"ألمانيا تدعم يمنا ديمقراطيا موحدا وتطالب جميع الأطراف اليمنية بنبذ العنف"
٢٦ مايو ٢٠٠٩ضمن عدد من الفعاليات التي تأتي في إطار الاحتفاء بالذكرى الأربعين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية ألمانيا الاتحادية واليمن، دشن كل من نائب رئيس الوزراء اليمني عبدا لكريم الأرحبي وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى اليمن ميشائيل كلورـ بيرشتولد ليلة الأحد الماضي (24 مايو/آيار) فعاليات الأسابيع الثقافية الألمانية في اليمن، بحضور عدد من مسؤلي البلدين وعدد من السفراء المعتمدين بصنعاء وجمع غفير من المواطنين والمهتمين. وتتضمن هذه الأسابيع عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والسياسة والإعلامية.
"ميزة الدعم الألماني أنه غير مُسيّس بالمطلق"
وفي كلمة افتتاح الفعاليات أشار السفير الألماني إلى إن التعاون التنموي كان ومازال احد الأعمدة الهامة لعلاقات الصداقة اليمنية الألمانية على مدى الأربعين عاما المنصرمة، مشيرا في هذا السياق إلى أن أولى ثمار التعاون كانت أواخر ستينات القرن الماضي من خلال مشروعي بناء مطار صنعاء، الذي ربط اليمن بالعالم الخارجي، ومشروع طريق صنعاء ـ تعز الذي ربط بين أجزاء اليمن. وأشار الدبلوماسي الألماني إلى أن بلاده ساهمت على مدى الأربعين عاما الماضية في تحقيق مطالب المجتمع اليمني، من خلال العديد من المشاريع التنموية، معلنا أن مبلغ المساعدات التنموية الألمانية لليمن تجاوزت خلال العقود الأربعة الماضية المليار يورو.
من ناحيته شكر نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني بإسمه وبإسم حكومة وشعب بلاده ألمانيا على الدعم الذي تقدمه، مؤكدا بأنه لا يستطيع أن يتخيل كيف كانت ستكون عليها التنمية خلال الأربعين سنة الماضية في اليمن دون هذا الدعم. وقال إن بلاده نفذت مئات المشاريع بمساعدة ألمانيا، مشيرا إلى أن الدعم المادي الألماني لليمن الذي ذكره السفير بلغ نحو مليار، أما هو فيعتقد أنه إذا تم تقدير القيمة الحقيقية للمساعدة فإنها ربما تصل إلى نحو ثلاثة أو أربعة مليارات يورو. وقال المسؤول اليمني إن ميزة الدعم الألماني أنه "غير مُسيَس بالمطلق"، وهو موجه إلى مجالات تنموية رائدة مثل قطاع المياة أو البنية التحتية، كما أنه كان يتزامن مع الدعم الفني ونقل المعرفة.
"الجدران تعيق الحوار بين البشر"
وفي ظل التوترات الداخلية التي تعيشها اليمن، خصص السفير الألماني جزءأ مهما من كلمته للتعبير عن موقف بلاده مما يجري في هذا البلد، إذ قال إن اليمن وألمانيا يشتركان في تاريخهما المعاصر بمصير مشترك، وهو تقسيم البلدين ومن ثم إعادة توحيد شطريهما في عام 1990. وتابع قائلا إن بلاده على ضوء ذلك "تقف خلف وحدة اليمن، وتدعم يمنا ديمقراطيا وجمهوريا". ودعا الدبلوماسي الألماني اليمنيين على اختلاف مشاربهم إلى الحوار، إذ قال: "أدعو أصدقائنا اليمنيين؛ الحكومة والأحزاب السياسية، والمعارضة في الداخل والخارج، ومنظمات المجتمع المدني وكل اليمنيات واليمنيين إلى حوار حقيقي بناءً". وأضاف: "إن الحلول لاحتياجات الناس ومطالبهم لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الحوار".
وفي تأكيده على أهمية الحوار استطرد السفير الألماني قائلا إن جلب قطع رمزية من جدار برلين إلى صنعاء جاء للتذكير بأن الجدران تعيق التواصل والحوار بين الناس، الجدير ذكره أنه تم اختيار صنعاء، كمحطة لمشروع فني متنقل بعنوان "الجدار"، يجوب من خلاله عدد من الفنانين الألمان العالم حاملين معهم بقايا من جدار برلين بمناسبة الذكرى العشرين لسقوطه. ويشتركون مع فنانين من دول أخرى في التعبير عن تصوراتهم من خلال الرسم للحواجز والأسوار، المادية والمعنوية، التي تفصل بين البشر.
كما أكد السفير أيضا التزام ألمانيا بدعم حرية الرأي والصحافة في اليمن وباقي أنحاء العالم ، باعتبارها كجزء لا يتجزأ من الديمقراطية وحقوق الإنسان، ورحب أيضا بالجهود المبذولة في اليمن على صعيد التوجه نحو الحكم اللامركزي والإدارة المحلية، وهي مطالب تطرحها المعارضة اليمنية في الوقت الحالي بشدة.
عبده جميل المخلافي ـ صنعاء
تحرير: ابراهيم محمد