ألمانيا تدعم الديمقراطية في مصر وتراجع موقفها
٢٨ يناير ٢٠١١أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلّه في مقابلة أجراها معه التلفزيون الألماني اليوم الجمعة (28 كانون الثاني/ يناير) أن الحكومة الألمانية حضَّت الحكومة المصرية خلال الاجتماعات التي عقدتها معها في الأشهر الماضية على السماح بالمزيد من الديمقراطية والحريات في البلاد.
وقال فسترفيله منتقد الموقف السابق لحكومته بأنه حتى اليوم كان يوجد نوع من الحكم القاطع بأن من يسمح بالمزيد من الحريات يزعزع استقرار البلد المعني. وأضاف أنه يرى اليوم بأن من يحرم الناس من الحريات ومن حقوقها المدنية يجلب اللااستقرار إلى بلده. وتابع: "نحن نطالب الحكومة المصرية بالتخلي عن استخدام العنف، وعلى اقتناع بضرورة وجوب احترام حرية التظاهر، وألمانيا تقف إلى جانب الديمقراطية في مصر".
وكان وزير الخارجية فيسترفيلّه صرَّح قبل يوم في كلمة له أمام البرلمان الاتحادي الذي عقد جلسة خاصة لبحث الأوضاع في تونس ومصر أنه يطالب أيضا باحترام حرية الانترنت والتواصل من خلاله ومن خلال وسائل الاتصالات الجديدة وعدم العمل على منعها وتعطيلها.
الاستبداد ينقل النقاش السياسي إلى المساجد
وفي اجتماع البرلمان الالماني تحدث رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، تراجع بدوره هو أيضاً عن فكرة أن الأنظمة الاستبدادية تحمي بلدانها من الإسلاميين، بل العكس هو الصحيح. وبرّر كلامه هذا بالقول إن الأنظمة الاستبدادية "تمنع حرية التعبير بالمطلق وتمنع قيام معارضة سياسية أو نقاش سياسي في العلن".
وأضاف أن غالبية السكان من المسلمين، لكن الحكومات غير قادرة على منع الدين، ولذلك تنتقل النقاشات السياسية من الشارع إلى قاعات المساجد المحمية.
لكن النائب عن حزب اليسار نيما موفاسات انتقد في كلمته الحكومة الحالية والسابقة على تصنيفهما الحكومات الاستبدادية، مثل مصر والسعودية واليمن، بأنها شريك يمكن الاعتماد عليه.
وقالت ممثلة حزب الخضر كيرستن موللر إن "على الجميع اليوم الاعتراف بأن استراتيجية الغرب في هذه المنطقة التي استندت إلى محاربة الإسلاموية فشلت بسبب اعتمادها على أنظمة مدنية استبدادية وفاسدة".
سيبقى لمصر دور هام
وعلّق الناطق باسم الحكومة الألمانية كريستوف شتيغمانز على موقف حكومته مما يجري في مصر فذكر أن على المرء "أن لا يتجاهل أنه كان لمصر ولا يزال لها دورا هاما تلعبه في مجمل المنطقة".
وأضاف أن ألمانيا ثمنت في الماضي دور مصر في عملية السلام في المنطقة "وتعتقد أنها ستبقى تلعب في المستقبل دورا هاما أيضا". وزاد شتيغمنانز أن حكومته ترى وجود مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية في مصر وتدعم لهذا السبب بقوة كل الجهود التي تبذل لتأمين المزيد من الديمقراطية فيها.
بيتر شتوتسله/اسكندر الديك
مراجعة: عارف جابو