أكاديمية DW ترعى حوارا بين مدوِنين وصحافيين شبان من بلدان الربيع العربي
٢٩ ديسمبر ٢٠١٢كثفت أكاديمية DWالألمانية جهودها في الآونة الأخيرة لتقديم دورات تدريبية لصحافيين ومدونين شبان من بلدان الربيع العربي، واحتضنت تونس دورات عديدة منها. وقد افتتحت الأكاديمية هذا العام مكتبا إقليميا لها بتونس لتنسيق جهودها في مجال التكوين الصحافي.
في تونس مهد الربيع العربي، يعيش الإعلام فيها ربيعه، لكنه محفوف بالصعوبات والتحديات، فإطلاق حريات الصحافة والتعبير، لم يكن وحده كافيا لتكون صحافة مهنية ومستقلة، بل ظهرت مشكلات عديدة تتعلق بأخلاقيات المهنية ولكن أيضا بضعف التكوين لدى الصحافيين، وهو أكده عدد من الصحافيين والمدونين الذين تحدثوا لموقع DWعلى هامش مشاركتهم في دورات أكاديميتها، التي تنوعت بين دورات موجهة لطلاب الماجستير إعلام ولصحافيين ومدونين شبان.
الأكاديمية تواكب الصحفيين التونسيين
في المعهد العالي للصحافة وعلوم الأخبار في تونس، أقيمت دورات لطلاب الإعلام، وشارك فيها طلبة الماجستير، تطرقوا خلالها إلى طرق الكتابة الصحفية للمواقع الالكترونية وكيفية إعداد التحقيقات التلفزيونية والطرق الحديثة المستخدمة فيه فضلا عن تقنيات وكيفية تركيب الصور.
وحول أهداف الأكاديمية من خلال هذه الدورات، يقول برند روسليه مسؤول عن برنامج افريقيا بأكاديمية دويتشه فيله،: "إلى تحسين حرية الصحافة والتعبير في تونس ومساعدة الصحافيين على اكتساب التقنيات المهنية ومواكبتهم خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تمر بها البلاد لحين توفير إعلام حر ومستقل بعد عقود معاناة من التعتيم وغياب الحرية والنزاهة في ظل الحكومة السابقة".
وأوضح روسله أن الدورة الخاصة بالطلبة تمحورت حول تعريفهم بجميع أوجه وفنون الكتابة الصحفية في الصحافة المكتوبة(المطبوعة) والمواقع الالكترونية، وتمكينهم من اكتساب مهارات كتابة وصياغة الخبر والتقرير والتحقيق والمقابلة والصورة الإخبارية وخصائص الكتابة للصحافة الرقمية والمواقع الالكترونية، من خلال عدد من الأساتذة المختصين من ذوي الخبرة المتراكمة في مجالات العمل الإعلامي المختلفة. وأضاف " ما نسعى إليه من وراء ذلك هو أن يطور الطلبة وكذلك الصحافيين من أفكارهم ومعرفة طرق معالجة الموضوعات الصحفية من اجل تعميق وإثراء مكتسباتهم الصحفية لتسهيل دخولهم إلى عالم الإعلام بعد التخرج".
اهتمام متزايد بالجانب الميداني
الطالبة سهير الشعباني اختصاص سمعي بصري، تشارك لأول مرة دورة تدريبية، قالت إنها تعلمت من خلالها كيفية إعداد روبرتاج تلفزي بطريقة محترفة وكيفية استعمال التقنيات الحديثة واستغلالها في التغطية التلفزية، واكتسبت معرفة وخبرة جديدة في هذا المجال.
وأضافت بان مثل هذه الدورات التدريبية مفيدة للطلبة في صقل مهارتهم وخبرتهم وتعزيز قدراتهم المعرفية لأنها تمكنهم من ممارسة الجانب التطبيقي بالتوازي مع الدروس النظرية التي يدرسوها في الجامعة بشكل يتيح لهم سرعة الانخراط في سوق العمل، بعد اكتسابهم للمهارات اللازمة وتزودهم بالمعارف التي يحتاجون إليها. وقالت" كانت فرصة ثمينة بالنسبة لي وأتمنى أن أشارك في دورة أخرى تكون بألمانيا لأتعلم المزيد".
