أطول إضراب لسائقي القطارات في ألمانيا يهدد بشل حركة البلاد!
٢٣ يناير ٢٠٢٤ينفّذ سائقو القطارات في ألمانيا أطول إضراب لهم مع توقف عن العمل لستة أيام هذا الأسبوع، كما أعلنت نقابتهم الإثنين (22 كانون الثاني/يناير 2024) في تصعيد للخلاف مع شركة السكك الحديدية الوطنية (دويتشه بان) بشأن الأجور وساعات العمل.
ومن المقرر أن يبدأ الإضراب الأربعاء الساعة 2,00 صباحًا (01,00 ت غ) ويستمر حتى الإثنين الساعة 17,00 ت غ. وبالنسبة لخدمة الشحن من المقرر أن يبدأ الثلاثاء الساعة 17,00 ت غ بحسب بيان لنقابة سائقي القطارات "غي دي إل" (GDL) صدر يوم الإثنين.
وسيكون ذلك رابع إضراب لنقابة سائقي القطارات في الأشهر القليلة الماضية بهدف الدفع بمطالبها لرفع الأجور في مواجهة التضخم، ولخفض ساعات العمل أسبوعيًا من 38 إلى 35 ساعة بدون المساس بالرواتب. وتسبب إضراب لثلاثة أيام في وقت سابق هذا الشهر بفوضى لآلاف المسافرين، مع توقف 80 بالمئة من قطارات المسافات البعيدة. وقالت النقابة إنها قررت الدعوة لإضراب جديد لأن دويتشه بان لم تظهر "أي مؤشر إلى استعدادها للتوصل لاتفاق" مع "ثالث عرض محسّن مفترض".
واتهمت دويتشه بان النقابة بـ"التصرف بشكل غير مسؤول على الإطلاق"، وقالت إن الاضراب الجديد سيكون الأطول في تاريخها وسيحطم رقمًا قياسيًا سجل في أيار/مايو 2015 دعت إليه النقابة واستمر قرابة خمسة أيام. وانتقدت الشركة بشدة الدعوة الجديدة للإضراب، وقالت إنها عرضت زيادة في الأجور بنسبة تصل الى 13 بالمئة، إضافة إلى خيار خفض ساعات العمل بواقع ساعة أسبوعيًا اعتبارًا من 2026.
وقال متحدث إن "نقابة سائقي القطارات تصعّد النزاع"، وأضاف "أي جهة لا تأتي إلى طاولة المفاوضات مع عرض جديد يصل إلى 13 بالمئة واحتمال العمل37 أسبوعيًا بالراتب نفسه، تتصرف بلا مسؤولية على الإطلاق".
وأوضحت الشركة أنها تتوقع أن يترك إضراب هذا الأسبوع "أثرًا كبيرًا" على شبكات النقل بالسكك الحديد الألمانية. وقالت في بيان إن الركاب الذين حجزوا للسفر خلال فترة الإضراب سيكون لديهم خيار تقديم رحلاتهم أو تأخيرها. في الوقت نفسه، من المرجح أن توجه الاضطرابات في حركة الشحن ضربة أخرى للاقتصاد الألماني المتعثر، الذي يواجه أساسًا صعوبات في سلسلة التوريد نتيجة تأخير الشحن بسبب التوترات في البحر الأحمر.
وانتقد وزير النقل الألماني فولكر فيسينغ إعلان الإضراب الأخير من قبل نقابة "جي دي ال". وقال إنه لا يفهم "على الإطلاق هذا النوع من المساومة الجماعية"، منددًا بالطبيعة "المدمرة بشكل متزايد" للمحادثات بين "جي دي ال" وشركة دويتشه بان. وأضاف فيسينغ للقناة الألمانية الثانية (ZDF) أن رئيس نقابة سائقي القطارات كلاوس فيسلسكي "لا يقدم أي خدمة لنفسه أو لنقابته عبر هذا الأسلوب".
من جهته قال فيسلسكي إن النقابة لن تعود إلى طاولة المفاوضات إلا بعد موافقة دويتشه بان على مناقشة "كل النقاط التي نطالب بها" وخصوصًا "الخفض الإلزامي لساعات العمل الأسبوعية". وأضاف في مؤتمر صحفي أن العمل 35 ساعة أسبوعيًا مع زيادة الأجر ضروري لجعل وظيفة سائق القطار "أكثر جاذبية" للشباب ومعالجة النقص المستمر في العمال المتمرسين.
العام الماضي برز خلاف بين دويتشه بان ونقابة عمال السكك الحديد (إي في جي) التي تمثل 180 ألفًا من موظفي القطاع غير السائقين، وتم التوصل لاتفاق في أواخر آب/أغسطس.
يأتي هذا الاضراب في وقت يواجه الاقتصاد الالماني تعثرًا مع تراجع النمو العام الماضي بنسبة كبيرة عن متوسط الاتحاد الأوروبي والذي من المتوقع أن يسجل نسبة تبلغ 0,6 بالمئة في العام 2023، وفقًا لأحدث توقعات صادرة عن المفوضية الأوروبية، مع ارتفاع النمو بشكل ملحوظ في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. كذلك حلت المانيا خلف دول صناعية كبرى أخرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن يُتوقع أن يبدأ اقتصادها بالتعافي في العام 2024.
م.ع.ح/ع.ش (د ب أ، أ ف ب)