DW عربية تزور بيت محمد عساف فنان غزة
٣ يوليو ٢٠١٣
" لم يَعُد محمد مِلكنا..أصبح مِلك الناس ولم تعد القصة فنية بعد حصوله على لقب أراب أيدول ومش قادر محمد ينام أكثر من خمس ساعات". هكذا بدأت أم شادي والدة الفنان محمد عساف حوارها مع DWعربية في منزلهم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
ما زالت الحياة في منزلهم على طبيعتها من البساطة والتواضع، لكن جموع المهنئين ووكالات الأنباء المحلية والدولية لم تنقطع عن زيارة المنزل. أبو شادي والد الفنان يضيف " محمد واجه مشقة وصعاب كثيرة جدا منذ طفولته حتى وصل ما عليه الآن". مؤكدا لـDWعربية أنه ومحمد حزينان بشده لعدم تمكن الفنان في رحلة عودته لقاء الجماهير المؤلّفة التي انتظرته لحظه دخوله القطاع.
و بسبب التدافع وحالة الإرباك التي واجهت السيارة التي أقلته بداية دخوله من المعبر حدث تدافع مستقبلوه لدرجة شَكلت خطورة على حياته ، ويصف أبو شادي نتيجة ذلك بالقول "ما دعا الشرطة بصعوبة اختراق صفوف الجماهير واتخاذ طرق فرعية للوصول به إلى احد فنادق غزة".
يغنون رغم القوى الرافضة للفن
بدأت مسيرة الغناء مع محمد عندما كان في العاشرة من عُمره، اخذ المَنحى والطابع الوطني المُعبّر عن آلام وطموحات الشعب الفلسطيني، فالتفّت حوله الجماهير خاصة الشباب، ونال شهرة على مستوى محلي حتى بلغ سن الثالثة والعشرين، حيث نال لقب محبوب العرب.
الفنان محمد وبعد يوم من دخوله قطاع غزة تمكن بصعوبة شديدة وبشكل مفاجئ من زيارة منزله للقاء أهله، و سرعان ما بدأت الجماهير تتدفق بشكل مُربك. ونظرا للحالة الأمنية المعقدة ووجود بعض التيارات الإسلامية المتشددة في القطاع وهي تحرّم وتمنع الفنون، فقد اتخذ محمد الحذر ودعمت ذلك السلطات باحتياطات أمنية مُشددة. رغم ذلك، فإن احمد شقيق محمد أعلن انه يمتلك صوتا قويا وجميلا " عمري ثلاثة عشر عاما وصوتي جميل جدا ولى أغنيتان مسجلتان وسأصبح زى محمد".
اللافت أن الفنان محمد عساف استطاع بنجاحه وحسن أدائه توحيد الموقف الفلسطيني تجاهه. وعندما سافر في الأول من شهر يوليو الحالي إلى الضفة الغربية عن طريق عمان ليُحيي حفلاته تقاطر للمشاهدة نحو أربعين ألف موطن من أطياف مختلفة وفق تقديرات منظمي الحفل. أصدقاء وذوو محمد قالوا " جاء هنا الى البيت كافة ممثلو الفصائل والأحزاب الفلسطينية مهنئين.. محمد وحّد الشعب".
مسيرة النجاح تستمر من دبي
الفنان محمد عساف وفق والده ارتبط بعقد احتكار مع شركة راعية لمسابقة أراب أيدول فكان لزاما عليه الإقامة خارج الوطن وفق شروط العقد " بلد الإقامة هي دبي التي بدا فيها بتسجيل أول تايتل غنائي لمسلسل كويتي، فضلا عن الاستعداد لتسجيل البوم غنائي برعاية الفنان الإماراتي راشد الماجد، والإقامة في الخارج تفتح بقوة مجالات تغير واقع غزة المرير".
وننقل هنا قول محمد عساف " أنا ابن قضيه عادلة، سأحاول استثمار أي شيء للمحافظة على مكانتي فانا ابن المخيم واعرف جيدا همومه وهموم شبابه ورسالتي ستكون سامية ستصل إلى قلوب الناس بأسرع وقت من خلال الفن الأصيل".
ألقاب متعددة.. والرئيس عباس يستقبله رسميا
ما إن حصل الفنان محمد عساف على لقب محبوب العرب في مسابقة شارك فيها كثير من الفنانين العرب وامتدت أربعة أشهر، حتى توالت عليه ألقاب ومُسميات. الرئيس محمود عباس منحه لقب "سفير فلسطين للنوايا الحسنة مع كل الامتيازات الدبلوماسية " تقديرا لما اسماها الرئيس "لموهبته الفنية و إبداعه ولالتزامه بقضية وطنه وشعبه".
واستقبله الرئيس عباس رسميا في مقر الرئاسة في الأول من شهر يوليو الجاري، وسَلَمه جواز سفره الدبلوماسي. فيما منح مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" فليبوا غراندي الفنان عساف شهادة سفير الاونروا للشباب، وسلمه إياها في مقر الوكالة بغزة.
في معرض تقييمها لهذا التكريم تقول والده الفنان محمد " سيكون محمد إنشاء الله على قدر هذه المسؤوليات والألقاب الجديدة لان شعبنا ظُلم كثيرا ". ويقاطعنا احد الشباب مستأذنا للحديث إلى والد عساف. بعد الحديث كشف والد عساف أن " المواطن جاء من غزه وهو خريج جامعي منذ سنوات ويريد المساعدة في وظيفة". واعتبرت أم عساف ووالده وأشقائه أن هذا الأمر أصبح اعتياديا " كل شويه ناس بتأتي لنا وتطلب المساعدة لنقل معاناتهم للجهات التنفيذية.الهموم كثيرة والأمر صعب الناس تنتظر منا ومنه المساعدة ونحن ومحمد نحاول بكل جهدنا ".