ألمانيا تستعد لمواجهة اليونان والأنظار تتجه إلى أوزيل
٢٠ يونيو ٢٠١٢برصيد تسع نقاط من ثلاث مباريات حقق المنتخب الألماني أولى أهدافه التي سطرها في بطولة كأس أمم أوروبا المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا؛ ما يعني أن المانشافت سينطلق لخوض غمار دور خروج المغلوب مستندا على أسس متينة، فهو الوحيد الذي انتزع جميع نقاط المباريات، فيما اكتفت المنتخبات الأخرى بأقل من ذلك بكثير كإسبانيا بطلة العالم وبطلة أوروبا التي استقر رصيدها عن المجموعة الثالثة عند سبع نقاط.
وستواجه ألمانيا بعد غد الجمعة (21 حزيران/ يونيو 2012) المنتخب اليوناني بطل أوروبا لعام 2004، الذي دخل البطولة وشبح الأزمة المالية تعصف ببلاده، ما جعل اللاعبين يتوقون للتأهل إلى دور الثمانية من البطولة "لإدخال البهجة ولو لحظات إلى قلوب اليونانيين" الغاضبين مما آلت إليه أحوال بلادهم. ونجح المنتخب اليوناني بالفعل في تلك المهمة حين انتزع إلى جانب التشيك بطاقة تأهل المجموعة الأولى من أيدي البولنديين والروس على وجه الخصوص.
يوآخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني رفض في المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد الألماني لكرة القدم ظهر اليوم الأربعاء (20 حزيران/ يونيو 2012) التعقيب على الأوضاع السياسية والاقتصادية باليونان. وبتهكم شديد أجاب على أسئلة الصحفيين بالقول، إنه عقد "اتفاقا" مع المستشارة أنغيلا ميركل، بأنه لن يدلي بأي تصريحات سياسية بشأن اليونان، فيما لن تتدخل هي في رسم معالم التشكيلة الأساسية التي ستخوض مباراة ربع النهائي.
لكن وعلى المستوى الكروي، كان لوف واضحا في تصريحاته حين أبدى في أكثر من إجابة امتعاضا شديدا من مستوى المنتخب في الدور الأول وخاصة في مباراة الافتتاح أمام الدنمارك. المدرب "يفتقد" رؤية الإمكانيات الهجومية لفريقه، فـ "فلسفة اللعب إلى الأمام لن تتغير في طريقة اللعب الألمانية"، وعلى هذا الأساس "يجب وبسرعة إيجاد توازن بين اللعب الدفاعي والهجومي". ومن المؤكد أن المفتاح السحري لذلك يحمل اسم مسعود أوزيل، صانع ألعاب المانشافت وريال مدريد الإسباني.
ويحمل قميص اللاعب رقم ثمانية، وهو الرقم ذاته لعدد الأهداف التي سجلها لصالح منتخب بلاده. التمريرات المتناهية الدقة والقدرة على قراءة الملعب وصناعة الأهداف هي المهام الأساسية الموكلة لأوزيل، وليس بالضرورة إحراز الأهداف. لكن الأخير أخفق وإلى غاية اللحظة بالقيام بكل ذلك وبالبراعة المعهودة منه. فالكرة التي التقطها لارس بندر، حين أحرز هدف الفوز ضد الدنمارك (2-1) في الجولة الثالثة من دور المجموعات، كانت تمريرة ضائعة من أوزيل إلى المهاجم ميروسلاف كلوزه. طريقة لعب أوزيل تفتقد إلى "اللمسة الأخيرة"، والصحافة المحلية عبرت عن ذلك بالقول: إن نجم الريال لا يلعب بقدراته مائة في المائة، بل بتسعين بالمائة فقط.
بيد أن المنتخب الألماني الذي حدد سقف أهداف البطولة بنيل اللقب، بحاجة ماسة إلى قدرات اللاعب وتركيزه التام في الدور نصف النهائي عند ملاقاة الفائز في مباراة انكلترا وإيطاليا، لكن ذلك يشترط بطبيعة الحال فوز ألمانيا على اليونان.
سيناريوهات كهذه رفض أعضاء المنتخب الألماني بمن فيهم سامي خضيرة التعقيب عليها للتأكيد أن المحطة القادمة "هي اليونان واليونان فقط". غير أن خضيرة تطرق إلى أوزيل مشيرا إلى الدور "الهائل الذي يقوم به لدعم المانشافات". لوف أيضا طمأن الصحفيين بالتأكيد على أن أوزيل على وشك "الانفجار". وفي حال حدث ذلك بالفعل فسيصبح من الصعب على المنتخبات الأخرى إبعاد ألمانيا من معادلة نهائي يورو 2012.
وفاق بنكيران
مراجعة: أحمد حسو