ألمانيا تدخل اتحادا اقتصاديا يضم سوريا وإسرائيل
١ مارس ٢٠٠٨توصل الاتحاد الفدرالي الألماني لجمعيات أرباب العمل "بي دي أي" (BDA) إلى اتفاقية تعاون مع اتحاد جمعيات أرباب العمل في منطقة البحر الأبيض المتوسط "يو إم سي إي" (UMCE)، وتم توقيع هذه الاتفاقية الأولى من نوعها في 25-2-2008 في مدينة ميونخ. وبحسب الاتفاقية ستحصل ألمانيا على صفة مراقب في هذا الاتحاد المتوسطي الذي يسعى لتأسيس منطقة تجارة حرة بين الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط بحلول عام 2010.
الاتفاقية ستلفت أنظار الشركات الألمانية للاستثمار في المنطقة
وفي مقابلة مع موقعنا قال نائب رئيس اتحاد "بي دي أي" راندولف رودينشتوك إن هذه الاتفاقية ذات أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية والسياسية، حيث أن ألمانيا ليست من الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، إلا أنه مع ذلك أصبحت ممثلة في إتحاد اقتصادي متوسطي هام. وبحسب رودينشتوك فإن انضمام ألمانيا إلى الاتحاد سيؤدي إلى لفت أنظار الشركات الألمانية إلى أهمية الاستثمار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بعد أن ركز الاقتصاد الألماني في استثماراته لفترة طويلة على شرق أوروبا.
القطاع الخاص السوري والإسرائيلي في اتحاد مشترك
ورغم المقاطعة الرسمية القائمة بين النظام السوري والإسرائيلي، إلا اتحاد غرف التجارة السورية واتحاد الصناعيين في إسرائيل ممثل في الاتحاد المتوسطي المتوسطي "يو إم سي إي"، إلى جانب الجزائر ومصر والأردن وتونس وفلسطين وتركيا ولبنان والمغرب وقبرص ومالطا. كما تشارك اتحادات اقتصادية أوروبية بصفة مراقب هي فرنسا واليونان وإيطاليا والبرتغال في الاتحاد، بالإضافة لألمانيا التي يمثلها اتحاد "بي دي أي" الذي يمثل جميع القطاعات الاقتصادية في ألمانيا.
الدول المتوسطية سمحت بدخول ألمانيا للتخلص من التبعية الفرنسية
وحول رؤية "بي دي أي" السياسية بخصوص مساعي الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي لتأسيس إتحاد متوسطي ومعارضة ألمانيا لهذه الخطط، قال رودينشتوك إن اتحاد "بي دي أي" يوافق على الرؤية السياسية الألمانية التي تدعم دور الاتحاد الأوروبي ككل، وليس فقط فرنسا، في تدعيم العلاقات بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وتقوية اقتصادياتها من أجل التخفيف من هجرة سكانها إلى الاتحاد الأوروبي. ولفت رودينشتوك الانتباه إلى رغبة الدول المطلة على البحر الأبيض في التخلص من التبعية لفرنسا، وأن هذا هو السبب الذي يقف وراء السماح لألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي، بدخول إتحاد "يو إم تي إس". أما عن إمكانية تأثير اتحاد "يو إم تي إس" على عملية السلام في الشرق الأوسط، فقال رودينشتوك إن "النشاط الاقتصادي مرتبط بشكل وثيق بتحقيق السلام وفتح الحدود، معتبرا أن للاتحاد المتوسطي "أثر صحي" على عملية السلام في الشرق الأوسط.