من جانبها قالت الطالبة مروى الكوكي" الطلبة اليوم بحاجة أكثر للدورات التدريبية لأن الجانب النظري وحده لا يكفي". وأضافت" صحيح أننا درسنا النظريات الكبرى للصحافة في الجامعة، لكن هذه الدورة منحتنا فرصة لتطبيق ما درسناه على المستوى الميداني الذي يلامس أكثر واقع المواطن ويعالج مشاغله وتكون فيه علاقة تواصل بين الصحفي والآخر وهذا مهم بالنسبة لنا".
تفاعل وحوار بين صحافيين ومدوِنين
ولم تقتصر أكاديمية دويشته فيله على تدريب طلبة كلية الإعلام فقط، فقد نظمت دورة تكوينية لصحافيين ومدونين شباب من دول المغرب العربي تمحورت حول آليات التدريب الصحفي. وتجمع المشاركون في ورشات تخللتها نقاشات ساخنة تبادلوا خللها وجهات النظر.
زاهي علاوي مشرف على هذه الدورة قال بان الهدف منها هو نقل الخبرات في مجال التدريب الصحفي من الأكاديمية إلى الصحفيين والمدونين المغاربيين، وتمكينهم من الاستفادة من خدماتها في مجال التكوين والتدريب الصحفي حتى يصبحوا مدربين ممتازين مستقبلا، فضلا عن السعي إلى تعميق الحوار وتبادل المعلومات والخبرات بين الشباب المشارك وتمتين الجسور بين مختلف الثقافات.
محمد اكينو صحافي ومدون من المغرب يشارك للمرة الثانية في الدورات التدريبية التي تنظمها أكاديمية دويتشة فيله، عبر عن سعادته بالمشاركة في هذه الدورة التكوينية، لأنها مكنته من التعرف على صحافيين ومدونين جدد ناقش معهم عدة مواضيع وتبادل معهم وجهات النظر، كما علمته طرق تعليمية جديدة ومفاتيح التكوين وكيفية التفاعل مع المجموعة. وقال أكينو " هذه الدورات هي الكفيلة بتطوير معرفة الصحافي وممارسته المهنية، بالنسبة لي كان هذا اللقاء فرصة لتلقي طرق بيداغوجية جديدة والاستفادة من خبرة عناصر الأكاديمية في هذا المجال". وأضاف أن السبب الذي جعله يشارك في هذه الدورة هو أن لديه مشروع تأسيس مركز تدريب للصحفيين وذلك لملا الفراغ الموجود في بلده.
وقال المدون المغربي " للأسف في المغرب التدريب الصحفي عنصر مهمل، نحن نعاني من نقص فادح في مراكز تدريب الإعلاميين وهو مشكل يعاني منه خاصة الصحفيين المبتدئين الذين لا يجدون من يؤهلهم في بداية طريقهم" وساتنتج ان بعد هذا التدريب "أصبحنا نمتلك مؤهلات تسمح لنا بتدريب الإعلاميين وتطوير مهاراتهم ورفع كفاءاتهم، لمساهمة العلمية والعملية في التطوير الإعلامي بمختلف مجالاته ومستوياته".
ومن جانبها ثمنت المدونة التونسية يمينة المشري، جهود فريق تدريب أكاديمية دويتشه فيله الألمانية، في تدريب الصحافيين والمدونين التونسيين. وقالت" أنا موجودة اليوم من اجل تطوير تجربتي في مجال العمل التدويني الذي أصبح يلقى إقبالا اليوم من متصفحي الانترنيت، وقد كانت تجربة ممتازة مع فريق أكاديمية دويتشه فيله تعلمت خلالها أساليب جديدة وتعرفت على أدوات عمل حديثة ستساعدني على تطوير عملي وعلى التموقع من جديد في مجال التدوين".