أزمة اللاجئين ـ ميركل تطلب من بوتين التدخل لدى بيلاروسيا
١٠ نوفمبر ٢٠٢١
قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الأربعاء (10/11/2021) في برلين إنه خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم شددت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل على أن " استغلال المهاجرين كأداة " ضد الاتحاد الأوروبي من قبل رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو أمر "غير إنساني وغير مقبول"، مضيفا أن ميركل طلبت من بوتين "التأثير على النظام في مينسك"، الذي يتهمه الاتحاد الأوروبي بجلب مهاجرين عمدا إلى البلاد من أجل نقلهم بعد ذلك إلى الحدود مع بولندا للسفر إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، أعلن الكرملين في موسكو أن بوتين اقترح أن يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر مع القيادة في بيلاروسيا لإيجاد حل. وأضاف الكرملين أن ميركل نفسها أخذت زمام المبادرة لإجراء المحادثة.
ونفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اتهامات بأن لروسيا أي علاقة بهذا النزاع، واصفا الاتهامات بأنها "غير لائقة على الإطلاق"، مؤكدا في الوقت نفسه أن روسيا تدعم الدولة الشقيقة في مواجهتها مع الغرب. وكانت بولندا قد حملت بوتين الحليف الرئيسي لمينسك مسؤولية عن الأزمة.
وضع "مريع" عند الحدود البولندية
إلى ذلك تحدث مسؤولون بولنديون عن أن أفرادا من قوات الأمن البيلاروسي أطلقوا النيران من أسلحتهم، في محاولة على ما يبدو لإخافة المهاجرين المتكدسين. وأصدرت وزارة الدفاع البولندية مقطعا مصورا من ست ثوان على تويتر كان يمكن السماع فيها دوي طلقة نارية تلاها صراخ. وقالت أيضا إن المسؤولين البيلاروس يمارسون العنف ضد المهاجرين.
وترفض بولندا السماح للمهاجرين بدخول أراضيها وأرسلت مئات الجنود كتعزيزات إلى الحدود في الأسابيع القليلة الماضية، فضلا عن إقامة سياج من الأسلاك الشائكة، في محاولة لوقف أي محاولات من جانب المهاجرين لاختراق الحدود. وطالب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الثلاثاء بالسماح لهم بدخول بولندا، وقال في مقابلة إنهم يريدون أساسا الاستقرار في ألمانيا وليس في بولندا.
وخلال الفوضى عند الحدود، تمكن عشرات الأشخاص من تدمير أسوار قريبة من قريتي كرينكي وبيالويزا وعبور الحدود، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء البولندية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء نقلا عن محطة بياليستوك الإذاعية المحلية. ونقلت الإذاعة عن متحدثة باسم قوة الحدود قولها إنه في كلتا الحالتين تم هدم الأسوار والحواجز بعنف. وقالت إنه تم إعادة بعض المهاجرين إلى بيلاروسيا، بينما تمكن آخرون من الفرار. وكان هناك مئات الأشخاص على الجانب البيلاروسي.
إلى ذلك اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشلي، في بيان، "أنه لأمر مريع أن تتواجد أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين لا يزالون متروكين في وضع يائس مع درجات حرارة تقارب الصفر على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا". وطالبت "الدول المعنية باتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد وحل هذا الوضع غير المقبول".
ولقي عشرة مهاجرين على الأقل مصرعهم في المنطقة منذ بداية الأزمة بينهم سبعة على الجانب البولندي من الحدود، حسب صحيفة غازيتا فيبورتشا اليومية البولندية.
منسك تنفي الاتهامات الأوروبية
ويتهم الاتحاد الأوروبي مينسك بمساعدة المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الحدود الخارجية للتكتل في بولندا ولاتفيا وليتوانيا ردا على العقوبات الغربية المفروضة على بيلاروسيا بسبب "القمع السياسي". وينفي لوكاشينكو أن يكون قد تعمد استقدام أشخاص من دول تشهد أزمات مثل سوريا وأفغانستان وليبيا والعراق ثم نقلهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي.
من جانبه اتهم وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي اليوم الغرب بافتعال أزمة الهجرة على الحدود البولندية لفرض عقوبات جديدة على مينسك. وقال ماكي خلال لقاء مع نظيره الروسي "في ضوء الجولة الخامسة من العقوبات التي يتحدثون عنها في الغرب، الذريعة المستخدمة هذه المرة هي أزمة الهجرة التي افتعلها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه التي تتشارك حدودا مع بيلاروسيا" داعيا إلى "رد مشترك" مع موسكو على "الأعمال غير الودية" التي تستهدف بلاده.
ويخطط الاتحاد الأوروبي حاليا لفرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا ، تستهدف بشكل رئيسي شركة الطيران الحكومية بيلافيا بدعوى نقلها مهاجرين إلى بيلاروسيا.
ع.ج.م/إ.ف (د ب أ، أ ف ب)