"أرتوس" كلب ذكي يفضح سجناء ساكسونيا الألمانية
٢٢ فبراير ٢٠١٩رغم منظره المرعب إلا أن أرتوس لا يرغب في الحقيقة إلا اللعب بكرته الحمراء الصغيرة، لكنه يعلم أنه لا يحصل عليه إلا حين يجد في البحث عن الهواتف المحمولة المخبأة. لكن هذا بالذات ما يجعل كلب الراعي البلجيكي رعباً حقيقياً للكثير من نزلاء السجون في ألمانيا منذ ست سنوات، حين أرشد حراس السجن للمرة الأولى إلى هاتف محمول مهرب.
وبعد هذه السنوات الست حقق أرتوس نجاحات كبيرة في مجال عمله، وهو البحث عن الهواتف المحمولة المهربة إلى داخل الزنزانات في السجون الألمانية، كما تقول صحيفة "بيلد" الألمانية.
وفي عمله اليومي يتنقل أرتوس بين زنزانات سجون كامنتيس وتسفيكاو ومدن أخرى في ولاية ساكسونيا الواقعة في شرق ألمانيا.
لكن أرتوس يدين بصقل مهارته في العثور على الهواتف المحمولة إلى يورغ زيبرت، الذي يعمل مسؤولاً في سجن تسايتهاين. ويقول عن أهمية عمل الكلب الماهر: "تمثل الهواتف المحمولة مشكلة متزايدة في السجون". وتعلم أرتوس تمييز مادة الليثيوم الموجودة في بطاريات هذه الهواتف، والختم الذهبي على الشريحة داخله.
أمام مكتبة السجن يضع زيبرت طوق البحث حول عنق أرتوس، فيعلم الأخير على الفور هذه الإشار: بدأ صيد الهواتف المهربة. وبحماسة كبيرة يبدأ الكلب بشم رفوف المكتبة. "خلال البحث ترتفع درجة حرارة جسمه درجة أو درجتين. تعتريه حمى خفيفة عند البحث".
ومن دون نباح يشير أرتوس ببوزه فجأة إلى أحد الكتب. وبالفعل يجد المدرب أحد الهواتف النقالة خلفه، فيما يهز الكلب بذيله دلالة على السعادة بمكافأته بالكرة الحمراء الصغيرة.
وتنقل الصحيفة الألمانية عن زيبرت قوله: "يزداد حجم الهواتف المحمولة صغراً. يقوم السجناء بتفكيكها وتخبأة الأجزاء في أماكن متفرقة. لكن أرتوس ينجح في العثور عليها رغم ذلك"، سواء كانت مخبأة في الخبز أو مسحوق الغسيل أو أكياس الاسمنت. ومنذ عام 2013 نجح الكلب أرتوس بالعثور على 125 هاتفاً. وبذلك يكون أرتوس قد وفر على إداراة السجن الكثير من الوقت والكوادر البشرية للقيام بهذه المهمة.
لكن تقاعد أرتوس بات يلوح في الأفق بعد أن بلغ التاسعة من العمر. في هذا السياق يقول زيبرت: "هذا العام سنجري الفحص مرة أخرى، ما يزال أمامه عام في الخدمة".
ورغم ذلك فإن زيبرت لا ينوي التخلي عن رفيقه بعد تقاعده، إذ سيستمر في العناية به، إذ تعد شرطة ساكسونيا الوحيدة في ألمانيا التي تواصل رعاية كلاب التفتيش بعد تقاعدها.
ع.غ/ ع.ج.م