أجهزة الكمبيوتر اللوحية: قفزة تقنية جديدة

أصبح معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية (سي إي إس) في مدينة لاس فيغاس بأمريكا تقليدا سنويا، وهومعرض متخصص في قطاع التكنولوجيا غير التقليدية المتعلقة بالتلفزيونات والحواسب والأدوات الإلكترونية، مثلاً فيما يتعلق بالصّوَر ثلاثية الأبعاد والتي بدأت العام الماضي تشهد ثورة بالفعل بإعلان مديري شركات التكنولوجيا الكبرى. إنها ابتكار كبير بالنسبة لسوق التلفزيون وشاشات الحواسب، ما يمهد لأن يصبح لكل شخص نظارة ثلاثية الأبعاد يستخدمها في بيته. أما عالم الحواسب اللوحية فقد بدأ بالفعل يشهد قفزة نوعية فيما يتعلق بالسرعة وبقوة الأداء.

80 نموذجا جديدا من الحواسب اللوحية

حظي الكمبيوتر اللوحيّ "آي باد" بشعبية كبيرة، وهو حاسوب لا يحتاج إلى لوحة مفاتيح خارجية، وقدمه ستيف جوبز رئيس شركة الكمبيوتر "أبل" إلى العالم. وبلغت شعبيته درجة لم يعد من الضروري معها أن يعرض ستيف جوبز جهاز "آي باد" في معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية في لاس فيغاس. فقد استقطب هذا الحاسب اللوحيّ، ذو الشاشة الحساسة للمس، قاعدة جماهيرية كبيرة رغم أنه كان قد تم اختراعه قبل عشر سنوات. لكن في ذلك الوقت لم يكن الكثيرون يعرف عنه الكثير.

ورغم ذلك فإن "آي باد" موجود في معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية في لاس فيغاس الذي افتتح هذه السنة بتاريخ 6/1/2011 واستمر أربعة أيام وحضره 125000 زائرا. فرمز شركة "أبل" أصبح يجتذب الكثيرين من الناس. ومن المتوقع أن تـُعرض 100 مليون نسخة من الحاسب اللوحي "آي باد" حتى عام 2013 في المحالّ التجارية. غير أن شركات أخرى تدخل مضمار المنافسة في تصنيع الحواسب اللوحية كشركات آسوس و موتورولا و لينوفوو توشيبا و سامسونج، والتي ساهمت في عرض نحو 80 نموذجا مختلفا من فئة الحواسب اللوحية، كالهواتف والحواسب المحمولة، في معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية في لاس فيغاس.

مُعالـِـجات حاسوبية جديدة

ما أثار اهتمام منتجي تجهيزات الحاسب ومطوري البرمجيات في هذا المعرض هو ظهور تقنية جيل جديد من المعالجات الحاسوبية والتي ستقود إلى إنتاج أجهزة محمولة تتمتع بقوة أداء أكبر في الربع الأول من هذا العام 2011 ، وقد تم إعلان هذه القفزة التقنية الجديدة من قِبَل شركتـَيْ : إنتل وأيه إم دي، اللتين تعتبران أكبر مــُـصنـِّع للمعالجات الحاسوبية في العالم. التقنية الجديدة تجمع ما بين وحدة المعالجة الحاسوبية المركزية وكارت الشاشة، اللذين كانا منفصلين في الأجيال السابقة. كارت الشاشة أصبح عبارة عن رقاقة غرافيك مدمجة في المعالج الحاسوبي. وتسمي شركة "أيه إم دي" رقاقتها الجديدة "فيوجـِن"، أما شركة إنتل فتسميها "ساندي بريدج". ومن شأن هاتين الرقاقتين أن تجعلا الحواسب النقــّالة أكثر سرعة ً وأقوى أداءً، وخصوصا فيما يتعلق بعرض الرسومات والصور وأفلام الفيديو.

وفي اتجاه زيادة سرعة أداء الكمبيوترات المحمولة فإنه سيتم استبدال محركات الأقراص الدوّارة، المستخدمة في تحزين المعلومات، بذاكرة فلاش مهمتها تخزين البيانات، وتسمى أيضا برقاقات الحالة الصلبة "إس إس دي"، وهي مماثلة للـ"يو إس بي" المعروفة. وهذا يجعل الحواسب المحمولة أقل عرضة للصدمات ويُـقـلـِّـل بشكل كبير من أوقات وصول البرمجيات إلى البيانات. والعيب الوحيد لذاكرة الفلاش هذه هو غلاء ثمنها، فسعرها أغلى 20 مرة من تكلفة محركات الأقراص الصلبة العادية. ومع ذلك، يعتقد إيلي الحريري، المؤسس المشارك لتقنية الفلاش أن رقاقات الحالة الصلبة "إس إس دي" ستدخل بعد ثلاث سنوات فقط مضمار المنافسة في السوق مع الأقراص الدوّارة التقليدية. فزيادة الطلب على الفلاش سيدفع بشركات التصنيع الكبرى إلى زيادة إنتاجها.

وبذلك أصبح معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس بأمريكا مثيرا للاهتمام بعد أن عانى لسنوات من انخفاض اهتمام الجماهير ومن غياب بعض الأسماء الكبيرة في عالم التقنية.

رولف فينكيل / علي المخلافي

مراجعة: هبة الله إسماعيل