أبرزها حرب القوقاز والأزمة المالية ـ تحديات الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي
١٦ ديسمبر ٢٠٠٨تزامنت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، التي تنتهي بحلول نهاية الشهر الحالي، بعدد من الأحداث السياسية والاقتصادية التي شكلت بعضها تحديات كبيرة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وذلك على غرار الحرب في القوقاز والأزمة المالية العالمية. كما اتسمت الرئاسة بعدد من المشاريع الطموحة التي سعى سيد الأليزية إلى تحقيقها مثل "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي خرج إلى النور، لكن الحكم عليه مازال مبكرا، وكذلك الاتفاق حول خطة أوروبية لحماية المناخ.
الوساطة في الأزمة الجورجية
منذ الأيام الأولى لنشوب الحرب في القوقاز حاول الرئيس الفرنسي وقف رحاها، وأستطاع إقناع القيادة الروسية بوقف إطلاق النار وإيقاف زحف الدبابات الروسية نحو العاصمة الجورجية تبليسي. بيد أن خطة النقاط الخمسة التي نتجت عن الوساطة الفرنسية بين روسيا وجورجيا لم تحظ بالنجاح، ذلك أن صياغة بعض النقاط اعتبرت في نظر بعض المراقبين غير محكمة، لأنها تركت مجالا كبيرا مفتوحا للتفسيرات المتعددة. فعلاوة على أن الاتحاد الأوروبي وقف مكتوف الأيدي أمام إعلان موسكو الاعتراف بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المنفصلتين عن جورجيا، فقد منع المراقبون الأوروبيون من الدخول إلى هذين الإقليمين.
وخلافات بسبب الأزمة المالية
التحدي الأخر الذي واجه الرئاسة الفرنسية تمثل في الأزمة المالية العالمية. ففي الوقت الذي سارعت فيه عدد من دول الاتحاد الأوروبي إلى تبنى خطط لإنعاش اقتصادياتها الوطنية، اقترح ساركوزي إنشاء حكومة اقتصادية في منطقة اليورو. بيد أن هذا الاقتراح لم يلق الإجماع من جانب الدول الأعضاء في التكتل الأوربي، علاوة على أنه مثل نقطة خلاف بين كل من الدول منطقة اليورو، وهي مجموعة الدول الـ 15 التي اعتمدت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، وبين دول أخرى عضوة في الاتحاد الأوروبي، لكنها احتفظت بعملتها الوطنية مثل بريطانيا.
يذكر أن الدول الأعضاء توصلت خلال اجتماع القمة في بروكسيل الأسبوع الماضي إلى اتفاق حول خطة إنعاش اقتصادية تقدر بمائتي مليار يورو، كان الخلاف حول تمويل هذه الخطة ونصيب الدول الأعضاء فيها قد دب في التكتل الأوربي المكون من 27 دولة.
"اتفاق تاريخي" على خطة أوروبية لحماية المناخ
ومن الأمور التي يمكن اعتبارها تقدما في ظل الرئاسة الفرنسية، اتفاق القادة الأوربيون على الالتزام بخطة حماية المناخ التي ألقت الأزمة المالية بظلالها عليها، حيث شكلت المخاوف من الأعباء المالية لحماية المناخ عقبة أمام موافقة بعض الدول عليها. لذلك جاء اتفاق الدول الأوربية مقترنا ببعض الاستثناءات التي حصلت عليها بعض الدول مثل ألمانيا وبولندا. واعتبر ساركوزي خطة حماية المناخ التي تم الاتفاق عليها "حدثاً تاريخياً، فلم تعتمد إي قارة أخرى في العالم ضوابط ملزمة على غرار ما اعتمدناه بالإجماع"
انضمام دول شرق أوروبا ضمن أولويات الرئاسة التشيكية
بداية من شهر يناير القادم تتولى جمهورية التشيك، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي مدتها في العادة ستة أشهر. وتعتزم هذه الجمهورية التي أنظمت عام 2004 إلى التكتل الأوربي، وفقا لوزير خارجيتها كارل شفارتسينبيرغ في مقابلة مع دويتشه فيله، دعم جهود دول البلقان الغربية التي كانت تشكل الاتحاد اليوغسلافي (سابقا (كرواتيا وصربيا والبوسنة والهرسك)، بالإضافة إلى ألبانيا، في سبيل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. كما شدّد شفارتسينبيرغ على أن حكومته تسعى أن تكون "أوروبا بلا حواجز، أوروبا التي لا تنطوي على نفسها و أوروبا التي تواجه كل التحديات". ورجح رئيس الدبلوماسية التشيكية أن تستأثر الأزمة المالية بجزء كبير من جهود بلاده خلال رئاستها للاتحاد الأوربي.