"أنا في أوروبا وأعيش في أمان، لكني غير قادر على الهروب من الحرب التي ترافقني كل يوم على هاتفي المحمول." أمجد وعمر وزينة وشاهيناز وصلوا إلى مدينة مونستر وساربروكن وآرڤايلر ولوزان؛ لكنهم ما زالوا يعيشون أجواء الحرب في بلادهم وذلك من خلال الصور والأخبار التي تصلهم من الأصدقاء والأقارب. أخبار عن قصف إدلب، أو عن محاولات الهروب، أو من داخل السجن، أو عن الحياة اليومية في منطقة تسيطر عليها داعش. هذه ليست صور مجهولة المصدر، نطالعها على شاشات التلفزيون، بل تقارير شخصية جدا عن أشخاص لهم أسماء ووجوه ومصائر مرتبطة بها. الفيديوهات التي تصلهم ليست احترافية، فهي مهزوزة وغير واضحة ومشوشة؛ لكنها تنقل الحقيقة وتقرب المشاهد من الحياة اليومية لهذه الحرب ومن الحرب الشخصية لمرسليها. هذه الأخبار والفيديوهات تعكر الأمان الذي يعيشه الأربعة في أوروبا. وبدلا من تركيزهم على واقعهم الجديد، تشتت هذه الفيديوهات أفكارهم بين الأماكن الخلابة التي وصلوا إليها والأخبار القادمة من بلادهم. على ضفاف بحيرة جنيف الخلابة أو في مدينة مونستر الهادئة، تصلهم فيديوهات عن هجمات بالقنابل أو من أحد السجون. أو أخرى بمواد دعائية لداعش. وفجأة، يرون أمامهم كيف أن الحرب قريبة جدا ولها صوت وصورة. هذه الصور والأخبار تحرك المشاعر لأنها قريبة جدا من الأحداث. إنها صور حرب في عصر الرقمنة، وفيلم عن زمن تصبح فيه الأحداث الواقعية البعيدة حاضرة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة. فيلم يقربك من وجع هذه الحرب.