوح للمرة الخامسة أو السادسة بحسب ما أفادت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
والعام الماضي حصلت 46.9 مليون حركة نزوح داخلي قسرية لأفراد، 20,5 مليونا منها جراء النزاعات والعنف و26,4 مليونا جراء كوارث. وتسبب القتال في السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية والأراضي الفلسطينية بحوالي ثلثي عدد النازحين داخليا الجدد جراء النزاعات في عام 2023. ففي قطاع غزة بلغ عدد النازحين داخليا حتى نهاية عام 2023، 1.7 مليون.
وطوال عام 2023، سجلت ستة ملايين حركة نزوح قسري لأفراد جراء العنف في السودان، أي اكثر من السنوات الأربع عشرة الأخيرة مجتمعة. وهذا ثاني أكبر عدد من حركات النزوح الداخلي القسري في سنة، بعد 16.9 مليونا سجلت في أوكرانيا عام 2022.
ومن أصل 26.4 مليون نازح داخليا جراء الكوارث، سجل الثلث في الصين وتركيا بسبب ظواهر جوية قصوى وزلازل عنيفة. وأنشأ المجلس النرويجي للاجئين مركز رصد النزوح الداخلي في عام 1998. وقال رئيس المجلس النروجي لللاجئين يان ايغلاند "لم يسبق أن سجلنا هذا العدد من الأشخاص الذين يضطرون لمغادرة ديارهم ومجتمعاتهم. هذا دليل دامغ على الفشل في الوقاية من النزاعات واحلال السلام". وأضاف "لا يمكن السماح باستمرار غياب الحماية والمساعدة الذي يعانيه الملايين".
ف.ي/ح.ز (د ب ا، رويترز، ا ف ب)