ألمانيا تعوض في الاقتصاد ما خسرته في بطولة كأس العالم
٩ يوليو ٢٠١٠تجاوز الاقتصاد الألماني الأزمة التي ضربت الاقتصاد العالمي خلال العامين الماضيين، بدون أضرار ملموسة تقريباً. وفي الوقت الذي تلم أزمة الديون بعدد من الدول الأوروبية، حقق الاقتصاد الألماني نمواً ملموساً. وقد ذكر مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا أمس الخميس (8 يوليو/تموز) أن صادرات البلاد شهدت ارتفاعا بنسبة 9.2 في المائة خلال شهر أيار/ مايو الماضي، مقارنة بالشهر السابق، مع تعافي الاقتصاد العالمي وتحسن باقي مؤشرات الاقتصاد الألماني مثل تحسن الناتج الصناعي وتراجع معدل البطالة مما يعزز الثقة في آفاق الاقتصاد.
وقال كارستن برزيسكي المحلل الاقتصادي في "آي إن جي بنك" إنه في حين قد تكون ثقة المستهلكين في ألمانيا قد تضررت بشدة بعد خسارة ألمانيا في كأس العالم لكرة القدم فإن الاقتصاد الألماني مازال مرشحاً قوياً في سباق آخر وهو بطولة اقتصاد منطقة اليورو لعام 2010. وأشار مكتب الإحصاء إلى ارتفاع الصادرات في أيار/ مايو الماضي بنسبة 28.8 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي بفضل الطلب القوي من الأسواق الصاعدة الرئيسية وتراجع قيمة اليورو أمام العملات الرئيسية في العالم. يُشار إلى أن هذه هي أكبر زيادة في صادرات ألمانيا يشهدها شهر أيار/مايو منذ عشر سنوات.
اتجاه ايجابي لسوق العمل
من ناحيتها ذكرت وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية أن الناتج الصناعي زاد بأسرع من المتوقع خلال أيار/مايو الماضي مسجلا نمواً بمعدل 2.6 في المائة وهو ما يؤكد قوة أسس الاقتصاد الألماني. وأشارت الوزارة إلى أن الناتج الصناعي سجل خلال نيسان/ أبريل الماضي نمواً بمعدل 1.2 في المائة وليس بمعدل 0.9 وفقاً للتقديرات السابقة. وكان الخبراء يتوقعون نمو الناتج الصناعي خلال أيار/ مايو الماضي بمعدل 0.9 في المائة فقط. في الوقت نفسه انخفض عدد العاطلين مع أخذ العوامل الموسمية في الاعتبار بمقدار 21 ألف شخص ليصل إلى 3.23 مليون عاطل هذا الشهر، الأمر الذي أبقى معدل البطالة عند 7.7 في المائة دون تغيير وذلك للشهر 18 على التوالي بفضل الدعم الذي قدمته الحكومة الألمانية خلال العامين الماضيين إلى الشركات لتفادي عمليات التسريح واسعة النطاق للعمال.
وفي هذا الإطار قال فيليب ياجير المحلل الاقتصادي في "دي.زد بنك" إن اتجاه سوق العمل في هذه اللحظة إيجابي بوضوح. أما فرنك يورجن فايسه، رئيس مكتب العمل الاتحادي، فقد قال من جانبه أثناء إعلان بيانات سوق العمل إن التطور الجيد في سوق العمل تواصل خلال الشهر الحالي "وقد تحسنت المؤشرات الرئيسية مجددا". من ناحيته قال كارستن برزيسكي، المحلل الاقتصادي في "آي.إن.جي بنك"، إنه في حين ارتفعت معدلات البطالة بل وتضاعفت في الكثير من الدول فإنها عادت تقريباً في ألمانيا إلى مستوياتها قبل الأزمة الاقتصادية. كما ارتفعت قيمة مبيعات تجارة التجزئة في ألمانيا بشكل طفيف خلال شهر أيار/ مايو الماضي لتعطي أملاً بسيطاً في تحسن الإنفاق الاستهلاكي في ألمانيا في ظل مؤشرات على استمرار قوة دفع القطاعات الصناعية في أكبر اقتصاد بأوروبا.
(ه ع ا/د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: عماد مبارك غانم