السجن للاجئ أحرق متجره من أجل نقود التأمين والتبرعات!
٦ سبتمبر ٢٠٢٠في عام 2018، أثار خبر عن "حريق متعمد" في متجر لاجئ سوري في بلدة فيتر غرب ألمانيا، تعاطفاً واسعاً. فقد ادعى اللاجئ محمد موسى أ. (35 عاماً) وقتها أن إحراق متجره الذي يبيع فيه الخضار "هجوم بدافع معاداة الأجانب"، مؤكداً أنه تلقى رسائل تهديد من "اليمين المتطرف" قبل الحريق.
أثارت الحادثة موجة تعاطف كبيرة مع اللاجئ السوري، الذي كان قد وصل إلى ألمانيا عام 2015، وتم جمع تبرعات له من قبل العديد من المدارس والجمعيات والنوادي، كما ساعده متطوعون على إعادة بناء المتجر، وزاره رئيس البلدية مع أعضاء في مجلس البلدية للتعبير عن التضامن معه ضد "الهجوم المعادي للأجانب" الذي تعرض له.
لكن وبعد أكثر من عامين على الحادث، أثار خبر آخر حول اللاجئ نفسه، صدمة كبيرة في البلدة. فقد قضت محكمة في مدينة هاغن بسجن الرجل نفسه ثلاث سنوات بتهمة "الخداع وإخفاء جريمة" بعد أن "ثبت" أنه تعمد إحراق متجره، ليحصل على أموال من شركة التأمين (30 ألف يورو) ومن التبرعات (آلاف اليوروهات)، حسبما نقل تقرير لتلفزيون غرب ألمانيا (WDR).
وبحسب التقرير، فإن المحققين اكتشفوا حقيقة الأمر بعد أن ادعى الرجل أنه كان في مدينة أخرى (غيلزينكيرشن) وقت الحريق، بينما رآه رجال الإطفاء وهو يحمل بعض قناني غاز البروبان إلى خارج المتجر أثناء نشوب الحريق.
كما لاحظ المحققون، بحسب التقرير، أن الرجل كان قد أطفأ كاميرات المراقبة أيضاً وقت الحريق، بالإضافة إلى تناقضات أخرى في كلام الرجل أثناء التحقيق معه. وتبين للمحققين أن الرجل احتال على نظام المساعدات الاجتماعية وحصل على مبالغ بقيمة عشرات آلاف اليوروهات، إلى جانب تهديده لحياة أشخاص آخرين.
وعبّر العديد من سكان بلدة فيتر عن صدمتهم مما توصل إليه المحققون. وقالت ريلانا أفرانيديس، التي تعيش في شقة فوق متجر اللاجئ مباشرة، إنها اضطرت لدخول المستشفى وقتها هي وطفليها بسبب استنشاق دخان الحريق، وأضافت أنها ساعدت اللاجئ لاحقاً في إعادة بناء المتجر. وتدرك ريلانا الآن أن الرجل لم يكن يكثرت بحياتها هي وطفليها. وقد ذكر حكم المحكمة أن ما قام به اللاجئ كان "بدافع الأنانية".
ورغم صدمة جمعية المساعدات "فير إن فيتر" (نحن في فيتر) بما فعله الرجل، إلا أنها أكدت أن ذلك لن يؤثر على مساعدة "الذين يحتاجون المساعدة حقاً".
م.ع.ح/خ.س