آلاف اللاجئين السوريين يواجهون مصيرا مجهولا في الأردن
٨ سبتمبر ٢٠١١يعاني اللاجئون السوريون في الأردن من عدة مشاكل فغالبيتهم "هربوا بأجسادهم" تاركين وراءهم أموالهم وبيوتهم، ومطالبهم تنحصر بالاعتراف بهم كلاجئين بحكم عبورهم إلى الأردن. كما يطالبون المجتمع الدولي بالتحرك إنسانيا لوقف "شلال الدم داخل في بلادهم" كما يقولون. دويتشه فيله قابلت البعض من هؤلاء اللاجئين وتقدمهم بأسماء مستعارة بناء على رغبتهم.
ويقول أبو احمد الذي يبلغ من العمر 56 عاما انه من مدينة نوى بمحافظة درعا الحدودية مع الأردن وهرب وأسرته المكونة من خمسة أفراد بعد اقتحام مدينته بمئات الآليات العسكرية. وبعد عمليات التعذيب والاعتقال التي طالته شخصيا قبل أن يخرج بالعفو الذي أعلن بشار الأسد في نهاية حزيران يونيو الماضي.
مشاكل بالجملة
ويضيف أبو احمد انه يخشى على مستقبل أبنائه وأبناء الأسر السورية التي لجأت إلى الأردن وخسارتها لعام دراسي كامل، إذا لم تسمح السلطات الأردنية لأبنائهم بالدخول إلى المدارس الحكومية في ضوء ارتفاع تكاليف المدارس الخاصة في الأردن. وفي هذا الإطار يشير إلى مشكلة أخرى تتعلق بصعوبة العمل في الأردن في ضوء عدم الحصول على تصاريح عمل.
أما أبو صهيب البالغ من العمر 38 عاما فقال لدويتشه فيله انه رغم الراحة النسبية التي وجدوها في الأردن إلا انه تألم كثيرا عندما قال له أطفاله بعد أن شاهدوا تلاميذ الأردن يذهبون إلى مدارسهم مع بداية العام الجديد "يا بابا نريد أن نذهب إلى المدرسة" وطالب بان يتم التعامل مع أبناء السوريين في الأردن كما يعامل اللاجؤون العراقيزن عندما سُمح لهم بالدراسة في المدارس الحكومية الأردنية.
وتابع أبو صهيب انه لجأ مع أسرته إلى الأردن بعد الاعتداءات المروعة التي قامت بها قوات الأمن السورية ومن يوصفون بالشبيحة، "حتى أصبحت كلمة امن تخيف الأطفال السوريين". ويؤكد أنهم منعوا عنهم الخبز والكهرباء والماء وحتى الصلاة في المساجد وأنهم سرقوا بيوتهم وأموالهم فخرجوا إلى الأردن بأجسادهم لا يملكون شيء. ولا تتوقف معاناة اللاجئين السوريين عند هذا الحد فهناك مشكلة الرعاية الصحية وارتفاع تكاليف العلاج في الأردن في ضوء عدم تأمينهم صحيا.
تعتيم على هوية اللاجئين
وأضاف أبو صهيب انه ليس بمقدوره إدخال أبنائه إلى مدارس القطاع الخاص هذا بالإضافة إلى أن تكاليف الحياة في الأردن مرتفعة جدا مقارنة مع سوريا خاصة وان السوريين "خرجوا بأجسادهم تاركين أموالهم" حيث تكفلتهم جمعيات خيرية أردنية. أما أبو خميس الذي يبلغ من العمر 40 عاما فقد طالب في حواره مع دوتشه بان تعترف المنظمات الدولية به وبأسرته وبالأسر التي هربت إلى الأردن كلاجئين كما طالب من المنظمات الدولية بتأمينهم بالرعاية الصحية خاصة وان عددا من اللاجئين السوريين يعانون من الإصابة.
وتقدر بعض الإحصاءات غير الرسمية عدد اللاجئين السوريين في الأردن بنحو ثلاثة ألاف شخص وفي هذا السياق يقول رئيس إحدى الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدة لعدد من هؤلاء اللاجئين زايد غيث إن الجمعية تمكنت من الوصول إلى ثلاثمائة أسرة سورية أفصحت عن نفسها ويشير غيث في حديث مع دوتشه فيله إلى أن متوسط عدد أفراد هذه الأسر هو خمسة أشخاص.
ويوضح غيث وهو رئيس جمعية الكتاب والسنة أن اللاجئين السوريين في الأردن قسمان الأول يقيم عند أقاربه، وهذه الفئة بالعادة لا تطلب المعونة بينما القسم الثاني لا أقارب له ولا معارف وهؤلاء أيضا ينقسمون إلى قسمين. الأول يفصح عن هويته بتحفظ والقسم الثاني يمتلكه الخوف والرعب من الإفصاح وعواقب معرفه السلطات السورية بالهرب إلى الأردن.
صعوبة الحصول على عمل
أما الناشط السوري محمد جمال الجزائري فقال في دويتشه فيله إن اللاجئين السوريين في الأردن يعانون من صعوبة العيش والتنقل وعدم وجود موارد تكفيهم لسد احتياجاتهم الضرورية من السكن المقبول والرعاية الصحية وعدم حصولهم على تصاريح عمل مما يصعّب عملية تكيّفهم مع الوضع. وفيما يتعلق بالمدارس فأوضح أن أطفال اللاجئين السوريين لم يحصلوا على وثائق من البلد الأصل سوريا تثبت السنة الدراسية التي وصلوا إليها.
وشهد الأردن منذ بدء الأزمة السورية أكثر من ثلاثين اعتصاما معظمها أمام السفارة السورية في عمان للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وبطرد السفير السوري في الأردن. ويطالب الجزائري الصحفيين والكتّاب ومنظمات المجتمع المدني في الدول الغربية بالضغط على هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإصدار قرار يسمح بتدخل عسكري سريع ومنطقة حظر جوي آمنة حتى يصل إليها "الفارون من البطش والاعتقال والقتل من الشعب السوري". كما يطالب الدول الغربية كذلك بتقديم المساعدات العينية والطبية والإعلامية لدعم الشعب السوري.
محمد العناسوة / عمان
مراجعة: حسن زنيند