أحداث فرنسا تلقي بظلالها على المشهد السياسي والإعلامي الألماني
تخشى وسائل الإعلام وصناع القرار السياسي في ألمانيا من أمكانية انتقال احداث الشغب والعنف في فرنسا الى الشوارع والمدن الألمانية، وتتجه الأنظار الى الجاليات المسلمة التي تعيش فيها وفي مقدمتها الجالية التركية على اعتبار أنها الأكثر عددا. تُرى ما هي اذن خلفية هذا السجال السياسي والإعلامي؟ وهل لهذه الأحداث علاقة بالدين؟
السجال الإعلامي والسياسي
وجدت احداث فرنسا صدى كبيرا لها عند الإعلاميين والسياسيين الألمان. وهكذا تساءلت عدة صحف حول امكانية انتقال عدواها الى ألمانيا بعد إحراق ثمان سيارات في مدينتي برلين وبريمن، مجلة دير شبيغل مثلا تناولت الموضوع وان كان من زاوية اخرى تتعلق بسياسة الاندماج. كما ذيلت ملفها الصحفي بخريطة تبين فيها كيف يعيش عدد من المسلمين في فرنسا وبريطانيا واسبانيا وهولندا. اما الوجه الإعلامي المعروف اولريش فيكرت فصرح في احدى الحوارات أن " فرنسا اهملت مبدأ الأخوة، احد مباديء ثورتها الشهيرة"، وأضاف ان فرنسا بسياستها السكنية المبنية على اقامة مباني عالية خارج المدن تتسع الى عشرات الآلاف من السكان واهمالها لهم كان السبب وراء الاحداث التي تعيشها اليوم. وبدورهم السياسيون ساهموا في هذا السجال ولو بشكل مختلف عن زملائهم في فرنسا. وفي هذا الإطار طالب وزير داخلية ولاية بافاريا بيكشتاين بضرورة تقوية الجهود لتسيهل عملية الاندماج.
هل للدين علاقة بالأحداث
على الرغم من أن غالبية الشبان الذين هم وراء الأحداث من اصول مسلمة، الا أنه لا يمكن اعتبار العامل الديني مسبباً لها. ويخالف هذا الرأي تصريحات ساركوزي وزير الداخلية الفرنسي الذي اتهم فيها جهات اسلامية متطرفة بضلوعها في الأحداث. وقد وصف دانيال كون بينديت عضو البرلمان الاوروبي هذه التصريحات بأنها محاولة للتغطية على تصريحاته الأولى المهينة للكرامة الإنسانية. وترى غالبية المراقبين ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي لهؤلاء الشباب يشكل السبب الأساسي في تزايد عدد المشاغبين بينهم.
ما العمل لتفادي مثل هذه الأحداث
اجمع الإعلاميون والسياسيون في ألمانيا على أن الحل يكمن في اعادة النظر بسياسة التعليم والتكوين المستمر وتكثيف الجهود الرامية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص امام الجميع، هذا بالإضافة الى مضاعفة الجهود من أجل اتباع سياسة اندماج واضحة تتحمل فيها الدولة الشطر الأكبر من خلال توفير البنى الأساسية. وإضافة إلى سعي الأقليات للاندماج لا بد كذلك من اهتمام الجميع من دولة وسلطات ومجتمعات بهذه الأقليات وليس اعتبارهم حثالة المجتمع كما فعل وزير الداخلية الفرنسي ساركوزي، وهنا يرى الإعلامي بيتر فيليب أن هذا النوع من التصريحات في ألمانيا، قد يدفع بصاحبها للاستقالة.
محمد مسعاد