أستاذ الفيزياء وزعيم الإسلاميين يصبح رئيسا للحكومة في المغرب
٢٩ نوفمبر ٢٠١١عين العاهل المغربي محمد السادس الثلاثاء (29 تشرين الثاني/نوفمبر 2011) عبد الإله بنكيران زعيم حزب العدالة والتنمية (إسلامي معتدل) الفائز في الانتخابات التشريعية، رئيسا للوزراء، بحسب ما أعلن مصدر رسمي. واستقبل بنكيران في ميدلت (وسط البلاد) من قبل الملك المغربي الذي عينه رئيسا للوزراء(الوزير الأول في المغرب)، بحسب بيان للقصر الملكي. وأوضح صحافي في مدليت لوكالة فرانس برس أن بنكيران أدى اليمين أمام العاهل المغربي.
تحت إشراف الملك
وحصل حزب العدالة والتنمية على 107 مقاعد في الانتخابات التشريعية المبكرة التي نظمت في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، من 395 مقعدا. وسيتولى للمرة الأولى قيادة حكومة ائتلاف تحت إشراف الملك كما هو العرف في المملكة المغربية. ونص الدستور الجديد الذي كان اقترحه الملك محمد السادس وتم تبنيه في استفتاء في تموز/يوليو على أن يعين الملك رئيس الوزراء من الحزب الذي يحصل على أفضل نتيجة في الانتخابات التشريعية. وللمرة الأولى في المغرب، سيكون رئيس الوزراء إسلاميا معتدلا بعد الفوز الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر. وسيشرف الملك عن كثب على الحكومة طبقا لما ينص عليه الدستور.
من هو بنكيران؟
وعبد الإله بنكيران هو أستاذ لمادة الفيزياء. وقد "ولد يوم 2 أبريل 1954 بحي العكاري الشعبي بالعاصمة الرباط، بدأت منذ انتمائه إلى تنظيم الشبيبة الإسلامية السري بقيادة عبد الكريم مطيع اللاجئ في لبييا إلى اليوم، وهو تنظيم اعتبر من أشد التنظيمات الإسلامية راديكالية في المغرب في سبعينيات القرن الماضي".
وحسب موقع "لكم" الالكتروني المغربي، فقد صعد نجم كيران سريعا ليصبح الرجل الثاني في التنظيم. ولم يطل الأمر حتى يقرر الانفصال عن التنظيم "ويؤسس "جمعية الجماعة الإسلامية" برفقة أسماء أخرى كسعد الدين العثماني ومحمد يتيم وآخرين، بعد تجربة اعتقال قضاها بن كيران أواسط السبعينيات وسجن خلالها مع رفاقه بتهمة الانتماء إلى جماعة محظورة".
استنادا للموقع الالكتروني المغربي:"قرر بن كيران مع قيادات الجمعية الخروج إلى العمل العلني، بعد حملة الاعتقالات التي استغلت فيها مصالح الدولة الطابع السري للجمعية لضربها". واختير اسم "حركة الإصلاح والتجديد"، التي أسست أواخر الثمانينيات و"تبنت أفكارا أكثر اعتدالا تجاه النظام الملكي وإمارة المؤمنين، لتستقطب مناصرين وأعضاء جدد ولتشرع في حوار مع مكونات إسلامية أخرى بغية توحيد الصفوف".
وفي نهاية ثمانينات القرن الماضي كان بنكيران من بين مجموعة من 400 ناشط ارادوا تاسيس حزب اسلامي "معتدل" قانوني. وبداوا القطع مع الايديولوجيا الاسلامية الثورية والتنديد باللجوء الى العنف ويقرون بالطابع الديني للمملكة.غير ان السلطات رفضت منح ترخيص للحزب. وفي 1997 قرروا الانضمام الى حزب صغير اسسه وقاده زعيم وطني مقرب من البلاط هو الحركة الشعبية الديمقراطية الدستورية بقيادة عبد الكريم الخطيب. وشارك الحزب في العام ذاته في الانتخابات التشريعية وحصل على تسعة مقاعد بينها مقعد لبنكيران الذي انتخب في سلا قرب الرباط.
وبعد عام تغيرت تسمية الحزب ليصبح حزب العدالة والتنمية وبقي الخطيب على رأسه. وفي 2004 حل محله سعد الدين عثماني وفي تموز/يوليو 2008 اصبح بنكيران امينا عاما للحزب. وعبر منبر البرلمان مارس الحزب المعارضة القانونية مشاركا في ادماج حزب العدالة والتنمية في النظام السياسي.
ويوصف الرجل الذي عينه العاهل المغربي رئيسا للوزراء احيانا بانه رجل سياسة "يجد صعوبة في التحكم بردود فعله وقياس كلماته"، بحسب قيادي في الحزب. وفاجأت تصريحات له عن اللائكية واللغة البربرية والمثلية الكثيرين خصوصا من التيارات الليبرالية واللائكية. وبنكيران يرى ان "اللائكية على الطريقة الفرنسية مفهوم خطر على المغرب". وفي 2010 دعا الى الغاء حفل للمغني البريطاني التون جون لانه يرى انه "يشجع المثلية في المغرب". غير انه كثف في الآونة الاخيرة تصريحاته "المطمئنة" واكد "لن نفرض الشريعة".
(ع.خ/ا.ف.ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي