أزمة أوكرانيا.. اتصالات "الفرصة الأخيرة" وسط تصعيد متواصل
٢٠ فبراير ٢٠٢٢يجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد (20 شباط/ فبراير 2022) محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فيما دعت كييف حلفاءها الغربيين إلى وقف "سياسة المهادنة" حيال موسكو المتهمة بالتحضير لشنّ هجوم على أوكرانيا بعد حشدها لـ 150 ألف جندي على الحدود الشرقية لهذا البلد.
وبعد اللقاء بين ماكرون وبوتين في السابع من شباط/ فبراير الجاري بموسكو، تشكل المحادثات المقررة بينهما الأحد "آخر جهود ممكنة وضرورية لتفادي نزاع كبير في أوكرانيا"، بحسب قصر الإليزيه. يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه الولايات المتحدة وبريطانيا أن هجوماً روسياً على أوكرانيا قد يحدث "في أي وقت".
الناتو يرجح "هجوماً واسع النطاق"
أما حلف شمال الأطلسي "ناتو" فيتوقع "هجوماً واسع النطاق" كما جاء على لسان ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف في حوار مع القناة الأولى الألمانية (إيه آر دي) السبت، مشدداً على أن "كل المؤشرات تدل على أن روسيا تخطط لشنّ هجوم واسع النطاق على أوكرانيا".
وتابع ستولتنبرغ الذي يحل حالياً ضيفاً على مؤتمر ميونيخ للأمن، عن استمرار الانتشار العسكري الروسي، وأن موسكو "لم تسحب أي جندي كما تقول روسيا، بل يتم إضافة قوات جديدة"، في محاولة "لخلق ذريعة لشن هجوم".
في المقابل، ينفي الكرملين أي نية في مهاجمة أوكرانيا، ويطالب بـ "ضمانات أمنية" كشرط لخفض التصعيد، أبرزها انسحاب الحلف الأطلسي من أوروبا الشرقية وعدم توسيع الحلف ولا سيما لضم أوكرانيا، وهي مطالب اعتبرها الغربيون غير مقبولة.
التمسك بالحل السياسي
على ضوء ذلك نقل حلف شمال الأطلسي موظّفيه الموجودين في أوكرانيا من العاصمة كييف إلى مدينة لافيف في غرب البلاد، وإلى بروكسل حيث مقرّه، لضمان سلامتهم، وفقاً لما أعلن عنه مسؤول في الحلف لوكالة فرانس برس الأحد.
ولم يُكشف عن عدد الموظفين المتبقيين في كييف، لكن الناتو أكد أنه ما زال يعمل من هناك. ومنذ نهاية تسعينات القرن المنصرم، للناتو مكتبان في كييف: مكتب اتصال ومركز للمعلومات والتوثيق.
وسبق لستولتنبرغ التأكيد على أن الحلف لن ينشر قوات في أوكرانيا للدفاع عنها ضد هجوم روسي محتمل. وعلى الرغم من التهديد بالتصعيد ما يزال الناتو متمسكاً بحل سياسي للصراع.
وعندما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مزيد من الصدق بشأن عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي، أجاب ستولتنبرغ أنه في الوقت الحالي لا يتعلق الأمر بعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي بقدر ما يتعلق "بما إذا كنا نقبل أن قوة عظمى مثل روسيا تحاول أن تملي على دولة أخرى ما تستطيع وما لا تستطيع فعله - بالقوة"، كما قال ستولتنبرغ.
تصعيد ميداني متواصل
ميدانياً، أبلغ طرفا الصراع في المنطقة المتنازع عليها في شرق أوكرانيا عن انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار اليوم الأحد. وقال الانفصاليون المدعومون من روسيا في منطقتي لوهانسك ودونيتسك إن قرى تعرضت للقصف عدة مرات منذ منتصف الليل. كما سجل الجيش الأوكراني عدة انتهاكات لوقف إطلاق النار في الصباح. ويصعب على أي جهة التحقق من البيانات بشكل مستقل.
وفي روسيا، أعلنت منطقة روستوف المحاذية لأوكرانيا حال الطوارئ تحسباً لتدفق لاجئين قادمين من المناطق الانفصالية. وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن الانفصاليين، تم إجلاء أكثر من 22 ألف شخص إلى روسيا، وهو عدد ضئيل بالنسبة إلى هذه المناطق التي يسكنها مئات آلاف الأشخاص.
خطة معلنة
وقال الانفصاليون في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد يوم السبت إنهم اكتشفوا خطة "لتطهير" المنطقة الموالية لروسيا من الناطقين بالروسية في إطار عملية تستمر خمسة أيام للسيطرة على المنطقة بالقوة.
وفي مقابلة التي بُثت على القناة التلفزيونية الحكومية الأولى الروسية، ذكر رجل - قال الانفصاليون إنهم احتجزوه في مدينة دونيتسك - أنه ساعد أوكرانيا في تفجير سيارة جيب تابعة لقائد انفصالي الليلة السابقة وأنه قام بتهريب أسلحة ومتفجرات.
وقال المحتجز: "تم تجنيدي في 2018"، مضيفاً أن الشخص الذي تولى تدريبه طلب منه الابتعاد عن المباني السكنية الشاهقة في مدينة دونيتسك لأن المدفعية ستستهدفها وأنه سيعرض نفسه للخطر.
ورفضت السلطات في العاصمة الأوكرانية بسرعة الخطة المزعومة باعتبارها مزيفة وتجاهلت مزاعم التجسس في الماضي، بيد أن مثل هذه التقارير تعزز مخاوف كييف والغرب من افتعال عملية وهمية في شرق أوكرانيا واستخدام روسيا لها كذريعة لشن هجوم.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب)