أفغانستان- تعليق الرحلات في مطار قندهار بعد قصف طالبان
١ أغسطس ٢٠٢١قال متحدث باسم حركة طالبان إن مقاتلي الحركة ضربوا مطار قندهار في جنوب أفغانستان بثلاثة صواريخ على الأقل خلال الليل، مضيفا أن الهدف هو إحباط ضربات جوية تشنها قوات الحكومة الأفغانية.
وقال ذبيح الله مجاهد لرويترز: "استهدفنا مطار قندهار لأن العدو يستخدمه مركزاً لشن ضربات جوية علينا". بالمقابل ذكر مسؤولون أفغان أن الهجمات الصاروخية أجبرت السلطات على تعليق الرحلات وأن المدرج قد تضرر جزئياً. وأضاف المسؤولون أنه لم ترد بعد تقارير عن سقوط مصابين.
وقال رئيس مطار قندهار مسعود باشتون "أطلقت ثلاثة صواريخ الليلة الماضية على المطار أصاب اثنان منها المدرج (...) ونتيجة لذلك ألغيت كل الرحلات من المطار وإليه"، وهو ما أكده مسؤول في الطيران المدني في كابول.
قتال على جبهات متعددة
في وقت تدور معارك بين عناصر طالبان والقوات الأفغانية منذ أسابيع عدة في محيط المدينة الواقعة في جنوب أفغانستان، وذلك في إطار تحركات هجمات عسكرية مكثفة تقوم بها حركة طالبان منذ ثلاثة أشهر في أنحاء البلاد، بالتزامن مع بدء انسحاب القوات الأجنبية بصورة نهائية من هذا البلد والذي بات على وشك الاكتمال.
وسيطر عناصر الحركة على مساحات شاسعة من المناطق الريفية وباتوا في الأيام الأخيرة يهددون عواصم عدد من الولايات إذ اقتربوا من قندهار كما من هرات، كبرى مدن غرب أفغانستان وثالث أكبر مدينة عدديا في هذا البلد (600 ألف نسمة)، ولشكر قاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب).
وإذا سقطت قندهار التي جعلت طالبان منها مركز نظامها حين حكمت أفغانستان بين 1996 و2001، فسيشكل ذلك كارثة للسلطات الأفغانية. ولم تبد القوات الأفغانية أي مقاومة شديدة أمام تقدم طالبان، ولم تعد تسيطر سوى على المحاور الكبرى الرئيسية وعواصم الولايات.
وفي إقليم هلمند جنوب البلاد، مازال مسلحو حركة طالبان يقاتلون القوات الحكومية في العديد من مناطق الشرطة في مدينة "لاشكارجاه"، بحسب مسؤولين محليين.
وقال عضو مجلس الإقليم، عبد المجيد أخوندزاده لوكالة الأنباء الألمانية إن هجمات جوية استهدفت مستشفى خاصاً، حيث كان مسلحو طالبان يختبئون. وأعرب عن مخاوفه بشأن الصراع المستمر في مناطق حضرية مأهولة بالسكان. وأضاف: "الكثير من المدنيين محاصرون داخل منطقة الحرب. هناك مصابون وقتلى".
تغيير لديناميكيات الصراع
وفي إقليم هيرات غربي البلاد، يخوض المسلحون قتالاً ضد القوات الموالية للحكومة على بعد بضعة كيلومترات فقط من وسط المدينة، حسبما قال عضو مجلس الإقليم غلام حبيب هاشمي. وأضاف هاشمي أن المسلحين شنوا هجمات على منطقتى انجيل و جوزارا يوم الخميس .
وقال المتحدث باسم حاكم الإقليم، جيلاني فرهاد، إن قتالا يجري في بول إي مالان، وهو جسر تاريخي يقع على بعد 10 كيلومترات من هيرات، اليوم السبت. ويسيطر مقاتلو طالبان على ما لا يقل عن 13 من 15 منطقة في الإقليم ولها وجود ضخم فى المنطقتين المتبقيتين.
وقال المسؤولون إنه لتجنب الانهيار الكامل للإقليم، يدافع مئات المدنيين بقيادة قائد سابق للمقاتلين وسجين سابق بطالبان في السبعينات من عمره، وهو اسماعيل خان، عن مسقط رأسهم حالياً ضد هجمات طالبان.
ووفقًا للخبراء، فإن استيلاء طالبان على أحد المراكز الحضرية الرئيسية في أفغانستان من شأنه أن يغير ديناميكيات الصراع لصالح الإسلاميين. ويخشى المراقبون من أن طالبان قد تستعيد السيطرة في أفغانستان بعد الانسحاب الكامل لقوات الناتو، إذ أن حوالي نصف المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 400 هي بالفعل تحت سيطرة الحركة.
ووصلت مفاوضات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية في الدوحة إلى طريق مسدود منذ أشهر.
ع.ح./ع.غ (د ب أ، رويترز، ا ف ب)