ألمانيا تضع شروطا لإنهاء حظر تصدير الأسلحة للسعودية
٢٠ فبراير ٢٠١٩أكدت ألمانيا الأربعاء (20 شباط/فبراير 2019) أنها ستتمسك بقرارها وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، متجاهلة تحذيرات بريطانيا بأن الحظر يمكن أن يسيء إلى مصداقية الأوروبيين وجهود إحلال السلام في اليمن.
وصرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عقب محادثات مع نظيره البريطاني جيريمي هانت حول القرار الذي تم اتخاذه في تشرين الأول/أكتوبر إثر قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، "موقف الحكومة هو أننا لن نسلم أسلحة إلى السعودية في الوقت الحالي".
بيد أن الوزير الألماني ترك الباب مفتوحا في المستقبل لرفع حظر تصدير الأسلحة للسعودية واضعا شروطا لذلك. وقال في مؤتمر صحفي: "سوف نتخذ القرارات المستقبلية بناء على تطورات صراع اليمن وما إذا كان يتم تنفيذ ما جرى الاتفاق
عليه في محادثات السلام بستوكهولم".
وفي وقت سابق من الأربعاء أعلن وزير الخارجية البريطاني أنه سيبحث مسألة حظر صادرات الأسلحة إلى السعودية مع نظيره الألماني بعد تقرير أفاد أن لندن بعثت رسالة إلى برلين تحتج على قرارها حظر بيع الأسلحة إلى المملكة. وتكشّفت الخلافات بين الجانبين في المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعقب المحادثات. وقال هانت "في الواقع، لأن بريطانيا تربطها علاقة استراتيجية مع السعودية، نستطيع أن نلعب دوراً مهماً في تطبيق محادثات ستوكهولم".
وأضاف وزير الخارجية البريطاني "لا نعتقد أن تغيير علاقاتنا التجارية مع السعودية سيساعد في ذلك، في الحقيقة نحن قلقون من أنه سيكون لذلك تأثير عكسي - إذ سيقلل من نفوذنا في تلك العملية". وفي لندن أكدت وزارة الخارجية البريطانية أنها وجهت رسالة لم تكشف عن تفاصيلها لأنها "خاصة".
على صعيد متصل، ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن لندن دعت في رسالتها برلين إلى استثناء مشاريع أوروبية دفاعية كبرى مثل طائرات "يوروفايتر" أو "تورنادو" من حظر الأسلحة.
وتستخدم مكونات ألمانية في صناعة طائرات يورفايتر وتورنادو. وبالتالي فقد كان للحظر تأثير على شركات أوروبية أخرى مشاركة في صناعة هذه الطائرات. وحذر هانت في رسالته من أن الرياض تسعى بالفعل للحصول على تعويضات من شركة "بي إيه إي سيستمز" بسبب الحظر الألماني، بحسب الصحيفة.
ولقي قرار ألمانيا تجميد صادرات الأسلحة إلى السعودية معارضة كذلك من قوى أوروبية أخرى بينها فرنسا، ووصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بـ"الديماغوجية".
ز.أ.ب/أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)